التقيت بهم مجموعة من شباب برلمان الشباب، عاشقين للسياسة ولمقاومة آفات المجتمع، لديهم طاقة هائلة من الحماس والقدرة على العمل الدءوب، يحملون متاعب وآلام محافظاتهم، لديهم الكثير من الطاقة الإيجابية والتفاؤل والعزم على استكمال المسيرة والوعى والنضج، عندما دار الحديث بيننا تذكرت المقولة الشهيرة البركة فى الشباب، فأوقات كثيرة قد نسىء فهمهم وقد نعيب عليهم سرعتهم واندفاعهم وقد نضجر من تصرفاتهم، لكن لابد ألا نكفر بهم ولا نقلل من أهميتهم ولا نتغاضى عن وجودهم لأنه لا حياة فى مجتمع يخلو من الشباب. دار الحديث بيننا عن برلمان الشباب وهو أحد انجازات وزارة الشباب والرياضة وعن نشأته ومهامه وآلية عمله وأدواته التى يملكها، ثم تطرق الحديث للمشهد السياسى فى مصر والانتخابات البرلمانية القادمة ووضع الشباب فيها من البداية. • خلق قيادات كان الحديث مع رئيس برلمان قطاع القاهرة الكبرى محمد فكرى عبدالمعبود طالب بكلية هندسة جامعة القاهرة، يقول فكرى: انضممت لبرلمان الطلائع وأنا فى التاسعة من عمرى واستمررت حتى وقتنا هذا لأكتسب خبرة تؤهلنى لحياتى. فكرى بدأ الحديث عن تاريخ نشأة برلمان الطلائع، حيث أكد أن الفكرة تعود للدكتور على الدين هلال فى عام 2001، وكان وقتها وزيرا للشباب وكان نائبه الدكتور صفى الدين خربوش، ولأن الدكتور على الدين هلال كان أستاذا فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية فكان يعلم جيدا أهمية وجود نموذج محاكاة لمؤسسات الدولة للتعلم أكثر واكتساب مهارات، ولأن هذه الطريقة ليست حكرا فقط على طلبة العلوم السياسية فقد تم تعميم الفكرة فتم إنشاء برلمان للطلائع كنموذج محاكاة من خلال رئيس للمجلس ووكيل ووكيلة وأمين سر مع تقليل عدد اللجان النوعية لصغر سن الطلائع. وبعد ذلك جاء برلمان الشباب بهدف نشر الثقافة السياسية وإيجاد صف ثان وثالث من القيادات من خلال نموذج محاكاة بعدد 19 لجنة نوعية ورئيس للمجلس ووكيلين بهدف التدريب على قيم الحوار وتقبل الرأى والرأى الآخر. فكرى يشير إلى أن خلق قيادات ناجحة ليس معناه خلق كوادر برلمانية فقط، بل معناه خلق قادة فى جميع المجالات، فنحن نتعلم كيف نتعامل مع المشاكل ونوجد لها الحلول وكيفية إقامة حوار مع مسئول. فهدفنا إيجاد قيادات للمستقبل.. فأيام عبد الناصر كان هناك البرلمان الصغير وكثير من الكوادر السياسية فى مصر مارسوا السياسة فى هذا البرلمان. • سألت محمد: برلمان الطلائع من 2001 أى 15 عاما يتولى تدريب أجيال فهل أفرز كوادر سياسية يمكنها تولى مناصب حاليا؟ - محمد أكد أنه توجد بعض الكوادر داخل المحافظات والمجالس المحلية ومساعدى وزراء كانوا فى برلمان الشباب. • سألته: أنت فى البرلمان منذ ما يزيد على 11 عاما وقد أنشئ البرلمان فى فترة سياسية كان الحزب الوطنى مسيطرا على الحياة السياسية كلها، فهل كان يتحكم فى البرلمان شباب الحزب الوطنى فى الفترات السابقة؟ - محمد أكد أن الدكتور صفى الدين خربوش كان مصرا على أن نمارس السياسة بشكل صحيح فلم يدخل التزوير أو البطاقات الدوارة برلمان الشباب فكان أكثر شفافية ونزاهة من انتخابات الدولة، فقبل أن يطبق مجلس الشعب المصرى الصناديق الشفافة كنا نحن نطبقها ولم تكن هناك أى تدخلات. • آلية الانتخابات • ما هى آلية الانتخاب داخل برلمان الشباب؟ - البرلمان موجود فى معظم مراكز شباب الجمهورية وتتكون الشعبة البرلمانية من 23 شابا الرئيس والوكيلين وأمين السر وال19 لجنة يتم انتخاب هؤلاء الشباب من أعضاء الشعبة البرلمانية الذين يقترب عددهم من 50 فردا بناء على الثقة وبرامج المرشحين، وتتم الانتخابات على مستوى إدارات الشباب فى جميع أنحاء الجمهورية، كل مجموعة شباب تكون منضمة لإدارة معينة. يوجد برلمان لكل محافظة وكان فى البداية يوجد برلمان للجمهورية كلها.. هذا العام استحدثوا شيئا آخر، فقد تم تقسيم البرلمان لأربعة برلمانات لتقسيم العمل: برلمان القاهرة الكبرى، الذى يضم القاهرة والجيزة والقليوبية وقطاع القناة وقطاع الدلتا وقطاع الصعيد، وتجرى الانتخابات دون أى تدخل من الوزارة. • هل تأثر برلمان الشباب بالحالة الأمنية الموجودة خلال الأعوام الماضية؟ - بالطبع تأثرنا فبرلمان 2011 تم إيقافه بسبب حالة الهياج الثورى فكان هناك تخوف من الشباب أن نأتى بهم فى احتفالية معينة، ولا نعرف ردود أفعالهم وفى 2012 كان هناك برلمان وفى 2014 برلمان. • بنات البرلمان نور حمدى طالبة بكلية اقتصاد وعلوم سياسية - الفرقة الثانية تقول: دخلت البرلمان فى عام 2010، وقد كنت أحضر ندوات فى مركز شباب المنطقة التى أسكن فيها ثم رشحونى للسفر إلى أوغندا، وقد أكملت المسيرة فقد كنت وكيل برلمان الطلائع لمدة ثلاث سنوات. نور أكدت أنها تقدمت بعدة استجوابات وطلبات إحاطة خاصة بالطرق والمواصلات وهذه الجلسات تكون فى حضور مسئول من مديرية الطرق والمواصلات، مؤكدة أن أكثر ما تحبه فى عملها ببرلمان الشباب هو جلسات المحافظ، التى تشعر فيها بأهمية العمل الذى تقوم به لأنها ترى ردود الفعل لطلباتها سريعة، فالتوصيات يتم نقلها مباشرة للمحافظ وهذا يشعرنى بكثير من الحماس. نور أكدت أن عدد البنات داخل البرلمان يصل ل30% من أعضاء البرلمان يشغلون مناصب رؤساء لجان. نشوى جمال عطية كلية تجارة جامعة القاهرة، وهى وكيل ثانٍ لبرلمان القاهرة وكانت رئيسا لبرلمان بولاق. نشوى تشير إلى أن أهم المشاكل التى تعيق أداء البرلمان هى الإجراءات الروتينية والبيروقراطية، فأحيانا تكون لدينا أفكار جيدة، لكن الروتين قد يقتل كثيرا من أحلامنا وتباطؤ كثير من المسئولين، وأحيانا لا يتم الترحيب بكثير من أفكارنا، هناك فجوة بين المسئولين والشباب فلا يعطونا فرصة لتحقيق فرصتنا فقط فى الكلام وعرض المشاكل. مصطفى حسن شعبان، طالب بكلية تخطيط عمرانى جامعة القاهرة ورئيس الإدارة المحلية والتنظيمات الشعبية فى البرلمان، قال: هذا هو العام الأول لى فى الممارسة، وكان لدى اهتمام بصلاحيات المحافظ لأنه يشكل جزءا كبيرا من تنمية المجتمع دائما ما اهتم بموارد المحافظة، وقد اقترحت فكرة تطوير صلاحيات المحافظ للنقاش العام أكثر من مرة وبالأخص موضوع اللامركزية.. أيضا مشكلة المرور نتعاون فى إيجاد حلول لها مع لجان. • سألته: لكن المحافظات تسير وفق خطط وأولويات وميزانيات محددة كيف تتم الاستجابة لمطالبكم؟ - نحن نعرض المشكلة والحلول والبدائل.. نحن نتعاون مع مديرى مديريات المحافظة ومع الأجهزة التنفيذية، وأغلب طلبات الإحاطة تكون فى إطار خطة المحافظة ونعتمد على المشاكل الطارئة فنقدم لها حلولا. ممتاز محمد عبد المحسن، طالب فى كلية الهندسة رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف وعضو بالبرلمان من 2008 يؤكد أن الانضمام للبرلمان يحقق للشباب استقرارا نفسيا. • سألته: لماذا كان البرلمان ولم يكن الانضمام لحزب سياسى؟ - الأحزاب لديها صراعات ومصالح ومنافع، ولكن البرلمان قد يكون ذا تأثير قوى ولدينا أهداف تعليمية ونقل خبرات وقيم اجتماعية. هنا تدخل محمد فكرى، رئيس البرلمان مؤكدا أنه قبل الثورة لم تكن هناك أحزاب، ومن كان ينضم للحزب الوطنى كان يريد منفعة فقط وكبرلمان شباب كنا نقوم بعمل أفضل من وجودنا فى حزب سياسى. فعدم انتمائنا لأحزاب أو تيارات أيديولوجية محددة أفادنا أكثر لأننا نمثل شباب مصر بكل الطوائف، وهذا يعطينا فرصة أكبر للتحاور مع المسئولين بدون أى انتماءات للأحزاب، لكننا أيضا كان هناك بينا وبين شباب الأحزاب أعمال مشتركة وبروتوكولات. ممتاز أكمل حديثه عن دوره كرئيس لجنة دينية وأنه معنى بالمطالبة بتجديد الخطاب الدينى ومتابعة كل ما يقال فى الزوايا والمساجد، ومحاولة