التليفزيون جزء أساسي من الوجبة التليفزيونية الرمضانية التي يحصل عليها المشاهد سواء كان ذلك بإرادته أو رغما عنه فماراثون الإعلانات لا يهدأ حتي أصبح البعض يصفها بأنها إعلانات تتخللها مسلسلات وليس العكس. وقد حفل هذا الماراثون هذا العام بإعلانات النجوم وعلي رأسهم كريم عبدالعزيز وأحمد مكي اللذين قدما إعلانات المياه الغازية والتي يراها مصطفي إبراهيم - محاسب - تتسم بثقل الظل بخلاف السنوات السابقة ويعيب عليها أنها تدعو إلي الأنانية والبخل بدلاً من نشر فكر إفطار الصائمين وإكرام الضيف وهي قيم تتنافي مع الشهر الكريم. واللافت أن إعلانات السمن الصناعي تراجعت كثيرا وقل عددها بينما زادت إعلانات شركات الاتصالات والتي تميزت كما أشارت مرفت محمد ربة منزل إلي تمتعها بقدر كبير من البهجة والحيوية وترجع سر نجاحها وارتباطاها في الأذهان ولاسيما للأطفال لاستخدامها أغاني يا واد يا تقيل، دقوا الشماسي إضافة إلي ألوان الملابس الزاهية المرتبطة بإيقاع السبعينيات. إلا أن الملاحظ هذا العام أن جانبا كبيرا من الإعلانات التي تتكرر كثيرا سواء علي القنوات الأرضية أو الفضائية هي إعلانات لحملات توعية مختلفة أطلقتها عدة جهات منها حملة وزارة الصحة للحفاظ علي صحة المرأة والتوعية بمكافحة مرض سرطان الثدي عن طريق الكشف الدوري وقد استعانت الوزارة في حملتها بفريق عمل مسلسل تامر وشوقية وخاصة مي كساب ورجاء الجداوي لتقدما الإعلان بنفس أسلوب أدائهما في المسلسل كما أطلقت أيضاح حملة للتوعية بمرض أنفلونزا الطيور بنجميها المعروفين انتصار وشعبان عبدالرحيم إلا أن أنفلونزا الخنازير لم يكن لها نصيب من الحملات. إضافة لحملة قول للغلط لأ التي أطلقتها وزارة النقل والمواصلات ضد تخريب للممتلكات العامة وحملة احسبها صح تعيشها صح التي أطلقت في شهر رمضان الماضي بصوت الفنان محمود الجندي ومازالت مستمرة هذا العام ولكن علي نطاق أضيق بعد اختفاء شخصية مدام فشخرة التي تهدف لمحاربة المبالغة في ولائم رمضان. وأخيراً حملة الضرائب التي غاب عنها محمد شومان وتم استبداله بعبارة يا عبدالقوي التي يرددها محمود الفيشاوي الذي قدم دور والد أحمد حلمي في فيلم 1000 مبروك. ويري د. صفوت العالم أستاذ العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة أنه رغم أهمية ما تهدف إليه هذه التنويهات والحملات إلا أنها تفقد إلي عنصر مهم جدا وهو التكرار إضافة إلي افتقارها لوجود شعار أو لوجو للحملة علاوة علي افتقادها رؤية فكرية محددة وخاصة أن الشخصيات التنويه ليست ثابتة فالتنوع مع قلة تكرار التعرض يؤدي إلي التشتت. كما أشار إلي أن إطلاق حملة توعية أمر يتطلب جهودا إعلامية أخري تتزامن مع إذاعة الحملة بوسائل وأساليب أخري كالملصقات أو الندوات والإنترنت الذي أصبح وسيلة إعلامية فعالة لا يستهان بها ولها قدرة عالية علي التأثير وأكد ضررة الاهتمام بإذاعتها علي القنوات الفضائية والتي تحظي بنسب مشاهدة عالية.