تختلف عادات وتقاليد الزواج لدى أهل البادية من مكان لآخر، لذلك لا تجد تشابهاً بينها، ناهيك عن اختلاف المسميات الخاصة بتلك العادات والتقاليد التى تميز القبائل البدوية عن بعضها البعض، ليبقى ابتهاج العروسين والأهل والأقارب والأصدقاء بهذه المناسبة السعيدة هو الرابط المشترك وإن اختلفت طرق التعبير عنه. يقول مدير مديرية الثقافة بمطروح وعضو لجنة التراث التثقيفى العربى حمد خالد شعيب: «إن أهل مطروح لديهم طريقتهم الخاصة فيما يتعلق بعادات وتقاليد الزواج التى تبدأ بما يسمى ب«الطَلّبة»، وتعنى ذهاب الشاب برفقة والده أو شقيقه الأكبر إلى والد الفتاة التى يريد طلبها للزواج، عندها يطلب الوالد فترة زمنية مدتها مثلاً 10 أيام تسمى ب «رد شور»، وتعنى ذهاب الأب لأخذ مشورة أولاد عم ابنته ويخبرهم بأن فلاناً تقدم لطلب الزواج منها ثم يسألهم «حد عنده شوق فى الزواج منها؟».. وأضاف: «إذا كان لدى أحد أبناء العم الرغبة فى الزواج من ابنته يكون هو الأولى بها فيما يسمى ب«مسكة بنت العم»، وتعنى أنها حُجزت للزواج منه حتى لو كان متزوجاً، وربما تظهر فى هذه الحالة بعض السلبيات المتمثلة فى تعنت ابن العم للشاب المتقدم للزواج من ابنة عمه، وعندما يحاول الأهل إثناءه عن رأيه يتنازل بشرط تغيير هذا الشاب، لأنها «ممسوكة» أو «ممنوعة» عليه، بينما تُصَرح لأى شخص آخر أو تبقى على حالها رغماً عنها، وبالتالى لا غرابة فى أن هناك بدويات بلغن ال 70 عاماً ومازلن على ذمة «مسكة بنت العم» أى لم يتزوجها ابن عمها ولم يُصَرِح لها فى الوقت ذاته بالزواج من غيره.. وتابع قائلاً: «أما فى حالة عدم رغبة ابن العم فى الزواج من ابنة عمه تصبح «مُصرحة»، وتعنى أن تلك الفتاة صُرح لها بالزواج من غيره، وعندها يقوم والد الفتاة بإبلاغ الشاب بإمكانية التقدم للزواج من ابنته فى الموعد الذى يحدده».. وأوضح شعيب: «على أثر ذلك، يرسل الشاب إلى أهل العروس ما يسمى ب«السياق»، وتعنى أنه يسوق إليهم العطايا التى تتمثل فى مجموعة من الأغنام لذبحها كهدايا بمناسبة القَبول، وتعبيراً عن كرمه، وحسن نواياه بمناسبة «قراءة الفاتحة».. وأفاد بأن عادات ما قبل الزفاف بيوم واحد تتمثل فى إقامة ما يسمى ب ليلة «الحنة» الخاصة بالعروس وأهلها وأقاربها وصديقاتها للاحتفال بقرب موعد زفافها فيما يبدأ يوم الزفاف بتجهيز العروس لكى تبدو فى أبهى صورها استعداداً للذهاب إلى بيت زوجها، ونفس الحال لدى العريس الذى يعقد قرانه عليها بحضور الأهل والأقارب والأصدقاء بما يشمله ذلك من الإشهار، والمهر الذى لا يتعدى 250 جنيها لكنه يشترى للعروس «طاقم ذهب» بما قيمته نحو 20 أو 30 ألف جنيه كهدية لها، مع العلم بأن العريس يتكفل بكل ما يلزم البيت من فرش وأثاث .. إلخ، وذلك باعتبار أن كل شيء فى المجتمع البدوى قائم على الرجل وليس المرأة.. ولفت الانتباه إلى أن الفرح فى المجتمع البدوى يسمى «المَلَمّ» أو «عولة هَمّ» وتعنى أن أهل العروس أو العريس «بيخلصوا من همه»، وهناك ما يسمى ب«الزلوف»، وتعنى الهدايا المادية أو العينية التى تقدمها النساء للعروس، أما «النقوط» فتعنى الهدايا المادية أو العينية التى يقدمها الرجال للعريس. وبيّن مدير مديرية الثقافة بمطروح أن زفة العروس تتجه فى نهاية العُرس إلى منزل أهل العريس فى جو عائلى بهيج، لتسليمها إلى العريس الذى يصطحبها إلى والدته لتبارك الزواج ثم يغادر المكان لقضاء «أسبوع» الزوجية فى مكان آخر ثم يعود إلى منزل عائلته مرة أخري».. وخلص إلى القول: إن العروس تمكث فى بيت زوجها أسبوعاً ثم تقوم بما يسمى ب«الزورة» بمصاحبة زوجها، وتعنى زيارة أهلها مصطحبة معها ذبيحة أو اثنتين لهم، وفى هذا الإطار هناك ما يسمى ب«طلق العقال» أى أن الفتاة خرجت من عند أهلها بشخصية «آنسة» وعادت إليهم لدى زيارتها لهم بشخصية أخرى «متزوجة». •