فتح حوار مع المتشددين لردعهم عن الأفكار المغلوطة التى قد تسىء للدين الإسلامى. أحمد موسى، طالب فى الفرقة الرابعة كلية تجارة جامعة مفتوحة يقول إنه انضم لبرلمان الشباب بعد ما سمعه عن أهميته ودوره الذى يفوق دور كثير من الأحزاب. موسى يؤكد أنه يحب الأعمال التطوعية ويجد نفسه فيها، لذلك كان حريصا على المشاركة وهذا هو العام الأول له للمشاركة، فقد قرر دخول المجال السياسى تحت مظلة شبابية، وليس مظلة حزبية، وعندما انضم للبرلمان وجد أن الشباب لديه رؤية واضحة وبدأ فى التغيير دون الهدم أى تطوير وليست هدما، ونحن من الآن نضع أفكارا وتصورات للبرلمان القادم وننوى أن يكون هناك لقاء بعد تشكيل البرلمان. • سألته.. هل تجدون ترحيبا من المسئولين أم ينظر إليكم على أنكم بدون سلطة وتكون الجلسات فض مجالس ليست لديها قوة إلزام؟ - موسى أجاب أن المسئول يهتم بطريقة كلامى ويحترمنى لأنه يجدنى أتحدث بمنطقية، فشباب البرلمان لديهم من الكياسة وحسن التصرف واللباقة ما يجعل أى مسئول ينصت إليهم فهم يطالبون بحقوق المواطنين. • التنقلات • سألته عن ميزانية البرلمان ومن يتحمل بدلات التنقل؟ - بدل السفر نأخذه، لكن أى اجتماع نحن نتحمل تكلفته الوزارة فقط تمثل مظلة حكومية، وتساعدنا فى مقابلة المسئولين، لدينا شهريا محضر جلسة وتوصيات تقوم هيئة المكتب بتقديمها لمديرية الشباب والرياضة. عبدالله جودة الفرقة الخامسة طب الأزهر عضو اللجنة الصحية يقوم عبدالله بكثير من الزيارات الميدانية للناس ليقوم بتوعيتهم لأنه يجد أن التوعية هدف من أهداف البرلمان، فالجانب الصحى جانب مهم مؤكدا أن لدينا تقصيراً فى الجانب التوعوى. عمر عزام فى الفرقة الخامسة طب، رئيس لجنة الشئون الصحية والبيئية على مستوى الجمهورية عمر يرى أن دخوله للبرلمان أساسه أن الإنسان لابد أن يهتم بالعقل والجسم والروح وممارسة السياسة هى ثقافة للروح مشيرا إلى أن انضمامه لبرلمان الشباب أحدث له استقرارا نفسيا كبيرا، وكان عوضا له عن الانضمام لأحزاب بدون منفعة، فهو إطار مشروع ثقافى سياسى يفرغ طاقات وحماس الشباب.. عمر يؤكد أنه لم يدخل البرلمان بهدف التغيير بقدر ما دخل لمعرفة كثير من المصطلحات السياسية وآلية العمل السياسى. • مهام البرلمان محمد فكرى, رئيس البرلمان أكد كلام عمر فى أن أهمية البرلمان تتمثل فى التوعية والتثقيف فنحن نحتاج قادة فى كل مكان ليكون العمل سليما نحن نحتاج مدير مستشفى جيدا وقائدا فى قطاع النقل والمواصلات، وأعتقد أن هذه هى أول خطوة فى طريق دولة المؤسسات فبعد عشرة أو عشرين عاما سيكون لدينا قائد فى كل مكان من الشباب الحالى، فمهمتنا توعية عامة فى كل المجالات، لدينا ندوات بشكل دورى عن الأحداث السياسية الجارية ونخرج بتوصيات وفى أى أحداث جارية نقوم بورش عمل وندوات ونستعين بأساتذة متخصصين فعندما تم الطعن على قانون الدوائر الانتخابية جئنا بخبير دستورى وتحدثنا معه، قمنا بزيارة أماكن عشوائية لتوعية الناس بمخاطر فيروس سى. نعطى فرصة لأعضاء البرلمان للحوار مع المسئولين، لكى يعتاد العضو على الحديث مع الوزراء والمسئولين. فكرى يرى أن أهم المعوقات التى تواجه البرلمان هو عزوف الشباب عن الحياة السياسة (فالكثير منهم) بدأ فى الهبوط، فمنهم من يشعر بإحباط، ومنهم من يرى أن مشاركته ليست لها أهمية. فكرى يرى أن المشهد الانتخابى لانتخابات 2015 قبل حكم المحكمة الدستورية بتأجيلها كان محبطا، فالشباب لم يكن ممثلا بشكل جيد على القوائم، وقد طلبت منه أموال كثيرة للكشف الطبى والتسجيل بخلاف ارتفاع تكلفة الدعاية الانتخابية وهى أهم شىء.. فلا يوجد شاب يستطيع أن يمول حملته خاصة أن التبرعات مقيدة بنسبة 5% فقط، لذلك فإننا كشباب رأينا أن الحزب الوطنى يعود من جديد، ورأيت أن كثيرا من الممارسات تحبط الشباب.•