انتشر فن الفسيفساء في مصر في العصر الروماني كفن لزخرفة الأرضيات، ويعتبر من الفنون المكملة للمعمار، فقد استعمل في تغطية القباب والجدران والعقود، وذلك من خلال وضع قطع من الزجاج أو السيراميك صغيرة الحجم وتوزيعها في انتظام، وقد أعاد الفنان سعد روماني ميخائيل إحياء فن الموزاييك في مصر بمهارة وحرفية شديدة، من خلال معرضه الفردي الأول الذي افتتح في القاعة الرئيسية بالأوبرا بحضور الفنانة العالمية "جيزيلا جيبون" خبيرة فنون الموزاييك العالمي بالرابطة البريطانية لفن الموزاييك. المعرض تحت عنوان "المايكرو موزاييك" وعرض فيه 38 لوحة تصويرية منفذة بالفسيفساء، اختار فيها الفنان لوحات تصويرية لأعمال المستشرقين ولوحات لمشاهير الفنانين العالمين أمثال فان جوخ وروبنز، وقام أيضا بتنفيذ بورتريهات لمشاهير الشخصيات أمثال نجيب محفوظ وعمر الشريف وبيتهوفن وأينشاتين وتشايكوفيسكي وروبرت دي نيرو وغيرهم. عن المعرض تحدث الفنان قائلا: الموزاييك فن مركب وليس مجرد رص قطع، لابد أن يعي الفنان القيم الفنية والجمالية للرسم والتصوير ويعي التقنية والمهارة، التقنية مهارة خاصة مطلوبة لا تقلل من قيمة أي عمل فني، أما توزيع القطع بالاتجاهات العرضية أو الطولية أو الرأسية أو الأفقية ووضعها رغم صغر حجمها ورغم جفاء الخامة وصلابتها وصعوبتها تحكمه المشاعر، وأتعامل معها وكأني أرسم وألون، واختياري للوحات المشهورة لرغبتي في إحياء روائع التراث العالمي القديم باستخدام خامة الفسيسفاء لتخليد هذه الروائع من لوحات التصوير الزيتي برؤيتي الخاصة، وأردت بذلك تحرير فن الفسيفساء من ارتباطه بالجداريات وتحويله إلي لوحات تصويرية مستقلة وتخليدها. وأضاف ميخائيل: أنا عاشق لفن الموزاييك، وما قمت به مغامرة استنفدت سنوات من عمري لإيماني بهذا الفن، فقد استغرق اعداد هذا المعرض ثمانية عشر عام، وعامين لتحضير باليتة الألوان من عجينة الزجاج بدرجات لونية عديدة، اللوحة الواحدة تستغرق شهوراً وربما عدة سنوات في تنفيذها، بعض الأعمال بها حوالي 60 ألف قطعة زجاج، كل قطعة حجمها مليميتر، رصت بحذر بواسطة الملاقط المخصصة لتأخذ كل قطعة مكانها وسط التدريج اللوني، وأتعامل معها وكأنها ترصيع الماس والزمرد والياقوت الألماظ، وهذا ما اكتسبته من خبرة العمل كمصمم مجوهرات. يذكر أن الفنان سعد ميخائيل خريج كلية الفنون الجميلة 1982تقسم ديكور، تخصص في الفسيفساء الدقيقة وعمل مصمماً للمجوهرات، بالإضافة إلي عمله مهندس ديكور، وهو عضو الرابطة البريطانية للفسيفساء وعضو الجمعية الأمريكية لفناني الموزاييك، وعضو جمعية محبي الفنون الجميلة، وعضو أتيلية القاهرة، وعضو جمعية أصالة للمحافظة علي التراث.