سأل أحد المواطنين الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية عن حكمة المولى عز وجل من إخفاء ليلة القدر فقال جمعة: اقتضت حكمة الله أن يُخفى ليلة القدر فى رمضان ليجتهد الصائم فى طلبها، خاصة فى العشر الأواخر منه، ويوقظ أهله كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أملاً فى أن توافقه ليلة القدر التى قال الله تعالى فيها: «لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ . تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ . سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ» (القدر 3-5) فتكون حظه من الدنيا وينال رضاء الله فى دنياه وفى آخرته؛ لذلك أخفى الله ليلة القدر فى أيام شهر رمضان حثًّا للصائمين على مضاعفة العمل فى رمضان، وقد كان النبى صلى الله عليه وآله وسلم يجتهد فى طلبها فى العشر الأواخر من رمضان. وأضاف: وقد اختلف الفقهاء فى تعيينها، ونظرًا للخلاف القائم بين العلماء ينبغى للمسلم ألا يتوانى فى طلبها فى الوتر من العشر الأواخر، وقد ورد فى فضل إحيائها أحاديث، منها ما رواه البخارى ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: « مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ». أما بالنسبة للدعاء المأثور إذا أكرم الله المسلم بهذه الليلة فعن عائشة رضى الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: «قُولى: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى» أخرجه الترمذى وصححه والنسائى وابن ماجه وأحمد وصححه الحاكم.