شهد ختام المهرجان القومى للمسرح فى دورته التاسعة ظهور عدد كبير من المواهب الحقيقية فى جميع مجالات الفن سواء فى التمثيل، الموسيقى، الكتابة، الإخراج، الديكور، وغيرها من المجالات التى استطاع نوابغها لفت أنظار الجميع وحصد العديد من جوائز المهرجان عن أعمالهم المشاركة من خلاله.. وقد شهد المهرجان حضور عدد كبير من الأعمال المسرحية التى تنوعت موضوعاتها بين السياسة والكوميديا، فمن أبرز تلك الأعمال عرض «الإنسان الطيب» للمخرج «سعيد سليمان»، عرض «جميلة» للمخرجة «مروة رضوان»، عرض «إنبوكس» للمخرج «جلال عثمان»، وغيرها من العروض التى نالت استحسان وإعجاب جميع القائمين على المهرجان وأيضا جمهوره. • أفضل ممثلة صاعدة إيمان غنيم، الوجه الصاعد، وإحدى المواهب الحقيقية التى جاءت مشاركتها فى المهرجان من خلال العرض المسرحى «جميلة»، ذلك العرض الذى لم يكن الصعود الأول للفنانة إيمان غنيم على خشبة المسرح، فقد سبقه الكثير من التجارب المسرحية التى دفعتها للوقوف على مسرح «جميلة»، ومشاركة كانت بمثابة الفرصة التى استطاعت أن تضع من خلالها بصمة بين نخبة من أبناء جيلها من خلال عرض حافل بالمشاهد التمثيلية والاستعراضية والكوميدية وتوليفة نجحت بشهادة جميع القائمين على المهرجان فى أن تعيشها وتخطف بها انتباه جميع القائمين على المهرجان والجمهور كأنها تنادى بينهم «ها هنا توجد موهبة حقيقية»، موهبة تستحق التكريم وتستحق لقب أفضل ممثلة صاعدة. فى البداية كان الحديث مع إيمان غنيم عما يمثله لها ذلك التكريم حيث قالت: «تشجيع ورغبة قوية وملحة لحصد المزيد من الجوائز، ربما أيضا مسئولية تستحق منى العمل بلا تهاون للحفاظ على ما وصلت إليه واستحالة الرجوع خطوة للوراء». أما عن توقعاتها للفوز التى كانت أغلبها شأن جميع أبطال العرض المسرحى «جميلة» والتى انحصرت فى حصد جائزة عن العمل ككل فقد صرحت: «فى الحقيقة البعض توقع لى تلك الجائزة، سواء من الجمهور، زملائى وأصدقائى، ولكن للأسف بالنسبة لى لم يخطر ببالى للحظة أننى سأحصد تلك الجائزة، وذلك لأننى ولا مرة فكرت فى حصد الجوائز أثناء اتخاذى قرار قبول أو رفض دور ما، فعادة يكون أهم ما يشغلنى وقتها هو ما يمثله لى الدور من إضافة ودائما عندما تتحقق تلك الإضافة أشعر بأننى حصلت على أكبر جائزة». ولم يخطر ببالى على الإطلاق ما ينتظرنى من مفاجأة حيث سيدة المسرح الفنانة سميحة أيوب تقول اسمى.. فإذا بى أفقد السيطرة على نفسى ولم أستوعب الأمر إلا وأصدقائى يدفعونى للنزول والصعود لخشبة المسرح حتى إننى اضطررت للجرى حتى لا يشعر أحد من أعضاء اللجنة بالملل وهم ينتظروننى، حتى أننى أوشكت على الوقوع لأكثر من مرة وأنا فى طريقى لخشبة المسرح ولكن الحمد لله ربنا ستر». • لا للسياسة وقد حصدت إيمان غنيم تلك الجائزة عن دورها من خلال عرض «جميلة». الجدير بالذكر أن العرض تدور أحداثه فى إطار من الكوميديا، فالعمل يرفع شعار «لا للسياسة» على عكس أغلبية الأعمال المشاركة من خلال المهرجان التى حرصت على تناول الوضع السياسى بشكل أو بآخر ليكون بذلك «جميلة» يسير عكس التيار العام للأعمال المسرحية المشاركة: «بالضبط ولكن تقييم اللجنة للعمل عادة ما يكون مختلفاً عن تقييمها للممثل الذى يكون عادة أكاديمياً وفنياً للممثل نفسه، وشخصية ليلى فى العرض أبرزت العديد من الإمكانيات لدى، حتى إن دكتور سناء شافع عقب استلام الجائزة قال لى، إننى الحمد لله كان اسمى دائما ما يستمر فى جميع التصفيات حتى النهاية.. والمضحك أنه طوال الوقت ينادينى ب «ليلي» وهذا الأمر أسعدنى للغاية لأن هذا إن دل، فإنه دل على تأثير ليلى فيه الذى يدفعه ليراها حية