تحدثنا فى العدد الماضى عن الرجال الذين لا يجدون المرأة إلا أداة لمتعتهم فهم يحاولون استغلال حاجتها أو حرمانها للوصول لأغراضهم الدنيئة وهى الجنس بلا قيود.. فلا وقت لديهم للحب.. ولكى نكون منصفين.. يجب أن نعترف بأننا (أى معشر البنات) لسنا ملائكة.. فمنا من تضع قناع البراءة على وجهها وتمثل دور العفة فى تصرفاتها.. ليس لاصطياد شاب بعينه.. إنما هى توقع أكثر من شاب فى شباكها.. ربما يكون الغرض هو التسلية.. أو المتعة.. أو ربما المقارنة لتصل للخيار المناسب فى النهاية.. هنا يعتقد الشاب أنه أوقعها فى حبه دون أن يعى أنه مجرد ضحية ساذجة.. لفتاة تفوقه ذكاء وخبرة.. عرفت نقاط ضعفه.. ولعبت عليها.. جعلته أعمى لا يرى ألاعيبها.. وتصرفاتها المريبة.. فتعطى له موعدا ثم تعتذر عنه لأسباب مثل.. أصل أخويا مش نازل النهاردة».. ماما تعبانة ومحتاجانى «مما يضفى على شخصيتها حنانا وطاعة.. وكل هذه الأسباب ما هى إلا حجة لأنها ستقابل آخر!! هنا لا يفكر الشاب لماذا لا ترد على مكالماته طول اليوم.. لأنها تؤمن نفسها وتبعث له برسائل على الواتس.. أنها مزنوقة.. إما مع أهلها أو أصدقائها.. مع كلمتين حب ملتهبين فتسكنه لفترة كافية حتى تنتهى من الآخر وتعود له وهكذا.
هذا النوع من الفتيات ليس له حدود فى علاقاته.. إلا أنها تحاول قدر الإمكان أن تبقى «عذراء».. وأحيانا لا تصر على ذلك.. فهناك حل بسيط لهذه المشكلة وهى عملية «الترقيع».. أما بالنسبة لتكلفتها فستحصل عليها من أحد محبيها لتتزوج منافسه!!
أى أنها تتنازل عن أى شىء فى سبيل متعتها أو الوصول لهدفها السامى.. وهو الحصول على شاب مريح.. full option أيضا هذا النوع لا ييأس أبدا.. قادر على إذلال نفسه لأقصى درجة.. واحتمال مالا يحتمل.. المهم بالنسبة لها.. النتيجة!!
فمثلا إذا كان عصبيا.. فهى باردة.. إذا ضربها.. تحتمل.. تصبح سفنجة تمتص كل أفعاله إلى أن تحقق المراد.. ثم تعصر السفنجة عليه هو وأهله!! بالطبع هذا كله وهى فى حالة دراسة للباقين وعندما يسقط اختيارها على أحدهم.. تترك لطبيعتها العنان مع الآخرين.. وتعطيهم استمارة 6 مع خالص تحياتها.
يتحدث شباب لنا عن تجربتهم مع بنات من هذا النوع.. لأول مرة نسمع قصصا لرجال عانوا من جرح سببته لهم فتاة لعبت بهم وجعلتهم أداة لتسليتها وإشباع احتياجاتها. ∎ مجرد رقم
إسلام.. 27 سنة ، مهندس اتصالات، الفتاة التى وقع فى حبها.. قابلها فى كافيه كان هو يجلس مع أصدقائه وهى تجلس مع أهلها!! يقول: فى البداية لم تلفت نظرى.. ثم بدأت تأخذنى نظراتها وتثير انتباهى.. فحاولت أن أبعث لها بإشارات أننى أريد التعرف عليها.. فذهبت للحمام وذهبت خلفها وكتبت رقمى على ورقة وانتظرتها فى الخارج.. وعندما خرجَتْ وجدَتْنى مُنتظرها.. وفى يدى الورقة.. وحاولت الامتناع عن أخذ الرقم.. إلا أننى أصررت بصراحة.. وأعجبنى خجلها.. وحادثتنى بعد يومين، كنت قد فقدت الأمل فى اتصالها.. قالت لى وقتها إنها كانت تنوى عدم الاتصال ولكن شيئا ما أرغمها على أن تقوم بهذه الخطوة.. وأنها للمرة الأولى فى حياتها تقوم بهذا الفعل.. فطمأنتها.. وإننى أيضا أشعر بشىء يدفعنى للتفكير بك دائما وكنت منتظرا مكالمتك بفارغ الصبر.. وبدأت العلاقة.. خروج.. وفسح، سفر للعين السخنة.. ويقول: بالطبع كانت هناك أوقات تختفى عنى تماما حتى فى التليفون.. وكانت حججها لا تنتهى.. ثم تعود وأنا غاضب.. لكن وبطريقة لا أفهمها كانت تبرر وكنت أصدق.. كانت تشعرنى أننى الأوحد.. حبيبها وبطل قصتها.. كنت أشعر فى أحضانها بلهفة تجعلنى أصدق.. الغريب أن تطور العلاقة بيننا.. كانت هى السبب الأساسى به.. هى من شجعتنى وجرأتنى على لمسها.. إلا أنها كانت دائما تشعرنى أنها نادمة وحزينة أنها استسلمت لرغباتى!! كنت أصدقها.. وفى يوم بعد سنة كاملة من العلاقة.. قالت لى إن أهلها يريدون السفر للخارج وأنها يجب أن تسافر معهم.. لذلك تريد إنهاء العلاقة.. فاقترحت عليها أن أتقدم للزواج.. فقالت أنها غير مستعدة لذلك الآن!! كما إن أهلها سوف يرفضون لأن هذا سوف يربك لهم خطة السفر التى يخططون لها!
