تعتبر الاعلانات في شهر رمضان جزءًا أساسيا من الوجبة التلفزيونيةحتي أنها أصبحت تنافس الاعمال الدراميه ،حيث يتفنن صناعها في التجديد والابتكار فيها فماراثون الاعلانات لا يهدأ حتي أصبح البعض يصفها بأنها إعلانات تتخللها مسلسلات وليس العكس. واحتلت إعلانات شركات الاتصالات الصدارة هذا العام التي ضمت إعلاناتها نخبة من النجوم الذين من الصعب تجميعهم مع بعض وهم يسرا وأحمد عز وهند صبري وعزت أبوعوف ودنيا سمير غانم والمفاجأة الحقيقية كانت في ظهور محمد منير هذا بخلاف إعلانات ماجد الكدواني الكوميدية، أما إعلانات موبينيل التي قدمت العام الماضي حملة إعلانية متميزة فاعتمدت فيها علي الأغاني القديمة «دقوا الشماسي» و«يا واد يا تقيل» وحملت قدرًا كبيرًا من البهجة والحيوية فقد أعادت إذاعتها في بداية الشهر وسرعان ما سحبت لتعرض الحملة الجديدة بمشاركة إدوارد وإيمي سمير غانم إلا أنها لا تتمتع بنفس البريق. من الاعلانات التي تضم النجوم أيضا إعلان إحدي السلع الكهربائية الذي استعان بنجوم مسلسل «تامر وشوقية» أحمد الفيشاوي ومي سليم، كما كرر أحمد عز تجربته مع إعلانات السيارات واستمر إعلان مني زكي وأحمد حلمي. وبخلاف ما اعتدناه من قبل حيث كانت إعلانات السمن الصناعي والزيت تحتل الصدارة طوال رمضان لإعداد الموائد والولائم وكذلك إعلانات السيراميك التي كانت تستعين بالنجوم للإعلان عن منتجاتها ولكنها قدمت إعلانات عادية تركز علي الأفراد أكثر من التركيز علي إظهار موديلاتها. وكان لحملات التوعية نصيب من إعلانات التليفزيون خاصة بالتوعية بموضوعات الزيادة السكانية والزواج المبكر والادمان والعنف الأسري. يعلق د.صفوت العالم أستاذ العلاقات العامه والإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة أنه رغم أهمية ما تهدف إليه هذه التنويهات والحملات إلا أنها تفتقد إلي عنصر هام جدا وهو التكرار إضافة إلي افتقارها لوجود شعار أو لوجو للحملة علاوة علي افتقادها رؤية فكرية محددة خاصة أن شخصيات التنويه ليست ثابتة، فالتنوع مع قلة تكرار العرض يؤدي إلي التشتت. كما أشار إلي أن إطلاق حملة توعية أمر يتطلب جهودا إعلامية أخري تتزامن مع إذاعة الحملة بوسائل وأساليب أخري كالملصقات أو الندوات والانترنت التي أصبحت وسيلة اعلامية فعالة لا يستهان بها ولها قدرة عالية علي التأثير، وأكد علي ضرورة الاهتمام بإذاعتها علي القنوات الفضائية والتي تحظي بنسب مشاهدة عالية. ولا يقتصر الماراثون الاعلاني علي الاعلانات التجارية فقط فالتنويهات الإعلانية أيضا أصبحت مادة تليفزيونية تفرض نفسها بقوة ولعل من أبرزها هذا العام المعروضة علي قناة (القاهرة والناس) والتي تعرض مقارنة من المفترض أنها كوميدية للحال أيام زمان وما نعيشه الآن وتعتمد علي 3 أفكار الأولي في شكل حوار بين أب وابنه أما الفكرة الثانية التي تدور حول شاب يتقدم لخطبة فتاة وكانت في الماضي تقف خلف الستارة بينما في الوقت الحاضر جلس أهلها يثقلون كاهل العريس بالأعباء المادية ليتفاجأ أهلها أنه تزوجها عرفيا، والتنويه الثالث لسيدة تغني «ارخي الستارة» لتعبر عن خجل المرأة زمان ثم ينتهي التنويه بتعبيرات تخدش الحياء. وعن رأي الإعلام وتحليله لهذه الظاهرة تقول د.حنان يوسف أستاذ الإعلام الدولي بكلية الإعلام جامعة القاهرة: تقنية البروموهات أو الفواصل الإعلانية نشأت مع تطور القنوات الفضائية، وهي تقنية منبثقة من الإعلام الغربي ولها دور في جذب المتلقي للتنويه عن إذاعة برنامج معين وقد نجدها في الوسيلة المسموعة أيضا أو حتي في الإلكترونية. والبروموهات أو الفواصل الإعلانية علم له قواعد وأسس ويدرس، فله أكثر من وظيفة قد يكون من ضمنها الترفيه ولكن يجب أن تراعي المداخل النفسية المختلفة لتلبي جميع الشائعات والرغبات. وإذا نظرنا إلي التنويهات المذكورة سنجد أنها سطحية لا تقدم أي مضمون إيجابي بل تؤدي إلي انهيار القيم بدلا من تعزيزها، وهو ما يعني أن هذه القنوات تعمل بدون أجندة محددة فلو كانت كذلك لم تكن لتعمل علي تدمير القيم وبث السم في العسل. كما تسعي هذه التنويهات إلي إحلال قيم غربية محل معتقداتنا لتعمل علي تدمير القيمة العربية الرصينة بما لا يتماشي مع الخريطة الثقافية العربية. وتضيف: كما تكمن المشكلة في أن الإعلام العربي تحكمه نظم فوضوية وهي مسألة خطيرة وهدامة لأنها تفرض بعض القيم مثل:عدم احترام الكبير وغيرها من الأمور التي يرفضها المجتمع الغربي ونستخدمها نحن بكل جهل وعدم وعي. وتكمن المشكلة كما تشير د.حنان في التأثير التراكمي لتلك التنويهات وأثرها السلبي علي الجيل الأصغر سنا وهو أمر خطير لابد أن نلتفت له وإلا سنجد أجيالاً كاملة تفتقد إلي الهوية العربية والقيم الأخلاقية الأساسية.