لماذا تحول شهر رمضان إلي موسم الدراما التليفزيونية والذي تعرض فيه 59٪ من الانتاج السنوي، وبات النجوم يقدمون مسلسلا واحدا سنويا لهذا الشهر الكريم والذي يعم عليهم أيضا بخيرات رفع الأجر والذي وصل للملايين، فلماذا لا يتم فتح مواسم جديدة للدراما التليفزيونية طوال العام بما يثري العملية الانتاجية ويعطي فرصة للنجوم بتقديم أكثر من مسلسل في العام؟ وبالتالي خفض أجورهم، وأيضا يفتح هذا الاقتراح شهية الشركات الاعلانية لزيادة مخصصاتها الاعلانية وتوزيعها طوال العام وكل ذلك يصب في مصلحة المشاهد الذي أصيب بتخمة دراما رمضان وبات مظلوما معها وهي أيضا مظلومة في فرص المشاهدة الحقيقية، وطرحنا سؤالا علي المتخصصين »لماذا لا نفتح مواسم جديدة للدراما بعيدا عن رمضان؟« فكانت آراؤهم كالتالي: يوسف عثمان رئيس قطاع الانتاج بمدينة الانتاج الاعلامي يقول ان سبب تفشي ظاهرة ربط شهر رمضان بالأعمال الدرامية هو التليفزيون المصري وسار علي دربه القنوات الفضائية فيما بعد، لذلك فالتليفزيون المصري يملك الحل وهو ان تتعاون الجهات الثلاث التابعة له وهي مدينة الانتاج الاعلامي وقطاع الانتاج وصوت القاهرة مع بعض الشركات الخاصة الجادة، في أن تخلق دراما جادة تكون قادرة علي جذب الاعلانات عند عرضها خارج شهر رمضان، أيضا لابد من رسم استراتيجية واضحة المعالم وطويلة المدي حتي تتحرر الدراما التليفزيونية من سطوة الاعلان وبذلك يكون المجال مفتوحا طوال العام للعرض، ويضيف ان ميزانية التليفزيون تتجاوز ال4 مليارات ويمكن ان نستغني عن المادة الاعلانية التي تجلب حوالي 003 مليون سنويا اذا كانت ستتحكم وتقود الحركة الثقافية في مصر، وهنا استشهد بالتجربة الفرنسية حيث قرر التليفزيون الحكومي الفرنسي الاستغناء عن كل المادة الاعلانية فيه حتي لا تتحكم شركات الاعلان فيما يقدم فيه. الأعمال المتميزة المنتج محمد فوزي يري ان زيادة نسبة الاعلانات في شهر رمضان هو ما يجعل المنتجين يتصارعون للعرض فيه، فأصبحت شركات الاعلان هي المحددة لمواعيد عرض الأعمال واذا أردنا توزيع الأعمال وفتح أسواق جديدة خارج شهر رمضان فعلينا تقديم أعمال جيدة ومميزة تحمل موضوعات مهمة ونجوما كبارا يستطيعون جذب الاعلانات بالتفاق الجماهير حولها وهذا لن يتحقق إلا عن طريق الاهتمام بهذه الأعمال اعلاميا نفس الاهتمام الذي تحظي به مسلسلات رمضان. سوق الإعلانات المنتج محمد شعبان الذي شارك في دراما رمضان بمسلسل » موعد مع الوحوش « يقول ان البداية تكون من عند الفنان الذي يتقاضي أجرا مرتفعا فترتفع ميزانية العمل ككل فتباع للقنوات الفضائية بأسعار مرتفعة، وهنا يأتي دور الاعلان الذي يتحكم في هذه المنظومة ككل. وللعرض خارج رمضان مبادرة لابد ان يقوم بها التليفزيون المصري بعيدا عن سوق وحسابات الاعلانات بحيث يمكنه هو التخلص من سطوة الاعلانات وتحكمها في سوق الدراما وخاصة انه يملك آليات انتاج ضخمة تتمثل في مدينة الانتاج وشركة صوت القاهرة وقطاع الانتاج. المنتج صفوت غطاس الذي قدم رمضان الماضي مسلسل » ماما في القسم « يقول ان هذه العملية غاية في الصعوبة لأن فتح أسواق جديدة خارج شهر رمضان مرتبط بسوق الاعلانات الذي تقل كثافته خارج شهر رمضان وتقل أيضا أسعاره اذن لابد ان أقلل تكاليف الأعمال وهو ما يؤدي أخيرا إلي تدني مستواها الفني وخاصة بعد ارتفاع أجور النجوم الكبيرة الذي يشهده السوق. فلابد لهذه النقلة أن تكون منتظمة وهناك اتفاق بين شركات الانتاج وشركات الاعلانات عليها. حتي لا تتعرض صناعة الدراما للخسائر. د. صفوت العالم أستاذ الاعلان بإعلام القاهرة يقول انه لابد أن تفتح الدراما المصرية أسواقا جديدة لها في كل الدول العربية وأيضا للدول الأجنبية التي بها عدد كبير من الجاليات العربية، وهذا لن يتحقق إلا بعد ان تتخلص الدراما من آفاتها التي أصبحت عديدة وتعود بموضوعات جادة وجيدة تحظي باهتمام المصريين وأيضا العرب وبذلك سوق الدراما لن يقتصر علي شهر رمضان أو علي السوق المصري فقط ولكن سيكون متاحا له العرض طوال العام.