أوشك الموسم الدرامي الرمضاني علي الانتهاء وبدت إيجابياته وسلبياته واضحة بالنسبة للمشاهدين سواء من حيث كم الإنتاج الهائل هذا العام وجودة الأعمال وأيها حاز علي أعلي نسبة مشاهدة وآخر فشل جماهيريًا وهنا كان لنقاد الدراما آراؤهم التي حرصوا علي الاحتفاظ بها لنهاية شهر رمضان حتي تكون منصفة إلي حد كبير. الناقدة ماجدة خير الله أكدت أن كم الأعمال هذا العام كان كثيرًا ولكن الجيد قليل ومن هنا فهذا الكم يعتبر إرهاقا للعملية الإنتاجية نظرًا لعدم القدرة علي توزيع الكثير من هذه الأعمال نتيجة سوء مستواها حيث تم توزيع 60% من الأعمال التي تم إنتاجها والبقية لم تجد مجالاً لتوزيعها فلماذا نقوم بإنتاج 60 عملاً ليست دون المستوي رغم استطاعتنا إنتاج 20 فقط بمستوي جيد ولائق. وعن أفضل الأعمال قالت: إن مسلسل «الجماعة» و«أهل كايرو» و«قصة حب» و«حكايات وبنعيشها» و«الحارة» و«بالشمع الأحمر» هي الأفضل وأن رغم تفوق ليلي علوي ويسرا بشدة هذا العام إلا أن الرجال كانوا أكثر تميزًا أمثال إياد نصار وخالد الصاوي وباسم سمرة وجمال سليمان. أما الأسوأ هذا العام فأكدت أنها لا يمكن حصرها ولكن الأكثر سوءًا «زهرة وأزواجها الخمسة» حيث جاءت قصة العمل والتناول أسوأ ما يكون بجانب أداء غادة عبدالرازق الذي كان شديد التصنع والمبالغة ولكن حسن يوسف أسعدني لخروجه من القالب الديني لأنه ممثل وعليه أداء جميع الأدوار، ومن الأعمال السيئة أيضًا «ملكة في المنفي» الذي اعتبره تهريجًا من خلال الموضوع والممثلين والأزياء وكل شيء حتي الأميرات اللاتي لا يصلحن سواء في الشكل أو المظهر الآن لأن يكن أميرات. والكارثة الكبري جاءت في نادية الجندي حيث يبدو أنه لا يوجد أي توجيه من المخرج حيث كانت تنظر للكاميرا طوال الوقت ولكن كيف لا تتوقع ذلك من منتج صنع كارثة العام الماضي باسم «قلبي دليلي». ومن الأعمال المخجلة أيضًا برة الدنيا وبفعل فاعل وأكتوبر الآخر. أما الناقد كمال رمزي فله نظرة أخري حيث قال أولاً الدراما متفوقة هذا العام كما وكيفًا وأنا ضد من يتحدث باستخفاف عن الكم الكبير وأري أن المشاهد له الحق في رؤية عمل أو أكثر فضلاً عن أن هذه المسلسلات ليست أعمالاً سهلة ولكنها صناعة يليق بنا أن نحتفل بها ونعتبرها منطقة جادة ومشرفة في حقل الأعمال المصرية، وعن كثافة العرض قال: في المهرجانات يتم عرض ما يقرب من 300 فيلم في 10 أيام، كذلك الحال في الدراما التي تعتبر في رمضان مهرجانًا تليفزيونيًا ممتدًا طوال شهر كامل. أما عن الأعمال المتميزة قال رمزي هناك أعمال لا يمكن تجاهلها مثل مسلسل «أهل كايرو» الذي يؤكد أن الدراما وصلت إلي مستوي رفيع في الكتابة والأداء والإخراج والتمثيل وكذلك الحال بالنسبة ل«شيخ العرب همام» المتميز في كل عناصره ولا يمكن أن نغفل «الحارة» و«قصة حب» والملاحظ هذا العام التنوع الشديد بين البوليسي والتاريخي والواقعي. وعن السلبيات ربما هناك بعض الأعمال المتواضعة مثل «زهرة» فهو مسلسل من السهل أن ينتقده الجمهور العادي ولعل مصطفي محرم قام بكتابة سيناريو مسلسل ولكنه وضعه مثل أكلة بها كل المواد «الحارة» التي يلتهمها المتفرج فينكوي بها ولكن يواصل التهامها، وربما أثر الإعلان الذي تغني فيه يسرا سلبًا علي مسلسلها فلا يمكن أن أتابعها في حالة حيرة وضيق وفجأة أراها سعيدة تغني. أما الناقد أحمد الحضري فقال: أفضل الأعمال هي «الجماعة» و«ملكة في المنفي» لأن الوقائع واضحة بهما فمثلاً الجماعة كنت أعاصر هذه المرحلة وأحضر جلسات حسن البنا وكان محتواها هو ما يقوله المسلسل أما في «ملكة في المنفي» فأيضًا عشت هذه الفترة مع الملك فاروق وقدم المسلسل تفاصيل لم يعرفها الكثيرون فهناك مجهود في جمع المعلومات والأحداث في العملين، وكذلك لفت نظري فكرة مسلسل «بالشمع الأحمر» لأنها جديدة وأدتها يسرا بأسلوب السهل الممتنع. وعلق الحضري علي مسلسل «الكبير أوي» أنه ليس له أي معني علي الإطلاق وعن كثرة الأعمال قال شيء غير منطقي وغير مفهوم وقلة عقل وكأنهم لا يريدوننا أن نركز في تقييم كل الأعمال، لذا نلاحظ أن الممثلين المساعدين مشتركون في أكثر من عمل حتي أنه لا يوجد وقت للبحث عن غيرهم. وعن أفضل النجوم فقال: يحيي الفخراني علي القمة كعادته وإياد نصار أعطاني طابعًا خاصًا ومميزًا لحسن البنا وبهرني به. وأخيرًا يقول الناقد مصطفي درويش إنه سعيد بشدة أنه ناقد سينمائي وليس دراما بسبب المهازل التي تلاحق الدراما وتزداد عامًا تلو الآخر، وأضاف: إن الأسوأ علي الإطلاق «ملكة في المنفي» الذي علق عليه قائلاً: إنه «خرف الشيخوخة».