مشهد تدفق ملايين الناخبين للإدلاء بأصواتهم في مراكز الاقتراع علي التعديلات الدستورية.. أعلن عن ميلاد ديمقراطية حقيقية وجديدة في مصر لم نشهدها من قبل في تاريخها القديم والحديث.. لم يكن هذا هو المشهد الوحيد وإنما توالت مشاهد عدة ففي حوالي الساعة الواحدة ظهراً بمدرسة عزيز أباظة التجريبية في أرض الجولف وحتي الساعة الرابعة وهو الوقت الذي استغرقته للإدلاء بصوتي كانت محصلة هذا الوقت مشاهد عديدة راقية.. مفرحة.. باعثة بأمل أن الغد دائما هو الأفضل فبدون أي تنظيم يصطف الرجال في طوابير والنساء في طوابير مواجهة، الجميع ملتزم بدوره.. لم يتأفف أحد من الطوابير التي فاقت ازدحام طوابير العيش.. يخرج الشباب والبنات الواعي المتحضر لشراء مياه وبعض الحلويات وقاموا بتوزيعها علي كل الموجودين وبتوزيع قطع كرتون ليكون واقياً لهم من الشمس التي لم تقلل من عزيمتهم للإدلاء بأصواتهم . - هي دي الديمقراطية مشهد آخر استوقفني عندما سألت بنت والدتها عن الصوت الذي ستدلي به ورفضت الأم التعبير عن رأيها قائلة : «إنتي اتخرجتي بقالك سنة ونزلتِي مجال العمل وعندك عقل تقدري توزني به الأمور ولازم صوتك يكون نابع منك عن اقناع ومتكونيش تابع وإلا متصوتيش» أعجبني هذا المشهد الذي دلَ علي أننا نخطو خطوات واضحة وحقيقية علي بساط الديمقراطية. - استفت قلبك! بعدماخرج من لجنة التصويت قال الرجل بصوت عال : «أرجو من الجميع أن يلتزم برأيه ولا يؤثر أحد علي الثاني بتغير رأيه فالكل له قناعاته ووجهة نظره التي لابد أن تحترم ... وأصواتكم أمانة فصوتوا بما يمليه عليكم ضميركم.. واستفت قلبك» - حبر الحرية ومن أكثر المشاهد التي مرت علي طوال اليوم وليس في مركز الاقتراع فقط .. هو لون الحبر الفسفوري علي الإصبع والذي كان دليلاً وعلامة الفخر علي كل إصبع وكان جميع المدلين بصوتهم يرفعون إصبعهم تحية لكل من يجده أمامهم فخورين بأنهم شاركوا في صنع قرار يهم مصر.. ومن أدلي بصوته يرفع هو الآخر إصبعه رداً للتحية، أما من لم يدل بصوته كانوا يقنعوه بالمشاركة لأجل مصر دون فرض رأي بنعم أو لا.