صناعات باتت علي شفا الاندثار لعدم توافر الخامات, واخري تعاني ارتفاع سعر الدولار للخامات المستوردة وثالثة ما زالت تجتهد للحفاظ علي مكان لها وسط المنتجات الصناعية التي تغزو الأسواق, ولكن وسط كل هذه الصعوبات, اتفق الجميع علي ان الصناعات اليدوية لا تزال لم تأخذ حقها في مصر, علي الرغم من جودة هذه الصناعات والتي يري صناعها انه تدوم طوال العمر, وليس لها منافس حتي في دول العالم الكبري, متمنين ان توجه الدولة نظرها الي هذه الصناعات وتعمل علي مساندتها وتنميتها, خاصة في ظل الاقبال علي هذه المنتجات داخل مصر وخارجها. هذا ما كشفت عنه جولة الأهرام المسائي داخل المعرض الدولي للصناعات اليدوية, والذي يعد المعرض الأول لهذه الصناعات في مصر والذي تنظمة مؤسسة الأهرام, والمقرر انتهاء فعالياته اليوم. ويشتمل المعرض علي العديد من الصناعات اليدوية كالمشغولات من الاكسسوار والحلي والملابس والسجاد والاخشاب, والرسم علي الزجاج, وتجميع الزجاج المعشق بالجبس, والشموع, واعمال الرخام, وغيرها الكثير والكثير من الصناعات اليدوية الجميلة التي تحمل في طياتها لمسة من التراث المصري الأصيل. بدأت فعاليات المعرض يوم18 من الشهر الجاري والذي افتتحه كل من المهندس طارق قابيل وزير الصناعة والتجارة, وغادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي, وأحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام. إقبال كبير من المواطنين علي المعرض.. وإشادة بالتنظيم أشادت هالة عاشور المسئولة عن إحدي شركات الصناعات اليدوية بالمعرض, مؤكدة أنه يعد إضافة كبيرة ويعمل علي نشر هذه الصناعات التي باتت في طريقها للاندثار. وقالت إن طبيعة المنتجات التي تقوم بعرضها عبارة عن الاشغال اليدوية والديكورات المنزلية لافتة إلي أن هناك اقبالا من المواطنين علي الصناعات اليدوية, مؤكدة ان هناك فئة من الشعب تبحث عن هذه الاشياء وتسعي لاقتنائها, خاصة انها تعرف قيمتها جيدا, مشيرة الي ان معظم منتجاتها يتم تصنيعها بالقاهرة, ولكن يتم ايضا عرض بعض المنتجات الاخري اليدوية خاصة من أهالي سيناء. وأكدت أن هناك إقبالا من المواطنين علي المعرض, علي الرغم من عدم وجود عطلات مشيرة الي ان التنظيم الرائع للمعرض ساعد كثيرا علي توافد المواطنين وإقبالهم عليه مؤكدة انهم يسعون للشراء وليس لمجرد المشاهدة فقط. ولفتت إلي أن المعرض لا يعتمد فقط علي البيع للجمهور ولكن يتم من خلاله ايضا عقد صفقات خارجية لتصدير هذه المنتجات الي الخارج, موضحة أنه حتي الآن لم تحصل الصناعات اليدوية علي حقها في مصر, ولكن تم التفكير بها وتوجيه النظر إليها أخيرا. صناعة السجاد اليدوي علي شفا الاندثار.. والسبب الحرير قال كريم التهامي صاحب أحد مصانع السجاد اليدوي بمنطقة الحسين, إنه بالنظر الي الحالة الاقتصادية العامة في مصر, فإن الإقبال يعد أكثر من رائع علي المعرض. وأشار إلي أن منتجه عبارة عن السجاد اليدوي, منه المصنوع من الصوف ومنه من الحرير, وهناك انواع أخري من السجاد يتم صنعها من الصوف والحرير معا, بمختلف انواع التطريز مؤكدا ان المواطنين يعلمون جيدا طبيعة هذه المنتجات اليدوية والتي تدوم لفترات طويلة من العمر. وقال إنه ما زالت حركة البيع متوسطة, ولكن هذا ليس بالأمر المهم, ولكن الأهم هو وجود المواطنين داخل