أمامه، فماذا بعد حديث قامة كبيرة مثل الدكتور سناء شافع، إنها حقا مسئولية كبيرة، فالجائزة وضعتنى فى مكانة لا تسمح بأى تهاون فى العمل، حتى أكون عند حسن ظن الجميع». أخيرا عن أحلامها عقب الجائزة: «أحلم بتقديم أدوار ناجحة وبالفعل هناك مشاورات حول أكثر من عمل سواء مسرحى أو سينمائى، كما أننى أستعد لإطلاق أول كتاب من تأليفى، وأخيرا أحلم بتقديم معرض فن تشكيلى، ولكنه بحاجة إلى بعض التفرغ لذلك سيظل حلماً مؤجلاً لحين تأكيد خطواتى من خلال التمثيل عشقى الأكبر». • شهادة تقدير الفنانة الشابة نجلاء يونس، التى استطاعت بلا منافس أن تثبت إمكانياتها التمثيلية من خلال أداء كان الأقدر على إقناع لجنة المهرجان لمنحها شهادة تقدير المهرجان عن دورها فى «الإنسان الطيب»، أحد أبرز محطات نجلاء يونس فى عالم المسرح. عن الجائزة وعما تمثله لها، عن أبرز أحلامها للفترة القادمة تحدثنا إلى الفنانة الشابة نجلاء يونس: «فى الحقيقة إننى لم أتوقع ذلك التكريم، خاصة فى ظل الترشيحات الكثيرة عن الموسيقى والإخراج والتمثيل التى شهدها العرض ولكن الحمد لله كانت المفاجأة عندما تم إعلان اسمى لاستلام شهادة تقدير المهرجان عن دورى من خلال العرض المسرحى «الإنسان الطيب» للمخرج سعيد سليمان، وهنا انتابنى شعور بالسعادة وزادت ثقتى فى قيمة ما قدمته، وقتها فقط شعرت أن ما قدمته لم يذهب هباء بل حقق ما يستحقه ولاقى القبول الذى تمنيته، فالتكريم كان بمثابة التقدير والدافع للاستمرار رغم جميع الظروف الصعبة التى يمر بها المسرح ونمر بها أيضا أثناء خوضنا لأحد العروض من خلاله فقط لإيماننا الشديد بقيمة هذا الكيان الفنى والثقافي». أما عن خطتها للفترة القادمة فقد أكدت نجلاء: «أنها أمنيات وأولويات أكثر منها خطة ، فأنا مازلت فى البداية وحتى الآن لم يصبح لدى حرية الاختيار، لذلك أعتمد على وضع خطط قد لا تتحقق فى نهاية الأمر، فقط ما هى إلا أمنيات بالعمل مع مخرجين عظام لطالما تعلمت منهم ومازلت متعطشة للتعلم منهم مثل داود عبدالسيد، يسرى نصرالله، خيرى بشارة وغيرهم، مازلت أيضا أتمنى تقديم العديد من الأعمال المسرحية التى تلقى أيضا قبول الجميع وتحقق لى ما أتمناه». • التأليف الموسيقي هانى عبدالناصر فنان ذو موهبة فريدة من نوعها، تلك الموهبة التى تجلت خلال أحداث العرض المسرحى «الإنسان الطيب» وقع اختيار لجنة تحكيم المهرجان القومى للمسرح عليه لمنحه شهادة تقدير عن مشاركته الموسيقية خلال العرض عن عشقه الأكبر، عن الجائزة وما تمثله له تحدثنا إلى الفنان هانى عبدالناصر. فى البداية عن احتمال توقعه لتلك الجائزة قال هاني: «مما لا شك فيه أنه كانت هناك منافسة شرسة بين الأعمال المسرحية المشاركة، ولكن دائما كانت لدى ثقة تامة فى قيمة العمل الذى نقدمه، فقد كنت على ثقة تامة أن «الإنسان الطيب» قادر على المنافسة، لذلك بالتأكيد كانت هناك توقعات بأن هناك تقديراً ما سوف يحصده، فقد كان هناك شعور دائما ما ينتابنى يؤكد لى أن اسم «الإنسان الطيب» سوف يتردد كثيرا وبقوة خلال حفل الختام وبالفعل فقد حدث ما توقعته وأكثر بكثير لم أتوقع للحظة جائزتى ولكن الحمد لله فقد كان للموسيقى نصيب من ذلك التقدير».. عن توقعاته للمرحلة القادمة عقب ذلك التكريم قال: «باعتبار عام 2016 هو عام الجوائز الموسيقية فى مشوارى الفنى فقد سبق هذا التكريم حصولى على لقب أفضل مدرب وأفضل قائد كورال فى مصر فى مسابقة «إبداع 4» التى جاءت مشاركتى فيها من خلال قيادتى وتدريبى لمنتخب كورال جامعة عين شمس، والتى تم وضعنا من خلالها فى المركز الأول، فهو بالنجاح الكبير بالنسبة إلى من خلال أكبر مسابقة إبداعية. •
