هناك مقولة شهيرة تفيد بأن السياسي والفنان فوهتان لبندقية واحدة هذا في حالة واحدة إذا كان السياسي من النوع الذي يخدم مصالح شعبه ويرتفع بقامة بلاده ويعلي مصالحها فوق كل مصلحة وفي الجانب الآخر فإن الفنان الذي تقصده هذه المقولة هو بالتأكيد الفنان الواعي المثقف المهموم بقضايا وطنه وأمته الذي يضع يديه علي نبض الجماهير ويرتبط بها ارتباطاً لا انفصام فيه وعلي هذا الأساس دعونا نستعرض العلاقة بين الفنان والسياسي في ظل الأوضاع غير الطبيعية التي نعيشها هذه الأيام. فقد قام شباب مصر الذي ظلمناه كثيرا واتهمناه بما ليس فيه أقول قام بأشرف ثورة عرفتها الإنسانية علي مدي عصورها وقدم ضحايا وشهداء وأبطالاً شهد لهم العالم بأسره اسمحوا لي أن استعرض بعضها.. فقد قال الرئيس الأمريكي أوباما: أنه ينبغي علينا أن نعلم أولادنا كيف يكونون مثل هؤلاء الشبان المصريين، فيما قال رئيس وزراء بريطانيا: علينا أن نعلم في مدارسنا دروس الثورة المصرية وبطولاتها. وقالت محطة ال CNN: للمرة الأولي في التاريخ نشهد شعباً يفجر ثورة ثم يقوم بعد ذلك بإصلاح وتجميل الشوارع. وأيضا يقول رئيس الوزراء الإيطالي: إنه لاجديد من أحداث في مصر فقد تعودنا من هؤلاء البشر أنهم يصنعون التاريخ علي مر العصور.. ولكن ما هزني من الأعماق هو قول هينزفيشر الزعيم الاسترالي: أن أعظم أناس الأرض هم أهل مصر وهم يستحقون جائزة نوبل للسلام.. ويا سبحان الله لا كرامة لنبي في وطنه وعلي رأي المثل «زمار الحي لايطرب» فقد خرج علينا بعض الذين أحببناهم وبادلناهم الإعجاب ورفعناهم إلي مصاف النجوم وصنعنا شهرتهم وأدخلناهم زمرة أصحاب الملايين.. فإذا بالمقابل يقف بعض هؤلاء أمام المستقبل وصناعه وأصحابه الشرعيين يصفونهم بالعيال وبالرعاع والأعجب أن واحدة ست معجبانية قالت فض فوها وعاش حاسدوها دول شوية عيال ماتحرقوهم وتخلصونا منهم!! من أنت يا سيدتي لكي تحكمي علي شباب الورد المتفتح في جناين مصر بالحرق.. هل سعادتك قادمة من زمان محاكم التفتيش أم أنك تمتين بصلة للمرحومة ماري أنطوانيت.. في الحقيقة أنا أشهد بأن الشبه بعيد فقد كانت انطوانيت معشوقة سيدات ورجال عصرها أبهرت البلاط النمساوي الذي جاءت منه وبلغت شهرتها كل الأوساط الأوروبية حتي سمع بها لويس السادس عشر فقرر الارتباط بها وما أعرفه عنك ياسيدتي صاحبة قرار المحرقة بأن كلمات العم عبدالرحمن الخميسي تنطبق عليك عندما سألوه ذات يوم عن الجميلة الرقيقة نجلاء فتحي فقال إن الشكل نجلاء والصوت فتحي.. أما أنت ياسيدتي فإن الشكل والصوت والمضمون معاً.. ومع الأسف فتحي أيضا وأن كان لقبلك ليس بفتحي وأنت وأنا والقارئ اللبيب الذي بلا إشارة يفهم يعلم من أنت وسيكون حكمه في منتهي القسوة عليك وعلي أمثالك الذين باعوا هؤلاء الملايين الهادرة التي خرجت ثائرة علي الفساد والمفسدين ودعاة استمرار النظام في غيه وفساده بالدعوي إلي جلوس الوريث علي عرش مصر.. ولهذا فإنني أبشر سعادتك بمستقبل داكن السواد في انتظارك ومعاملة المنبوذين والمصابين بالجزام وهو ذات المصير الذي ينتظر هذا الولد السمين البدين الذي أحببناه وعشقنا خفة ظله وكان يهوي لعب دور النابلسي صديق البطل فإذا بالبسطاء الذين شعروا أنه واحد منه وخير من يمثلهم بخفة ظله واللغة الشعبية التي تنسال مفرداتها علي لسانه.. أقول حمله هؤلاء البسطاء وارتفعوا به إلي الصفوف الأولي وعلي أيديهم دخل الجنة ولكنه فعل فعلته الشنعاء واقتطف «التفاحة» فهبط من أعلي عليين إلي مزبلة التاريخ خصوصاً عندما خرج مع أحمد شوبير ليعدد الموبقات التي تحدث في ميدان التحرير فنادي أن هناك جنساً صريحاً ومخدرات وقد أسعدني الحظ بأنني نزلت بنفسي إلي ميدان التحرير بصحبة ابني الكبير محمود وشقيقتي الصغري حنان حرم الفنان توفيق عبدالحميد وانشرحت قلوبنا ونحن نجد نظاما دقيقا ومحكوما ينظم دخول مئات الآلاف من البشر يحفظ للسيدات دخولاً آمنا وتقوم بالتفتيش عليهن بنات في عمر الزهور وعندما دخلت إلي الميدان وجدت شباب الفنانين يغنون ويعزفون للوطن وللحرية وللثورة ولمصر التي ظلمها حاكمها بل ظلمتها الأسرة الحاكمة لعنة الله عليهم جميعا وجدت رضا حامد يقود مجموعة من الشباب يهتف معهم ويتخلل الهتاف بعض السخرية ومجدي كامل يقف وسط الثائرين محاوراً إياهم يبادلهم الأفكار والأحلام وخالد الخميسي الصديق الجميل الموهوب حتي النخاع يصحب أسرته كاملة لكي يشهد فجر ميلاد مصرنا الجميلة من جديد علي أيدي هؤلاء الثوار الذين أبهجوا قلوبنا وأبهروا البشرية بأسرها.. لم أجد شيئاً مما قال «حاحا» فخسر مستقبله وفنه ودوره ومكانته وبات عليه أن يبحث عن عربة يجد لها مكانا في جامعة الدول العربية فإذا كان يجيد الطهي فعليه أن يصبح طباخاً للشعب وليس طباخا للرئيس لعله يعود إلي رشده ويكفر عن ذنبه وخطيئته في حق أنبل وأشرف وأطهر ثورة شهدتها أمتنا العربية والعالم بأسره.. ونسيت أن أنقل لكم صورة شديدة الأهمية رفعها المتظاهرون والثائرون في ميدان التحرير كتبوا في نصفها الأعلي.. الفنانون الشرفاء وفي النصف الأسفل الفنانون الخونة ولن أنقل لكم الأسماء التي دونوها لا في الأعلي ولا في الأسفل. مع التقدير.. وأيضا الأسف