لأول مرة يتكتل أبناء مدينة فوة بمحافظة كفر الشيخ منذ قرابة 50 عاماً بعد أن وصل حال صناعة الكليم والسجاد التي يشتهر بها أبناء المحافظة إلي طريق مسدود وكادت أن تندثر، وجاءت انفراجة فوة "بعد زيارة الرئيس مبارك لها في سبتمبر الماضي ووضع أبناء المدينة جميع المشاكل أمام الرئيس، الذي كلف المسئولين في الوزارات المعنية بضرورة حل المشاكل التي تعانيها صناعة السجاد التي يرجع تاريخها للعصرين الفرعوني والإسلامي . وذلك إلي جانب تمثيل فوة في جميع المعارض الدولية والداخلية من أجل تسويق منتجها الشهير وقد اجتمع "منتجو السجاد والكليم" للمرة الأولي في مؤتمر مؤخرا ضم مسئولي وزارة التجارة والصناعة ومركز تحديث الصناعة وهيئة المعارض الدولية وخبراء الاقتصاد ومن لهم باع في صناعة السجاد والكليم وأصحاب الأعمال للوقوف علي المشاكل التي أدت إلي تعثر صناعة السجاد والكليم وكيفية حلها والعمل علي نهضتها من جديد. هالة فوزي أبو السعد رئيس جمعية سيدات أعمال المستقبل بفوة قالت إن أبناء فوه كونوا مؤسسة جديدة هي موسسة نهضة الكليم والسجاد بفوة والآن أعلن عن فتح باب القبول لجميع الحرفيين والمنتجين في فوة للدخول كأعضاء في المؤسسة من أجل حل مشاكل السجاد والكليم في فوة. وأضافت هالة عقب عرض المشاكل علي المحافظ قرر علي الفور منح مدينة فوة مليون جنيه قرضا حسنا لحل مشاكل صناعة السجاد ووافق عي أن تقوم المحافظة بشراء 10% من منتج السجاد والكليم سنوياً إلي جانب الموافقة علي عرض منتجات فوة سنوياً في مساحات كبيرة بمصيف بلطيم للاستفادة من وجود رواد الصيف. وقال د. مختار شريف الخبير الاقتصادي إن منتجي فوة طلبوا من محافظ كفرالشيخ التعاون مع المحافظات السياحية الأخري مثل أسوان وسيناء الشمالية والجنوبية والإسكندرية لعرض منتجات فوة في منافذ هذه المحافظات وبأسعار مخفضة إلي جانب تفعيل دور هيئة المواصفات والجودة عن طريق توقيع برتوكول تعاون مشترك بين الهيئة والمحافظة لضمان وجود مواصفة قياسية جيدة للسجاد مع ضرورة الاتفاق مع هيئة المعارض الدولية لوضع المنتج في المعارض الداخلية والخارجية. ومن جانبه يقول د. محمد حافظ مسئول مركز تحديث الصناعة إن المركز يقوم بإعداد برنامج علي عدة مراحل يشمل التدريب والصباغة، والتسويق الداخلي والخارجي وتدريب الحرفيين علي الصباغة بالتكنولوجيا الحديثة، مع تلافي العيوب التي كانت تحدث في الماضي. ويضيف عادل الملاح خبير بمركز تحديث الصناعة إن المركز يقوم بعد أحداث الأزمة المالية العالمية بتحمل 90% من قيمة الخدمات المقدمة للحرفيين في فوة علي أن يتحملوا 10% فقط من تكلفة التدريب وشراء المواد الخام أو الآلات أو الاشتراك في المعارض، والأهم من ذلك وقاية العامل من أضرار المواد الكيماوية المستخدمة التي كان يشكو منها العميل في الداخل والخارج والوصول إلي مواد معالجة كيمائياً ولا تضر المستهلك أو العامل. ويضيف محمد فرج مدير برنامج التجمعات الصناعية بوزارة الصناعة إنه من الضروري التركيز في مثل هذه الصناعة علي وجود علامة تجارية موحدة للمنتج وعن طريقه يمكن معرفة المنتج في أي مكان في العالم كما كان يحدث للقطن المصري في الخارج، مطالباً بضرورة حل مشاكل نقص الخام من الحرير أو الأصواف ومعالجة عيوب الصباغة. فيما يطالب د. طارق عبدالرحمن بإنشاء معهد متخصص داخل مدينة فوة، لتدريب صغار الحرفيين مع ضرورة فتح أقسام لصناعة السجاد داخل المدارس الصناعية بقري محافظة كفرالشيخ. وتفعيل دور البرتوكولات التي تتبناها المحافظة علي الهيئات والمحافظات المختلفة لتطوير تلك الصناعة وإتاحة الفرصة لأخذ منح الصندوق الاجتماعي وتخفيض الفائدة علي الإقراض، وعمل فيلم تسجيلي عن المنتج وعرضه بالفضائيات والقنوات المحلية وإصدار كُتب عن الصناعة تكون في مكاتبنا الإعلامية بالخارج ويعرض في مطارات دول العالم. ويشدد د. أحمد رشوان أستاذ تنظيم المجتمع بالمعهد العالي الصناعي بكفرالشيخ علي ضرورة الإسراع في حل مشاكل صناعة السجاد والكليم وتكون البداية من الصفر بتدريب الحرفيين من خلال الخبراء والفنيين الذين لديهم كراسات الأذواق العالمية المطلوبة أو عن طريق إيفاد مجموعة من الخبراء في دول العالم المتقدم مثل فرنسا وأسبانيا وإيطاليا وألمانيا لتطوير المنتج وإعادة الروح له لأن الأذواق العالمية تتطور وهذا يتطلب وجود خامات جيدة من الحرير والأصواف والأصباغ التي يتم استخدامها من الزراعات الطبيعية وليس الكيماويات التي تضر بالمستهلك موضحاً أن منتجي فوة لابد أن يتكتلوا داخل مؤسسة نهضة فوة لتكون كلمتهم واحدة ولكي يستفيدوا من الجهات المسئولة سواء المحافظة أو الجمعيات أو المؤسسات المانحة أو جهات التسويق ويكون السعر واحدا والجودة واحدة أمام العميل الأجنبي.