فى تناولهم للتاريخ الأمريكى تجاهل معظم المؤرخين قصة بيتسى روس، تلك المرأة التى صنعت علم أمريكا الأول ووضعت عليه نجومه الخماسية، ورغم سنوات التجاهل، لا يزال الأطفال فى المدارس الأمريكية يصنعون العلم على نفس نمط روس، صانعة العلم القادمة من ولاية فيلادلفيا، ولإدراكها لحجم تلك الأسطورة النسائية وحاجة التاريخ الأمريكى لسد فراغ تلك الملحمة البطولية، تتناول المؤلفة مارلا آر ميللر تلك القصة فى كتابها الجديد «بيتسى روس وصناعة أمريكا» لتعيد من جديد صياغة دور المرأة فى البطولات الوطنية. وتعيد المؤلفة أسطورة بيتسى روس للحياة، فورا، تلك الأسطورة عاشت امرأة حقيقية تدعى إليزابيث جريسكوم روس أشبورن، ولدت عام 1752، وعندما توفيت عام 1836 كانت أرملة لثلاثة من الرجال جميعهم كان له أدوار بطولية فى فترة ولادة الولاياتالمتحدة، وقد كان لزوجها الأول، وهو أحد الثوار القدامى الفضل فى جذبها معه إلى الحياة السياسية الثورية. وتقول ميللر أستاذة التاريخ الأمريكى فى جامعة ماساتشوستس بدأت فى زرع بذور الأسطورة بالمشاركة فى الأعمال الثورية، إذ كانت بيتسى وقتها شأنها شأن النساء الوطنيات الأخريات، تعبئ الأعيرة النارية للجيش الأمريكى خلال الحرب، وعلى الرغم من أنها لم تشارك فى جهود ابنة بنيامين فرانكلين فى صناعة القمصان للجنود عام 1780 إلا أنها شاركت بصناعة الأعلام كرمز مميز لهم. وفى البداية، لم تكن الأعلام تصنع كبطولة أو واجب وطنى ولكنها كانت حرفة يمتهنها العديد من الناس من اجل كسب العيش فى الأوقات الصعبة، لكن هناك وثيقة واحدة توضح أن روس كانت تعلم الآخرين كيفية صناعة العلم، وإن كان هناك من شاركها فى صناعة العلم، فإن ذلك لا يقلل من مساهمتها المحورية،وقد كان بالعلم الأول الذى خاطته روس بالأساس 13 خطاً و13 نجمة ،بألوانه المميزة الأبيض والأحمر والأزرق، تمثل عدد المستعمرات الأصلى التى ثارت ضد التاج البريطاني، وقد أبقى التاريخ ذكر العلم الأمريكى الأول لكنه تناسى صانعته بيتسى روس.