المعرض, وإقبالهم عليه. وأكد أن الصناعات اليدوية لا تزال لم تحصل علي حقها في مصر, وان استمر الوضع علي ذلك فمن المؤكد ان هذه الصناعات سوف تندثر خلال فترة قريبة. وأوضح أن المشكلة الرئيسية التي تواجه صناعات السجاد اليدوي هي عدم توافر الخامات, خاصة الحرير, مطالبا الدولة بتوفير الحرير بالمبلغ الذي تقدره, وهم علي استعداد للعمل, مشيرا إلي انه لا يوجد دعم علي الحرير, وإذا كان هناك دعم من الدولة فسوف يكون هناك إنتاج وعمل. ويري أن قرار منع استيراد الحرير من الخارج أضر بالصناعة كثيرا, خاصة ان الحرير الموجود في مصر حاليا غير كاف لصناعة الملابس, فما بالك بصناعة مثل السجاد. ولفت إلي أن الحرير يعد أفضل شيء في صناعة السجاد اليدوي, والذي يؤهل للمنافسة في المحافل الدولية مثل المانيا وفرنسا والامارات وغيرها من الدول وبالفعل هذه المنتجات تلاقي ترحيبا كبيرا في الخارج وتعد افضل من منتجات بلدان أخري عالمية. إقبال علي شراء الحلي اليدوية وأشادت دينا شوقي, مصممة حلي, بالمعرض ودرجة التنظيم العالية به, لافتة إلي أن المعرض يضم مجموعة كبيرة من العارضين, وكلهم لديهم افكار ومعروضات مختلفة. وقالت إن طبيعة المنتجات لديها تعتمد علي الفضة والنحاس, ولكن نظرا لارتفاع اثمان المعادن أخيرا بدأت في تطعيم النحاس بعضه بالفضة والبعض الآخر بالذهب حتي تقلل من ثمن التكلفة. وأكدت أنها لم تكن تتوقع هذا الإقبال الكبير من المواطنين علي المعرض, خاصة انه مقام في أيام عمل, وليست عطلة او اجازة اسبوعية, لافتة الي ان هناك اقبالا من المواطنين علي شراء المنتجات وان هناك حالة رواج كبيرة داخل أروقة المعرض. وأوضحت أن المواطنين تغمرهم سعادة كبيرة بالمنتجات اليدوية وهناك اقبال كبير علي هذه المنتجات, خاصة ان المنتجات لا يوجد بها تكرار بأكثر من قطعتين, وهذا الذي يجعل المواطنون يحبذون شراءها نظرا لتميزها وعدم وجود مثيل لها, وذلك بدلا من المنتجات الأخري التي يوجد من الشكل الواحد فيها مئات القطع. دورات تدريبية مجانية للشباب في الصناعات اليدوية قالت إحدي الموظفات بمركز الحرف التقليدية في الفسطاط التابع لصندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة, إن المعرض يعد فرصة جيدة لعرض مختلف أنواع المنتجات اليدوية, مبينة أن معظم المنتجات التي يتم عرضها تمت من خلال مركز الحرف التقليدية. وذكرت أن الهدف من وراء هذا المركز هو المحافظة علي التراث, من خلال تعليم الشباب هذه الصناعت اليدوية, لافتة الي ان معظم من يجيدون هذه الصناعات لا يسعون الي تعليمها لغيرهم. وقالت إن هناك منتجات مختلفة من الصناعات اليدوية, عبارة عن سجاد يدوي والزجاج الملون المجمع بالجبس والخاص بالتابلوهات, وهناك انواع مختلفة من النحاس منها ذات النقش العادي, ومنها المطعم بالفضة, فضلا عن بعض انواع الحلي, وكذلك الخزف, وبعض المصنوعات من الخشب. وعن مدي إقبال المواطنين علي شراء هذه المنتجات, أكدت أن هناك اقبالا كبيرا من المواطنين علي شراء هذه المنتجات لافتة الي انهم وجدوا ملاذهم في هذا المعرض خاصة انهم كانوا يبحثون عن مثل هذه المنتجات في أماكن مختلفة. ولفتت إلي أن المركز يقوم بعمل دورات تدريبية مجانية للشباب مدتها عامان, لتعلم هذه الحرف والحصول علي دبلومة في الفن الجميل, وذلك من خلال بروتوكول تعاون دولي