«يا عالم الحرفة بتضيع.. انقذونا» بهذه العبارة بدأ محمد حسني زيد الشهير ببلبل بين تجار الكليم حديثه لروزاليوسف صارخاً مطالباً بالاهتمام بحرفته وإنشاء مدارس تساعد في الحفاظ علي الصنايعي الذي أصبح بمثابة عملة نادرة قد تضيع من بين أيدينا إذا لم تتحرك الجهات المسئولة في الدولة للحفاظ علي الحرفة. «بلبل» كما هو معروف بين أبناء حرفته لم يرث هذه المهنة من والديه مثل معظم العاملين بها من أبناء محافظة كفر الشيخ الذين يتوارثون هذه الحرفة فيما بينهم حتي وقت قريب قبل أن يقل بها الاهتمام حتي من أبنائها أنفسهم، وقد عمل محمد مندوب مبيعات لشركة سجاد وحينها شعر بقيمة منتج الكليم اليدوي الذي له بريقه الخاص ويقدره الكثيرون لاسيما الأجانب فهو يلقي رواجاً كبيراً في السوق الأوروبية. بعدها قرر تحويل مجال عمله وتأسيس مشروع لإنتاج سجاد الكليم وتصديره وخلال تلك الفترة تعلم الحرفة ولم يجد عيباً في ذلك كان عمره وقتها 26 عاماً وبدأ مشروعه برأس مال بسيط قيمته 7 آلاف جنيه هي كل ما يملك وقتها لكنه كان علي ثقة من حدسه بأنه يستثمر أمواله في نشاط ناجح. بمرور الوقت ذاع صيته كصانع وتاجر واستطاع التوسع في نشاطه من خلال القرض الحسن الذي حصل عليه من محافظة كفر الشيخ فتمكن من تسويق إنتاجه بشكل أكبر. يؤكد محمد أن أعداد صانعي الكليم في تناقص مستمر بسبب الدخل المادي المحدود وهو ما يرجع إلي ضعف القدرات التسويقية وقلة المعارض، رغم أنه منتج مطلوب محلياً وعالمياً لكن المشكلة تكمن كما يوضح في جشع التجار الذين يشترون السلعة من صانعيها بثمن بخس لا يتعدي الجنيهات القليلة لتباع بأضعاف ثمنها وهو ما ينتج عنه قلة الإقبال عليها من المستهلك وبالتالي قلة العائد علي الصناع وهو ما يصيب الحرفي بالإحباط وبالتالي يهدد بنهاية تلك الصناعة بعد أن تركها عدد كبير من محترفيها.. يري محمد الحل في اهتمام الدولة بإقامة مدارس لصناع الكليم ومساعدتهم علي تسويق منتجاتهم بشكل عادل عن طريق إقامة معارض سواء في المدن السياحية أو في الخارج وهو ما يعتبر ترويجاً سياحياً أيضاً، ويأمل في أن يستجيب المسئولون لمطلبه حتي يتم انقاذ هذه الحرفة المصرية الأصيلة.