حاولت كثيرا أن أجعلها تتراجع عن موقفها.. واتصل بها كثيرا.. إلا أننى وجدت إنسانة أخرى.. حادة.. عصبية.. سليطة اللسان.. كانت تقول لى «خلاص يا أخى.. قلنا خلصنا بقى» «كنت مجروح.. ضائع.. وكأننى فى كابوس».. كنت أشتاق لها.. كنت حقا اتألم لأننى أحببتها بالفعل.. إلى أن جاء يوم وقابلت صديقا لى لم أقابله من فترة.. وكان فى حالة مزرية.. فجلسنا على القهوة نتحدث.. وسألته عما به.. فبدأ يحكى وكأنه يحكى قصتى.. حتى بنفس النهاية!! باختلاف صغير أنه اكتشف أنها تخونه مع صديق لنا مشترك.. فسألته ببراءة عن اسمها فإذا بها نفس الفتاة!!
والأدهى من ذلك.. أنها تعرفت علينا نحن الثلاثة فى نفس اليوم فقد كان أصدقائى الثلاثة هم من كانوا معى يوم الكافيه!!
اكتشف كل واحد منا أنه مجرد رقم فى أجندة حياتها.. والعجيب ألا أحد منا استطاع أن يقابل الآخر حتى الآن وهى تعيش حياتها بالطول والعرض..
∎ هارد لاك
محمد 33 سنة.. يصف نفسه بالصايع.. وأنه ياما لف ودار.. وعرف بنات بعدد شعر راسه.. وعندما قابل هذه الفتاة فى سوبر ماركت تابع لبنزينة وقف ليشترى قهوة فكانت هى الأخرى تحتسى القهوة هناك.. على حسب وصفه.. هى لا تتمتع بقدر كبير من الجمال ولكنها جذابة.. فكان يقف ليضع السكر فى قهوته وكان يبحث عنه ففوجئ بها تعطيه السكر وعلى وجهها ابتسامة ساحرة جعلته يفكر بها طول اليوم.. فذهب فى اليوم التالى باحثا عنها والثالث والرابع إلى أن وجدها أخيرا.. وقد أبدت له فرحتها بنظرات عينها.. وبدون مقدمات ذهب ليتحدث معها وتبادلا أطراف الحديث، وكأنهما يعرفان بعضهما منذ زمن طويل.. يقول: كنت وقتها فى التاسعة والعشرين من عمرى وكنت أبحث عن زوجة المستقبل لأننى مللت من «الصياعة» وعندما قابلتها اعتقدت أن الله أرسلها لى فى الوقت المناسب.. وظلت علاقتى بها أكثر من سنتين.. إلى أن طلبت منها الزواج وكانت فرحتها لا توصف.. ووعدتنى أن تكون لى نعم الزوجة والأم لأولادى.. وحلمت معها بالكثير.. وفى يوم الخطوبة بالطبع كان كل أصدقائى موجودين ولاحظت ارتباكهم جميعا عندما كانوا يسلمون عليها.. وبعد لحظات جاء أقرب صديق لى وأخذنى من الكوشة وفى يده موبايل، وقال أريد أن أريك شيئا ولكن عدنى أن تتمالك أعصابك.. وبالفعل وعدته.. فإذا بصور فتاتين مع الشلة كلها فى الإسكندرية.. فمنذ شهور قالوا لى إنهم سيسافرون إسكندرية ويقضون الوقت مع فتاتين «جامدين» لكنى بالطبع رفضت لأننى أحب ولن أخون ولن أعود كما كنت.. رغم أن من أحبها كانت فى شرم فى نفس الوقت مع أهلها.. وجدت أن إحدى الفتاتين هى حبيبتى التى تجلس بجانبى على الكوشة!