بين مؤسسة التنمية الثقافية ومدرسة الأمير تشارلز بإنجلترا, موضحة انه في العام الاول يتم تعليمهم اربع حرف تشمل النحاس والخزف والخشب والزجاج المجمع بالجبس, وفي العام الثاني يتم تخصيصه في مجال واحد. وأشارت إلي أن صندوق التنمية الثقافية قام بعمل مشروع آخر مجاني للشباب تحت مسمي أكسب حرفة جميلة مدته اربعة شهور فقط لتعليم النحاس والحلي والخزف, وهذا المشروع يساعد الشباب علي تعلم حرفة يستطيع من خلالها ان يتكسب رزقه. وأوضحت ان المركز يقوم بعرض منتجاته ليس داخل مصر فقط ولكن خارجها ايضا, من خلال المعارض الدولية, لافتة إلي انه خلال هذا العام فقط قام المركز بالمشاركة في ثلاثة معارض خارجية في الصين, وهناك اقبال كبير في الخارج علي هذه المنتجات. ثقافة الشموع تعود من جديد وقالت سلمي أحمد, عارضة بإحدي شركات صناعة الشمع اليدوية والمصنفة ضمن الشركات العالمية, إن منتجها يحتوي علي كوب داخلي من الشمع, وهو الذي يتم تغييره فقط, اما الشكل الخارجي فيظل كما هو, مشيرة الي ان هذه المنتجات كلها يدوية يدخل في زخرفتها النحاس والارابيسك ولا يوحد بها ليزر, وهذا النحاس معالج, حتي لا يتغير لونه بعد فترة من الوقت, وكذلك الشمع ايضا معالج بحيث لا تلتصق به الأتربة, وحتي يظل المنتج كما هو طوال العمر ولا تحدث به اي تغيرات. وأوضحت أنه من خلال الشموع هناك عديد من الافكار التي يتم تقديمها, سواء الشمع المصنوع بالنحاس أو بالأرابيسك أو الصدف أو القماش, وباحجام مختلفة قد تصل الي60 سم, لافتة إلي أن الهدف الرئيسي للشركة تقديم منتج علي اعلي مستوي. وأكدت أن هناك الكثير من المواطنين الذين يعجبون كثيرا بهذه المنتجات ويعلمون قيمتها, ولديهم ثقافة الشموع, مشيرة إلي أن هناك حركة بيع كبيرة واقبالا من المواطنين علي المعرض. مشكلة الدولار! قال أحمد عادل, متخصص في صناعة الرسم بالألوان علي الزجاج, إن طبيعة الرسم علي الزجاج بمصر مثل الصناعة الايطالية, ولكنه يختلف لدينا في مصر في انه صناعة يدوية, ولكن الألوان وحدها هي التي يتم استيرادها لعدم توافرها في مصر. وأشار إلي أنه مع ارتفاع سعر الدولار فهناك مشكلة في استيراد هذه الألوان, وللأسف لا يوجد بديل مصري لهذه الألوان يمكن الاستعانة به. وأكد أن هناك إقبالا من المواطنين علي اقتناء هذه المنتجات, وهناك حركة رواج داخل المعرض في البيع والشراء بصفة عامة وعلي منتجاتنا بصفة خاصة. زائرو المعرض يتمنون إقامته كل عام قالت إحدي زائرات المعرض, إن اقامة مثل هذه المعارض, والتي تعمل علي تجميع اغلب الصناعات اليدوية في مصر, تعد فرصة طيبة للتعرف علي هذه الصناعات, والتي توجد في اماكن قليلة جدا في مصر. وأضافت أن المعروضات الموجودة داخل المعرض غاية في الجمال والروعة, وتعبر عن الفن والابداع المصري الاصيل, مشيرة الي ان اسعار معظم المعروضات تعد مناسبة وفي متناول الجميع. وقد أبدي أحد المواطنين من زوار المعرض سعادته البالغة بإقامة هذا المعرض والذي يحتوي علي العديد من المنتجات اليدوية ذات الطابع التراثي الجميل, مشيرا إلي أن توجيه الاهتمام لهذه الصناعات الحرفية والعمل علي تنميتها ورعايتها يساعد في نهوض الاقتصاد المصري, خاصة أن هذه المشروعات الصغيرة تلاقي إقبالا كبيرا من السائحين, مما يتيح الفرصة لزيادة حجم صادراتنا من هذه المنتجات.