• أسعار استيراد البوليستر تهدد ورش الصدف ب «المنقدى».. وفخار «جريس» ينقرض بسبب ضعف التسويق • الصناع: نطالب بتوفير المواد الخام وفتح منافذ توزيع ومعارض دولية للترويج تمتلك محافظة المنوفية العديد من القرى المنتجة فى كافة المراكز، والتى تنفرد دون غيرها بصناعات حرفية تميزها عن غيرها، مثل صناعات السجاد والحرير اليدوى والمفروشات والصدف والسيرما والأرابيسك والفخار والجريد والعطور والزجاج. ورغم انتشار هذه الصناعات الحرفية المتميزة فى 18 قرية على مستوى المحافظة؛ إلا أن بعضها يعانى من مشكلات كثيرة تهدد عجلة الانتاج بها وانقراض هذه الحرف على المدى الطويل، وهو ما حاولت «الشروق» رصده فى السطور التالية. صدف «ساقية المنقدى»: يؤكد محمود أبو قوطة، نقيب الحرفيين بالمنوفية، ومؤسس صناعة التطعيم بالصدف بقرية ساقية المنقدى بأشمون، أن القرية تشتهر بهذه الصناعة وتنفرد بها على مستوى الجمهورية، وتقوم بعرض منتجاتها فى شارع خان الخليلى وتصديرها إلى الدول العربية وعدد كبير من الدول الأوروبية. وأضاف أن عدد الورش بالقرية يصل إلى 300 ورشة تتعامل مع كافة أنواع الأثاث، إلا أن هناك مشكلات تواجه أصحاب الورش، خاصة فى ارتفاع سعر المواد الخام. ويتهم محمد سعيد، صاحب إحدى الورش، وزارة الصناعة بعدم الاهتمام بهذه الصناعة، قائلا: «نعانى من مشكلات كثيرة كفيلة أن هى تقضى على الحرفة أهمها توفير المواد الخام خاصة مادة البوليستر التى نستوردها من تايوان وتركيا وألمانيا بأسعار باهظة»، مطالبا الحكومة الجديدة بضرورة إنشاء مصنع أو أكثر لتصنيع مادة البوليستر للمساهمة فى توفير المواد الخام اللازمة كخطوة مهمة جدا للاهتمام بالصناعة وتطويرها. ويطالب فتحى محمد إسماعيل، عامل، بضرورة عمل معارض دولية للمساهمة فى تسويق جميع المنتجات المطعمة بالصدف حتى لا تنقرض هذه الصناعة التراثية. فخار «جريس:» تشتهر قرية جريس بأشمون بصناعة الفخار، ويؤكد الحاج فوزى غنيم، شيخ الفخرانية، أن الصناعة قديمة الأزل تشتهر بها القرية على مستوى الجمهورية، فهى تخدم البيئة وتتخلص من مخلفات المزارعين والمنازل بطريقة آمنة، وتساهم فى صناعة أوان فخارية صحية، إلا أن هذه الصناعة مهددة بالانقراض بسبب عدم تسويق المنتجات بصورة جيدة. وتابع: «نطالب الحكومة بتنظيم معارض مختلفة لتسويق منتجاتنا، وندوات لتوعية المواطنين بأهمية الأوانى الفخارية للصحة العامة وكيف أنها تحمى من الأمراض السرطانية التى تسببها الأوانى الحديثة». وكشف الحاج فوزى عن أن عدد الورش بالقرية انخفض من 300 ورشة إلى 90 ورشة فقط خلال الفترة الماضية بسبب ضعف التسويق، قائلا: «لا نطلب من الحكومة دعما أو مواد خاما، ما نريده فقط أن نبيع المنتجات حتى لا تموت الصناعة، فأكثر من نصف الصناع تركوها بسبب مشاكل التسويق والعائد المادى الضعيف». جريد «شنوان»: فى هذه القرية التابعة لمركز شبين الكوم يتحول جريد النخيل إلى أقفاص أو كراسى أو ترابيزات، ويؤكد الحاج نادى السيد فرحات، أحد أبرز العاملين فى صناعة الجريد، أن «هناك 60 أسرة بالقرية تضم حوالى ألفى شخص يعملون فى تصنيع الجريد، جميعهم ينتظرون الفرج والقضاء على مشكلاتهم المختلفة التى تعوق الصناعة وتهددها بالانقراض». وأشار إلى أنه خلال الفترة الماضية ترك كثير من الصناع حرفتهم لضعف العائد المادى وصعوبة تسويق المنتجات أمام اكتساح المنتجات البلاستيكية للأسواق. ويطالب زكى جمال، أحد الصناع، بفتح أسواق ومنافذ توزيع جديدة، قائلا: «نمر بمراحل متعددة وشاقة للوصول إلى المنتج النهائى، تشمل توفير الجريد من الصعيد ثم فرزه من أخضر ويابس ثم تقطيعه إلى مقاسات حسب المطلوب عمله من أقفاص أو كراسى أو ترابيزات، لذا نطالب الحكومة بضرورة توفير المواد الخام اللازمة، والمساعدة فى منافذ توزيع لترويج المنتجات». ويسرد محمد سلطان، صاحب ورشة جريد، معاناته قائلا: «ذهبت إلى بنك التنمية للحصول على قرض بضمان ورشتى، لكنهم رفضوا بحجة إن حرفة الجريد غير معتمدة لديهم ضمن الصناعات، فذهبت للصندوق الاجتماعى الذى منحنى قرضا قيمته ألف جنيه فقط»، متسائلا: «ماذا تفعل ألف جنيه مع ورشة مطلوب تطويرها وتوفير مواد خام نحصل عليها بصعوبة بالغة؟».