حوار - المحرر الدبلوماسى يتولي السفير محمد عبدالحكم مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين بالخارج أحد أهم قطاعات وزارة الخارجية والذي تلقي علي عاتقه مسئولية متابعة أحوال ما يقرب من سبعة ملايين مصري بالخارج ويتعامل يوميًا مع ما يقرب من مائتي مشكلة قنصلية مما جعل اقتناص نصف ساعة لإجراء الحوار أمرًا ليس باليسير مع مسئول يفرض موقعه الوظيفي عليه أن يمكث داخل مكتبه ساعات عمل طويلة تصل في بعض الأحيان إلي 12 ساعة يوميًا وحول كافة الموضوعات القنصلية التي تعد حديث الساعة كان لروزاليوسف هذا الحوار: في ضوء الحوادث القنصلية الأخيرة من موقعك كمسئول عن ملف المصريين بالخارج داخل الخارجية نريد توضيحًا لأبعاد العلاقة بين الدولة والمصري بالخارج؟ - بداية أود أن أوضح أن الحكومة المصرية من خلال وزارة الخارجية وبعثاتها الدبلوماسية بالخارج المنتشرة في كافة أنحاء العالم تعطي أولوية مطلقة من أجل رعاية المصريين بالخارج رعاية شاملة وبتحرص الحكومة المصرية علي التواصل المستمر مع أبنائنا في الخارج وهذا من خلال عدة وسائل وخدمات عديدة ومتنوعة تقوم بها وزارة الخارجية بالتعاون مع كافة الوزارات المعنية برعاية كافة المصريين المغتربين في الخارج، وأول هذه الخدمات تتمثل في تقديم كافة أنواع الخدمات القنصلية التي يحتاجها المواطن المصري في كافة أنحاء العالم من خلال السفارات والقنصليات المصرية، ومن خلال التواصل المستمر بين البعثات الدبلوماسية والمصريين المقيمين في الخارج وجمعياتهم واتحاداتهم وهناك حرص لدي السفراء والقناصل العاملين علي إجراء هذا التواصل ومشاركتهم في كل المناسبات، أضف إلي ذلك أن بعثاتنا الدبلوماسية والقنصلية بالخارج لا تدخر أي جهد من أجل تقديم المساعدة الفورية للمواطن المقيم في الخارج إذا تعرض لأي مشكلة فالسفارة والقنصلية تسارع في تقديم المساعدة اللازمة والضرورية للمصريين بالخارج ومن منطلق هذا التواصل فإن بعثاتنا الدبلوماسية والقنصلية قامت بنشر أرقام التليفونات اللازمة لأعضاء البعثات علي مواقعها الإليكترونية وهذا لإتاحة الفرص للمواطن للاتصال بالسفارة أو القنصلية علي مدار 24 ساعة للحصول علي مساعدتها. ولكن أسمح لي هناك حوادث بعينها في الفترة الأخيرة ظهر معها السؤال عن وجود الدولة فيما يحدث للمصريين بالخارج ويحضرني هنا الحادث الذي شهدته بلدة كترمايا اللبنانية والتمثيل بجثة مصري؟ - في هذه النقطة أود أن أوضح الجهود التي قامت بها وزارة الخارجية في هذا الشأن فبمجرد علم السفارة المصرية ببيروت بحادث مقتل المواطن المصري محمد مسلم في قرية كترمايا اللبنانية والتمثيل بجثته تحركت السفارة وقامت بالاتصالات اللازمة مع السلطات المعنية في لبنان وفي مقدمتها وزارتا العدل والداخلية وذلك من أجل الإسراع بإلقاء القبض علي المشتبه بحقهم في هذه الجريمة وسرعة تقديمهم للمحاكمة وتطبيق أقصي عقوبة ينص عليها القانون اللبناني في هذا الشأن، وخلال زيارتي للبنان الأسبوع الماضي تشرفت بمقابلة الدكتور إبراهيم نجار وزير العدل اللبناني وطلبت وأكدت علي أهمية قيام السلطات اللبنانية بالإسراع في إلقاء القبض علي المشتبه بحقهم وسرعة تقديمهم للمحاكمة وتوقيع أقصي عقوبة علي الجناة، وهناك تعاون وثيق مع السلطات اللبنانية من أجل موافاة وزارة الخارجية المصرية بكافة التطورات والتحقيقات التي تجريها. رأيك في تصوير هذا الحادث بأنه استمرار لمهانة المصريين بالخارج؟ - ردي علي هذا السؤال أنه ينبغي ألا نتناسي الاتهامات التي وجهت للمواطن المصري محمد مسلم فهناك اتهامات كان أولها دخوله لبنان بطريقة غير شرعية ثم اتهامه باغتصاب طفلة صغيرة عمرها 14 سنة ثم اتهامه بقتل عجوز يبلغ من العمر 75 سنة وزوجته التي تبلغ من العمر 72 سنة واتهامه بقتل حفيديهما وأعمارهما لا تتجاوز 7 سنوات و8 سنوات، إذن فالجريمة المتهم بها كانت بشعة والجريمة التي ارتكبت في حقه كانت بشعة أيضًا وكان ينبغي احترام القانون وترك القصاص في هذا الشأن للقوانين اللبنانية وعدم اللجوء إلي هذه الأساليب، أؤكد لك أن المصري يحظي برعاية كاملة من جانب الحكومة المصرية وأرفض ما يتردد بأن كرامة المصري بالخارج مهانة، نحن نحافظ علي كرامة المصري وفي عملنا بوزارة الخارجية نهتدي بما أعلنه الرئيس محمد حسني مبارك خلال افتتاح الدورة المشتركة لمجلسي الشعب والشوري في نوفمبر الماضي عندما أعلن سيادته أن كرامة المواطن المصري بالخارج من كرامة مصر ولا نقبل أي امتهان لكرامة المصريين. أنت عائد لتوك من زيارة للكويت وهي أيضا شهدت واقعة قنصلية استحوذت علي حيز من الاهتمام الصحفي والتي تمثلت في إبعاد عدد من المصريين المقيمين بسبب شروعهم في تأسيس كيان لمناصرة الدكتور محمد البرادعي كيف سارت الأمور في هذا الشأن خاصة أثناء لقائك بالجالية؟ - اسمح لي أن أوضح نقطة جوهرية في هذا الشأن وهي أهمية قيام المواطن المصري المقيم بالخارج باحترام قوانين الدولة المضيفة وأهمية احترام هذه القوانين هو الذي يعطي مصداقية كبيرة للمواطن المصري بالخارج ويؤكد تحمله للمسئولين وهذا أمر وهدف يجب أن يعيه كل مصري مغترب بالخارج وإذا قام بعض المواطنين بعدم احترام هذه القوانين وما تنص عليه فالأمر يترك تماما للسلطات المعنية في الدول المقيم أو المغترب فيها المواطن المصري ونطالب أبناءنا في الخارج بأهمية هذا الأمر ونحن لا نتدخل في الشئون الداخلية للدول. تصريحاتك بعد لقائك الجالية في الكويت جعلت جريدة الشروق المصرية الخاصة تصفك بأنك رجل الحكومة وتريد أن تحافظ علي منصبك ما تعليقك؟ - الكلام المنشور في جريدة الشروق في هذا الشأن وسام أعتز به لأنني أمثل وزارة الخارجية المصرية إحدي وزارات الحكومة المصرية ويشرفني أن أدافع عن الحكومة المصرية والنظام المصري الذي نفتخر به جميعاً وبالإنجازات التي قدمها وأرجو من الصحفيين الذي تناولوا هذا الأمر بهذا الأسلوب أن يعلموا علم اليقين أنني أمثل الحكومة المصرية من خلال الخارجية المصرية التي اتشرف وافتخر بالانتماء إليها وأرجو من الذين يحرصون علي النقد فقط أن يعلموا أن احترام القانون هو الذي يعطي مصداقيه واحترام للمواطن المصري وأرجو منهم عدم خلط الأوراق وأؤكد لك أن مصر هي الدولة الوحيدة التي تقدم رعاية شاملة لمواطنيها في الخارج وذويهم داخل جمهورية مصر العربية. كيف؟ - وزير الخارجية أحمد أبوالغيط وافق وبالفعل تم التنفيذ بإنشاء مكاتب لتقديم الخدمات القنصلية في جميع محافظات الجمهورية لدينا 26 مكتبا قنصليا داخل مصر لتقديم جميع أنواع الخدمات القنصلية للمواطنين المصريين في أماكن تواجدهم في جميع محافظات الجمهورية اليوم نحن لدينا 26 مكتبا في 21 محافظة وجار العمل الآن وقبل انتهاء العام سيتم استكمال باقي المحافظات وهذا في إطار سياسة وزارة الخارجية الرامية إلي التخفيف من الأعباء الملقاة علي المواطن فبدلاً من أن يقوم المواطن الذي يعمل أحد أقاربه بالخارج بالانتقال إلي محافظة القاهرة والحضور إلي وزارة الخارجية ننتقل نحن إليه في محافظته ونقدم له الخدمة التي يطلبها لأقاربه المغتربين بالخارج ومصر هي الدولة الوحيدة التي تتبع هذا النظام وهذا يؤكد حرص وزارة الخارجية علي تقديم الرعاية الكاملة للمصريين بالخارج والداخل في جميع محافظات الجمهورية ولا تنسي أن السبع ملايين مصري المقيمين بالخارج ينتمون لثلاثين مليون مصري بالداخل علي الأقل والخارجية المصرية تعتز وتفخر بأبناء مصر المقيمين بالخارج باعتبارهم سفراء لها في الخارج ولا ننسي أنه انطلاقاً من اهتمام وزير الخارجية بمشاكل وشكاوي المصريين بالخارج تم إنشاء غرفة عمليات بالقطاع القنصلي تعمل علي مدار 24 ساعة لتلقي أي شكوي قنصلية من الخارج أو من الداخل بالإضافة إلي وجود وحدة لتلقي شكاوي المواطنين تتبع مكتب وزير الخارجية مباشرة فضلا عن وجود إدارة للشكاوي في وزارة الخارجية من هنا أؤكد مجدداً أن مصر هي الدولة الوحيدة في العالم التي تقدم الرعاية الكاملة للمواطن المصري المقيم والمغترب في الخارج وذويه في مصر في إطار الرعاية الشاملة. ولكن هذا الكلام مردود عليه بأنها رعاية منقوصة في ضوء ما لا تستطيع أن تقدم السفارات من خدمات وأبسطها أنها ليس بإمكانها أن توكل محاميا للدفاع عن مصري في الخارج؟ - السفارات والقنصليات تقدم جميع الخدمات في حدود الإمكانيات المتوافرة لديها لذا وإجابة عن سؤالك ومن منطلق الطفرة التي تشهدها رعاية المصريين بالخارج في عهد الوزير أحمد أبوالغيط تبنت وزارة الخارجية مشروع إنشاء هيئة رعاية المصريين بالخارج وعملت وزارة الخارجية وقامت بجهود مكثفة خلال السنوات القليلة الماضية من أجل خروج هذا المشروع إلي حيز التنفيذ وإنشاء هذه الهيئة من شأنه توفير مظله رعاية متكاملة للمصريين بالخارج. ما الجديد في موضوع هيئة رعاية المصريين؟ - تمكنا من الحصول علي الموافقة المبدئية للجنتي العلاقات الخارجية والقوي العاملة بمجلس الشعب علي مشروع قانون هيئة صندوق رعاية المصريين بالخارج من أجل أن يتم تقديم هذه الرعاية بالتعاون الوثيق بين وزارتي الخارجية وجميع الوزارت المعنية وفي مقدمتها القوي العاملة والداخلية والتعليم والمالية وبنتطلع لخروج مشروع الهيئة في أقرب فرصة إلي النور.