استمراراً لموجة العنف التي تجتاح العراق أعلنت مصادر أمنية مقتل ما لا يقل عن 28 شخصاً وإصابة «98» آخرين بتفجير سبعة مبان سكنية في بغداد وضواحيها القريبة قبل ظهر أمس. أكدت المصادر أن المباني التي يسكنها مدنيون موزعة علي مناطق جكوك والشعلة «شمال» والعلاوي «وسط» والإعلام والشرطة الرابعة والعامل «جنوب غرب». من المعروف أن جكوك منطقة فقيرة تؤوي مخيما للنازحين الشيعة من منطقة أبوغريب أقامته المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة . قال صاحب أحد المحلات التجارية للوكالة الفرنسية «وقع الانفجار الأول عند التاسعة والربع صباحا في أحد المباني في الشارع الرئيسي فتجمهر المارة لمعاينة ما حدث لكن انفجارا آخر وقع في مبني من طابقين، مضيفاً أن «الضحايا هم من المارة والسكان». من جانبه أكد وزير الداخلية العراقي جواد البولاني أنه من غير المستبعد أن تكون العمليات الإرهابية التي تشهدها العاصمة بغداد، يقف وراءها بعض القوي السياسية داخل العراق، مشدداً علي أن التحقيقات التي تجريها السلطات المختصة في وزارة الداخلية، ستحدد بدقة من يقف وراء أعمال العنف، داعيا القوي السياسية في البلاد إلي ضبط مسار العملية السياسية ومنح صلاحيات أكبر لوزارة الداخلية لإدارة الملف الأمني بطريقة مهنية واحترافية. وحول علاقة سجناء القاعدة الذين فروا من سجن في الموصل بالأحداث الارهابية أكد أنه لم يتضح لوزارة الداخلية ما إذا كان للفارين علاقة مباشرة بهذه الأحداث، مؤكدا أن الملف الأمني في بغداد لا يرتبط مباشرة بوزارة الداخلية، موضحاً أنه طالب منذ نحو عامين بتمكين وزارة الداخلية من إدارة هذا الملف بشكل احترافي قائلاً في بغداد تحديدا «أنا وزير بلا صلاحيات». وفي سياق متصل أكد السفير هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية أنه أجري اتصالا هاتفياً أمس برئيس مكتب الجامعة العربية بالعراق واطمأن من خلاله علي سلامة أفراد البعثة، مشيراً إلي أن المسئولين ابلغوه أن الإجراءات اليومية قائمة ولا يوجد أي تعديل عليها، موضحاً أن الجامعة العربية طلبت من العراق حماية بعثتها هناك وضرورة تكثيف التواجد الأمني حول مقر مكتب الجامعة العربية. وكانت مصادر أمنية قد أعلنت أن الانفجارات أسفرت عن سقوط مبني في حي الشعلة الشيعي في شمال بغداد، ومبني آخر في منطقة جكوك المجاورة، كما انهارت ثلاثة مباني في مناطق الشرطة الرابعة والإعلام والعامل في غرب بغداد جراء عمليات تفجير بالإضافة إلي مبنيين في منطقة العلاوي الشعبية في وسط العاصمة. وكانت المصادر قد أعلنت أن انتحاريا فجر نفسه وسط مطعم شعبي في منطقة العلاوي في مبني من طابقين، لكنها عادت لتؤكد لاحقا أن الانفجار لم يكن ناجما عن عملية انتحارية. وأفادت الأنباء أن مبني العلاوي المشيد من الآجر يحوي ثلاث شقق سكنية فضلا عن المطعم، قد انهار كليا وتضررت المباني المجاورة المتهالكة والمتداعية. وقال شهود عيان إن المبني مكتظ بالسكان. علي صعيد آخر اعتبر المحامي السابق للرئيس العراقي صدام حسين بديع عارف قرار «الانتربول» بالقبض علي رغد صدام حسين غير قانوني وغير مقبول، مشيرا إلي أن هذا الطلب كان قد طلب قبل ثلاث سنوات ورفض، وبمجرد رفضه سابقا لا يجوز قانونيا إعادته. من جهة أخري بث موقع الكتروني أمريكي شريطا مصورا يظهر مقتل 12 مدنيا بينهم صحفيان عراقيان اثنان كانا يعملان لوكالة رويترز للأنباء بنيران الجيش الأمريكي في العراق عام 2007 . ويظهر الشريط مقتل أحد عشر مدنيا بينهم الصحفيان نمير نورالدين وسعيد شماغ وإصابة طفلين بنيران مروحية أباتشي تابعة للقوات الأمريكية أثناء قيامها بعملية عسكرية في حي بغداد الجديد. وذكر موقع ويكيليكس الالكتروني أن الشريط سرب إليه من قبل عدد من الجنود، وقد استهدفت المروحية الأمريكية عددا من الأشخاص هرعوا لإسعاف أحد الصحفيين المصابين. وطالب نائب رئيس الجمهورية العراقي طارق الهاشمي المسئولين المعنيين بالملف الأمني بإجراء مراجعة شاملة للخطة الأمنية الخاصة بعمليات بغداد والتحقيق في أسباب الإصرار علي استخدام أجهزة كشف المتفجرات التي ثبت عدم صلاحيتها وضرورة البحث عن بدائل مناسبة وطالب الهاشمي بالكشف عن نتائج التحقيقات بشأن الخروقات الأمنية والجهات التي تقف وراءها.