كل ما فعلته وقتها أننى ذهبت لأمى وأخذتها وانصرفنا من القاعة.. ولم أفكر مرة أخرى أبدا فى الزواج.. وعندما تكلم أبوها معى قلت له اسأل ابنتك.. فقد بعثت لها السبب على الواتس آب.. وسمعت بعد ذلك أنه دخل المستشفى وفى الرعاية.. من جانب آخر أصبح لدى شك فى كل البنات أو بالأصح فى نفسى.. فأنا طول حياتى ألعب دور الحب على البنات وحان وقتى أن أدفع الثمن.
∎ كلام الهوى
سامح 24 سنة.. لا يختلف حاله عن محمد وإسلام إلا أنه اكتشفها فى وقت مبكر.. ذلك لعشقه بها.. فمن شدة حبه لها كان يقف تحت منزلها فربما يراها وهى فى بلكونتها.. ولطالما كانت تتعارك معه بسبب هذا الموضوع وكانت حجتها أن أصدقاء أخيها ربما يلاحظونه ويبلغون أخيها.. ولكنه كان يأتى كل فترة لأنها أحيانا كانت تختفى بالأيام.. وخاصة إذا قضت معه يوما طويلا.. وأحست بارتباطه الشديد بها.. فتختفى وتظهر وكانت تقول له أصبحت أحب البعد عنك لأنه يشعرنى بحلاوة لقائى بك مرة أخرى.. وبالطبع كان يصدقها!! وفى مرة كان يتحايل عليها لتخرج معه لكنها قالت له إن أباها وأخاها فى المنزل ولا تستطيع النزول.. وكعادته راح ليقف تحت بلكونتها.. وفجأة وجدها تخرج من باب العمارة وتركب مع شاب وتقبله بمجرد ركوبها السيارة.. فكر فى الظهور لكنه خاف أن يكون أخاها فهو لا يعرف شكله فركب سيارته وذهب وراءها.. فوجده يركن أمام فيلا فى التجمع ويدخلانها وهو يضع يده على وسطها فجرى وصرخ باسمها فنظرت إليه متفاجئة وسألها الشاب من هذا؟ فقلبت شفتيها مستغربة ولا أعرفه، فنظر له الشاب قائلا: فى حاجة مين اللى بتنده عليها دى؟! فأشار له على الفتاة «دى» فقال له «بس دى مش فلانة، أنت أكيد غلطان «يقول سامح حاولت أن أتكلم معها لكنها احتمت بالشاب وظلت تقول له «شكله مجنون.. بجد أنا خايفة «والشاب يطمئنها» ماتخافيش يا روحى «وهنا نظر الشاب لى بغضب» ماتغور بقى يا ابنى.. وأخذها ودخل.. وشككت فى نفسى.. رجعت وسألت البواب عن الاسم الذى قالت لى عليه فاكتشفت أنه اسم وهمى وسألته عن الفتاة التى فى الدور الثالث فقال إنها مخطوبة!!
وأن خطيبها مسافر يعمل فى بلد عربى!!
وهنا ضحكت.. وحتى الآن كلما أتذكر الموضوع.. وكلما أتذكر كم كنت أحبها.. أضحك.. ولكن أحيانا.. أبكى.
تعددت الأسباب وال «خازوق» فى النهاية واحد.. لأول مرة أرى دموع الرجال وعذابهم بسبب خداع امرأة.. بل بنت صغيرة.. تلعب وتتسلى.. ربما هى مجرد وسيلة تأخذ حق بنات أخرى تم جرحهن والتلاعب بهن من قبل الرجال.. والحقيقة أننى شخصيا أرى قصة حية عن شاب لعب بمشاعر فتاة وتركها من أجل أخرى وهو الوحيد الذى لا يعلم أنه مجرد واحد من لستة طويلة فى حياتها!!
ماذا حدث فى مجتمعنا؟! هل هو خلل أم أن البنات ملت من دور الضحية لتصبح هى الجانى!!.