اقتحمت قوات الأمن التايلاندية مكان اعتصام المعارضة في قلب العاصمة بانكوك بعد نحو شهرين، واستخدمت قوات الجيش والشرطة العربات المدرعة والرصاص وخراطيم المياه لاقتحام الحي التجاري الذي اعتصمت به المعارضة مما أدي لسقوط خمسة قتلي وإصابة 7 بجراح. وأعلن الجيش التايلاندي انتهاء عملية الاقتحام التي بدأت صباح أمس لإنهاء اعتصام متظاهري المعارضة التايلاندية المعروفين باسم "ذوي القمصان الحمر" بالحي التجاري وسط بانكوك، كما أعلن قادة المعارضة أمس انتهاء حركة احتجاجهم المناهضة للحكومة، وأشار الجيش التايلاندي الي انه أصبح حاليا تحت سيطرته بعد استسلام قادة المحتجين، وأعلنت وزارة الدفاع التايلاندية فرض حظر التجول في العاصمة التايلاندية اعتبارا من مساء أمس. واندلعت المعارك في المخيم الذي يتحصن فيه متظاهرو "القمصان الحمر" بعدما اقتحمه الجنود اثر فتح ثغرة في أحد التحصينات المحيطة به من إطارات وأسلاك شائكة حيث سمع تبادل لاطلاق النار فيما شوهدت سحب الدخان الاسود ترتفع في السماء نتيجة إضرام المعتصمين للنار في إطار السيارات. وأعلن الميجور جنرال بيا اوتايو المتحدث باسم الشرطة التايلاندية ان شرطة العاصمة نشرت حوالي الف عنصر من قوة التدخل السريع في وسط بانكوك وتم السماح لهم باطلاق النار فورا علي اي شخص يضبط وهو يقوم بأعمال نهب أو إضرام حرائق أو تحريض علي العنف. ولاحقا وبعد استسلام قادة المتظاهرين للشرطة، انتقلت الاحتجاجات في مكان آخر حيث أضرم متظاهرون النار في مبني تليفزيون القناة الثالثة في بانكوك اثناء وجود الموظفين بداخله مما أدي الي احتجاز نحو مائة شخص بين ألسنة النيران. كما عمد المتظاهرون الي اضرام النار في بورصة بانكوك والعديد من المراكز التجارية، بالاضافة الي مقرات شركة كهرباء. وارتفعت في سماء بانوك أعمدة كثيفة من الدخان الاسود الناجمة عن إحراق إطارات السيارات. وكان المحتجون قد قاموا في وقت سابق بمحاصرة محطة "تاي كوم" للاقمار الصناعية في الاطراف الشمالية لبانكوك وهددوا بالاستيلاء عليها اذا ما تحركت الحكومة ضد الاحتجاج الرئيسي بالحي التجاري وسط المدينة. وكان قادة "القمصان الحمر" قد وجهوا دعوة لمؤيديهم في موقع الاعتصام للمغادرة والتوجه إلي منطقة وفرت فيها الحكومة حافلات لكي يتمكنوا من مغادرة العاصمة وذلك مما وصفوه بأنه يأتي خشية علي سقوط مزيد من الضحايا حيث يتحصن داخل المعسكر حوالي خمسة آلاف متظاهر بينهم عدد كبير من النساء، وبالفعل نجحت تلك الدعوة في رحيل عدد كبير من المعتصمين مما قلل من ضحايا اقتحام الجيش لمنطقة الاعتصام. كما استسلم العديد من القادة الرئيسيين للاحتجاجات المناهضة للحكومة في بانكوك للشرطة، لكنهم تعهدوا بمواصلة كفاحهم وأن المعركة ستستمر ضد الحكومة، مشيرين الي ان استسلامهم للسلطات ليس معناه أنهم خسروا المعركة. ومن جهته، قال المتحدث باسم الحكومة التايلاندية إن الحكومة تعمل علي ضمان احتجاز زعماء المعارضة التايلاندية في سجن ملائم وانها ستتبع القانون معهم، مشيرا إلي أنها تعمل أيضا علي ضمان عودة المتظاهرين إلي منازلهم سالمين. وقبيل سيطرة قوات الأمن علي منطقة الاعتصام، تمكنت جيوب من المتظاهرين بمحاصرة قوات الامن التايلاندية أماكن اخري ببانكوك، كما أشعل المتظاهرون النار في مكتب مكافحة المخدرات في شمال راتشابراسونج، كما سمع صوت انفجار في مكتب للحكومة. ويطالب أصحاب القمصان الحمراء رئيس الوزراء التايلاندي أبهيسيت فيجاجيفا بحل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة.وأسفرت الاحتجاجات المستمرة منذ تسعة أسابيع عن اشتباكات عنيفة في الشوارع أدت إلي إصابة وسط بانكوك بالشلل التام ومقتل ما يصل إلي 66 شخصا فضلا عن أكثر من 1400جريح.