سادت الفوضي في أنحاء العاصمة التايلاندية بانكوك امس مع تدخل الجيش بالقوة لإنهاء حركة احتجاج دامت أكثر من شهرين، ورد المحتجون في المقابل بإشعال النيران في عدد من المباني الرسمية والتجارية في تلك المدينة السياحية رغم اعلان حظر التجول. ففي ساعات الصباح الأولي امس اقتحمت مدرعات الجيش منطقة يتحصن فيها المحتجون المناهضون للحكومة في هجوم ضخم كان وزير الدفاع "راويت وونجسون" قد أكد في وقت سابق انه "سيتواصل طوال النهار بهدف السيطرة التامة علي المنطقة". وقال الوزير ان قوات الأمن ضربت طوقا أمنيا حول المنطقة التي يعتصم فيها المحتجون "القمصان الحمر" والتي تمتد لنحو ثلاثة ونصف كيلومترات وسط العاصمة. ودمرت مدرعات الجيش أحد التحصينات الكبيرة التي أقامها المحتجون. واعلنت الشرطة ان القوات المنتشرة في وسط بانكوك والتي تضم نحو الف عنصر من قوة التدخل السريع سمح لها باطلاق النار "فورا" علي اي شخص يضبط وهو يقوم باعمال نهب او اضرام حرائق او تحريض علي العنف في وسط بانكوك. واندلعت معارك قتل فيها خمسة علي الأقل بينهم صحفي ايطالي، واصيب أكثر من 50 أخرون، مما أجبر سبعة من قادة الحركة علي الاستسلام، ليعلن الجيش ان"الوضع العام أصبح تحت السيطرة"، وان المدينة ستخضع لحظر تجول خلال الساعات التالية. وقد أكد قادة المتظاهرين امام حشد كبير إنهاء تحركهم الاحتجاجي الذي كان يطالب بإسقاط الحكومة وإجرء انتخابات مبكرة، والذي سقط خلاله في الاجمال نحو سبعين قتيلاً وأكثر من الف جريح، داعين أنصارهم الي "الانتقال الي منطقة أمنت فيها الحكومة حافلات لكي يتمكنوا من مغادرة العاصمة". وقال جاتوبورن برومبان وسط تاثر شديد "أعلم انكم تتالمون واعلم انه اذا جاء الجيش الي هنا، فالعديد منكم سيضحي بارواحه لكن لا يمكننا ان نقبل ذلك". وبينما كانت الشرطة تعتقله حث زعيم أخر هو ناتاووك سايكوا من خلال مكبرات الصوت انصاره علي الاستسلام والعودة الي ديارهم". وعرضت لقطات تليفزيونية علي الهواء مباشرة أربعة من زعماء المحتجين في قبضة السلطات". ومع استعادة تدريجية لسيطرتها علي منطقة الاحتجاج أعلنت الحكومة ان بعض زعماء "القمصان الحمر" فروا من موقع الاعتصام بعد ان بدأت قوات الجيش عملية "تطهير المنطقة". وأعقب ذلك أعمال شغب واسعة في المنطقة حيث أضرم المحتجون النار في خمسة مبان بينها البورصة ومركز سنترال وورلد التجاري وهو ثاني أكبر مركز تجاري في منطقة جنوب شرق آسيا كما هاجموا محطة القناة الثالثة التليفزيونية المحلية. ووضعت بعض الفنادق حواجز خشبية بينما تعرضت منطقة "سوخومفيت رود" المليئة بالمجمعات السياحية والسكنية الراقية لإنقطاع التيار الكهربائي. وتصاعدت ألسنة اللهب والدخان الأسود الناجم عن حرق اطارات السيارت خلال الاشتباكات والتي أطلق الجنود خلالها الغاز المسيل للدموع علي "القمصان الحمر". وخارج المدينة اقتحمت عناصر من المعارضين مجلسين محليين بمدينة "اودون تاني" ومدينة "خون كيون" بشمال شرق البلاد واضرموا النار بهما.. من جهته اعتبر وزير المالية التايلاندي "كورن تشاتيكافانيج" ان الحملة التي قام بها الجيش في العاصمة كانت خطور ضرورية، "لكنها ليست كافية بالضرورة من حيث تأثيرها الاقتصادي".