مع بداية الأسبوع الماضي وفي أول أيام السنة الميلادية الجديدة صدمتنا جميعا حادثة كنيسة القديسين بالإسكندرية والتي راح ضحيتها مسملون ومسيحيون، في محاولة لأحداث فرقة داخل المجتمع ولكن بأيد إرهابية لم تعرفها مصر علي مر تاريخها المليء بالأمن والاستقرار. وبرغم ما كتب حول هذه الأحداث فعلي المسيحيين والمسلمين ان يعلموا أن استهداف مصر لن ينجح إلا إذا نجح الإرهاب في استهداف المواطن المصري ، وهذا ما أكدته أيضا الدكتورة آمنة نصير في حديثي معها ، حيث قالت لي :" إن قوة مصر تكمن في الإنسان فنحن لسنا دولة بترولية، وثروتنا تكمن في الإنسان المصري ولذلك هو المستهدف تخريبه". وأرفض تماما محاولات البعض رفع لافتة الفتنة الطائفية لتبرير كل حادث يقع اليوم لمسلم أو لمسيحي، فضحايا حادثة كنيسة القديسين بالإسكندرية ضحاياها مسلمون ومسيحيون معا، وهو ما يؤكد أن المستهدف ليست ديانة أو أتباع ديانة وإنما المستهدف تخريب بلد عظيم مثل مصر. إن حادثة الإسكندرية أريد من ورائها أن تكون فتنة تشتعل بين المسلمين والمسيحيين ولكنها فتنة لن تكتمل فالمسلمون يعرفون جيدا ان المسيحيين اخوة لهم في الوطن وكذلك المسيحيون ولا يعنينا إذا ظهر علينا متشدد او متشتت يقول غير ذلك أو يحاول ان يشعل فتنة لتخريب المجتمع. وعلينا كمسلمين أن نكون مع إخواننا المسيحيين يداً واحدة ندافع عن بعضنا البعض ضد أي تخريب أو عدوان ولا يحمل احدنا سبب عمل أجرامي ، كما علينا في عيد القيامة ان نجعله يوما للتضامن بين المصريين ، نظهر فيه الحب لبعضنا البعض ويهنئ فيه كل مسلم أخيه المسيحي ، ويتزاور كل جار مسلم مع جاره المسيحي ليكون التآلف أمرا شعبيا عمليا ضد تلك المحاولة التي لن تكتمل أهدافها . وعلي كل مسيحي أن يعلم أن الإسلام أمر بمودة كل مسيحي علي هذه الأرض في بلدنا المحروسة مصر ، ويكفي أن نذكر وصية نبي الاسلام صلي الله عليه وسلم بأقباط مصر حين قال :" ستفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيراً فإن لكم منهم ذمة ورحما" وفي ذلك امر واضح للمسلمين بتقديم كل الخير للمسيحيين والدفاع عنهم إن لزم الأمر ومنع كل سوء عنهم، وستبقي مصر بهذه المعاني هي بلد الوحدة والألفة التي لن يعرف لها العالم مثيل إلا عندنا نحن المصريين.