ورد إلي دار الإفتاء سؤال يقول: ما سر عدم تحديد ليلة القدر ؟ ومتي يترقبها المسلم .. وهل هناك دعاء مأثور إذا أكرم الله بها المسلم .. وما أفضالها؟ ويقول الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية: أخفي الله رضاه في طاعته ليستزيد أصحاب الطاعات في أعمالهم، وأخفي غضبه في معصيته لينزجر أصحاب السيئات عن أعمالهم ولذلك اقتضت حكمة الله تعالي أن يخفي ليلة القدر في رمضان ليجتهد الصائم في طلبها وخاصة في العشر الأواخر منه ويوقظ أهله كما كان يفعل رسول الله صلي الله عليه وسلم أملاً في أن توافقه ليلة القدر التي قال الله تعالي فيها : " لَيلَةُ الْقَدْرِ خَيرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِي حَتَّي مَطْلَعِ الْفَجْرِ " (القدر 003-005) فتكون حظه من الدنيا وينال رضاء الله في دنياه وفي آخرته لذلك أخفي الله ليلة القدر في أيام شهر رمضان حثً للصائمين علي مضاعفة العمل في رمضان وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يجتهد في طلبها في العشر الأواخر من رمضان . وقد اختلف الفقهاء في تعيينها ونظراً للخلاف القائم بين العلماء ينبغي للمسلم ألا يتواني في طلبها في الوتر من العشر الأواخر لاحتمال أن تكون هي الحادية والعشرين أو الثالثة والعشرين . وقد ورد في فضل إحيائها أحاديث ، منها ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ". أما بالنسبة للدعاء المأثور إذا أكرم الله المسلم بهذه الليلة فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت _ أعني ليلة القدر _ ماذا أدعو فيها ؟ قال: قولي " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ".