بالرغم من تعرض فيلم «678» لهجوم شديد قبل عرضه بسبب جرأة القضية التي تناولها وهي قضية التحرش الجنسي في مصر إلا أن الفيلم استطاع أن يحصد ثلاث جوائز في مهرجان دبي. نيللي كريم بطلة الفيلم أكدت أن العمل لا يسيء لسمعة مصر ويعبر عن الواقع لأن هذه الظاهرة موجودة في كل طبقة وقالت إن الفنانين هم أكثر الفئات تعرضًا للتحرش خاصة أثناء تصوير أعمالهن، وعن الفيلم ووجهة نظرها في قضية التحرش تحدثت نيللي في هذا الحوار: بداية لماذا سمي الفيلم «678»؟ - هذا الاسم يعبر عن تصاعد معدلات التحرش الجنسي وليس رقم أتوبيس كما يظن البعض. كيف تعاملتي مع محمد دياب خاصة أن هذا الفيلم أول تجربة له كمخرج؟ - في الحقيقة كنت متخوفة في البداية بعد أن «اتلسعت» من المخرجين الجدد لكن عندما قرأت السيناريو أعجبت جدًا خاصة شخصية فايزة الزوجة المغلوبة علي أمرها التي تتعرض للقهر لكني وجدت إنني سبق وقدمت مثلها في فيلم «واحد صفر» فاتجهت أنظاري لشخصية «صبا» وهي فتاة مصرية تنتمي لأسرة فوق المتوسطة ولديها نفس مشاكل بنات جيلها في المجتمع لأنهن يعشن في مجتمع واحد ويتعاملن مع الشارع بنفس الشكل وهذا هو النمط الذي يربط بطلات الفيلم الثلاثة بمعني أن التحرش ليس مشكلة طبقة واحدة وإنما مشكلة كل طبقات المجتمع وكل طبقة تواجهه بطريقة مختلفة بالإضافة إلي أنها تشبهني وبالرغم من وجود قانون للتحرش فإن البلاغات مازالت محدودة لأن البنت المصرية لا تجرؤ علي تقديم بلاغ ضد متحرش وتشرح للشرطة كيف أن هذا الشخص تحرش بها مما يجعلها تلجأ لطريقة الرجالة وهي أن تأخذ حقها بيدها. ما أصعب المشاهد التي واجهتك أثناء التصوير؟ - معظم المشاهد التي تم تصويرها في الشارع وفي أماكن التجمعات تعرضت فيها للتحرش والاعتداء ومنها مشهد تم تصويره في الاستاد وكان عبارة عن تشجيع لمباراة بين مصر وزامبيا ويحتوي علي 500 كومبارس فتحول هذا المشهد إلي مشهد تحرش حقيقي ولم ينقذني أنا وبنات الكومبارس وبشري إلا وجود الشرطة ونفس الموقف تعرضت له أثناء تصوير مشهد يجمعني أنا وأحمد الفيشاوي في ميدان مصطفي محمود في المهندسين ومن واقع ما تعرضت له أثناء عملي أستطيع أن أقول إن الفنانين من أكثر الفئات تعرضا للتحرش في المجتمع. ما رأيك في الدعوي القضائية التي تم رفعها ضد الفيلم بأنه يسيء لسمعة مصر؟ - نحن نعيش في بلد ديمقراطي وحريص علي حرية الإبداع، وعندما نقدم واقع بلدنا فإننا لا نسيء لسمعة مصر وإلا تعتبر الصحف والفضائيات من أكثر الجهات التي تسيء لسمعة مصر فالمحامي الذي اتهمنا بذلك نسي أن الفيلم مر علي الرقابة وهي جهة حكومية، فهل يعقل أنها تسيء لسمعة مصر، وللعلم أعضاء الرقابة أشادوا في تقاريرهم بالفيلم وبجرأة قضيته وقالوا إنه فيلم أسري وأنهم سوف يصطحبون أولادهم لرؤيته، فمشكلتنا أننا نهاجم الأفلام قبل ظهورها وياريتنا نهاجم أفلامًا تافهة لكننا نهاجم أفلاما جادة ومحترمة نابعة من واقع المجتمع المصري. وما الحل الذي يقدمه الفيلم لمشكلة التحرش؟ - اعتقد أنه سيجعل البنت أكثر ثقة في نفسها ولديها أكثر من أسلوب تستطيع التصرف به في مواقف التحرش.