تحديات كبيرة تواجهها الصناعات اليدوية، ضعف المبيعات وارتفاع أسعار الخامات وصعوبة تنظيم معارض للبيع، وعزوف الصبية عن تعلم الحرف اليدوية، كلها عوامل أعاقت تطور تلك الحرف التى كانت تميز الكثير من الأحياء الشعبية. السجاد اليدوى، والنقش على النحاس والتطعيم بالصدف والحلى ومشغولات الفضة والذهب، والزجاج، وصناعة التماثيل والأنتيكات ذات الهوية المصرية.. كلها تقاوم محاولات سيطرة التكنولوجيا التى تصنع أكلاشيهات.. وليس تحفا يدوية يبدو فيها أثر أنامل وحبات عرق الصانع لتظهر فى أبهى صورة. • ضوابط الاستيراد أكد محسن عمران رئيس غرفة الصناعات اليدوية باتحاد الصناعات، أن الغرفة ذاتها جرى إنشاؤها منذ عام تقريبا، من خلال انتخابات تم اختياره فيها هو ومجلس الإدارة، وهو ما يؤكد أن محاولات البدء فى الإنقاذ قد انطلقت. هناك دراسة يجرى إعدادها مع وزارة الصناعة للوقوف على احتياجات الأسواق الخليجية، لتلبية هذه الاحتياجات، بعد نجاح إبعاد المنتجات الصينية، فى إعادة الحياة إلى البضائع المصرية، من خلال قرارات ضوابط الاستيراد التى وضعتها وزارة الصناعة، لحماية الصناعات اليدوية.. وأوضح عمران: هناك محاولات لتوعية صغار الحرفيين بضرورة الدخول فى المنظومة الضريبية، وللتدريب وافتتاح أسواق جديدة، وتصدير المنتجات إذا طابقت مواصفات الجودة، لدعم هذه الحرف. واستكمل عمران: صادرات الصناعات اليدوية تبلغ 400 مليون دولار سنويا، وهى آخر الأرقام الواردة إليه عقب تولى مسئولية غرفة الصناعات اليدوية. • حرف تعانى أكد الحاج محمود محمد قوطة «64 سنة» أحد أشهر العاملين فى مجال تطعيم الخشب بالصدف أن الحرفة تعانى من ارتفاع أسعار الخامات، الدرجة الأولى من الصدف تأتى من اليابان وسعر الكيلو 150 جنيها وتليها أستراليا 100 جنيه، ثم سلطنة عمان 50 جنيهًا. وطالب قوطة المتخصص فى التحف الأرابيسك، بضرورة أن توفر الدولة الخامات، أو تساهم فى تخفيض سعرها لأن ثمنها تضاعف فى عدة أشهر نتيجة ارتفاع أسعار الدولار، ومنها مادة البوليستر التى تدخل فى الكثير من الصناعات. • ثقافة الأيدى العاملة ومن جهته أكد محمد إسماعيل «55 عاما» صاحب محل للتحف والأنتيكات بخان الخليلى ويملك أيضا ورشة لتصنيعها أن الأيدى العاملة أهم تحديات المهنة، فبعض العمال اعتادوا البقاء فى المنزل بمجرد حصولهم على بعض الأموال، حتى ينتهوا من إنفاقها، يجلسون فى المنزل حتى ينفقوا كل ما لديهم من أموال، بينما هناك عمال من بنجلاديش يحصلون على 100 دولار فى الشهر، مقابل أضعاف إنتاج ما يقدمه العامل المصرى التى تبلغ 70 جنيها. عماد الدهان «62 عاما صاحب محلات إنتاج سجاد يدوى وصباغة الصوف، يقول: إن السجادة الواحدة يمكن أن تأخذ 9 أشهر فى إنتاجها، وهو السبب الرئيسى فى ارتفاع تكلفتها لأن العمال يحصلون على النصيب الأكبر من التكلفة. سعر السجادة الواحدة يختلف بحسب المساحة ونوع الخيوط من حرير أو صوف وعدد الخيوط فى السنتيمتر، وكم عقدة يجرى وضعها. وأضاف الدهان الذى اكتسب المهنة عن والده، أن سوق التصدير كان يفتح الكثير من الأسواق للسجاد اليدوى، لكن تراجع أعداد السياح دفع الكثير من التجار حول العالم لتقليل طلباتهم على المنتجات المصرية. وقال حسين الشبكشى تاجر ذهب «38 عاما» إن شكل «الاستامبا» أو الأكلشيه قلل حركة عمل الورش اليدوية فى صناعة الذهب، التى كانت تعتمد على فن النقش، وخروج أشكال فنية مميزة، وقل عدد العاملين فى المجال فى الفترة الأخيرة، فلا يمكن لأى شخص تصنيع وإصلاح الحلى واستخدام «مية النار» و «البوري» للحام وصناعة الذهب. وأكد مسئول بمحلات «مجدى وماهر» لإصلاح الذهب فى منطقة الصاغة أن الشركات التى تنتج المشغولات الذهبية الآن تستخدم الليزر فى عملها، وهو ما يمنح القطعة شكلا مميزا يصعب على أصحاب الوسائل التقليدية إصلاحه، إذا ما تعرض للكسر أو التلف مضيفًا أنه ليس أى «صنايعي» يستخدم الليزر فى عمليات الإصلاح. •