المستشار محمد حامد الجمل - رئيس مجلس الدولة الأسبق، يري أن المحامين الذين يزجون أنفسهم في قضايا ليسوا طرفا فيها هم باحثون عن الشهرة والشو فقط، الجمل الذي انتقد الظاهرة قسم الباحثين عن الشو إلي 3 فئات منهم إما متطرفون فكريا أو متسلقون ووصوليون وفئة ثالثة يعانون أمراضاً نفسية. وقال الجمل في حوار خاص لبعض وسائل الإعلام تخلق من المجرم بطلا كما تحول بعض المحامين إلي نجوم. هل من حق أي محامي أن يقاضي أي شخص حتي وأن كان ليس طرفا في القضية؟ - الدستور منح المواطنين حق التقاضي وأعطي لكل مواطن الحق في الدفاع عن نفسه ولكن هناك من يسيء استخدام هذا الحق، فبعض المحامين يستخدمونه للاساءة للأشخاص خاصة ويتناسون أنهم أقدر الناس علي فهم الدستور والقانون بطريقة صحيحة. هل تري أن بعض المحامين يلجأون إلي القضاء لرفع الدعاوي بغرض الشو الإعلامي؟ - إذا كان المحامي ليس له علاقة مباشرة مع الشخص الذي يقاضيه فهو يريد لفت الأنظار إليه والظهور الإعلامي الذي يسعي إليه خاصة إذا قام برفع دعوي علي شخص مشهور سواء كان فنانا أو كاتبا أو شخصية عامة. هناك من يدعي أنه يدافع عن الوطن أو الدين وأنه يتحدث باسم الشعب ويصحح أوضاعاً عامة فما رأيك؟ - إذا كان هذا هو الهدف الأساسي في رفع الدعاوي القضائية فلماذا لا يقاضون المواطن العادي في الشارع إذا قام بإذاء مشاعر المواطنين فمن الذي أعطي هؤلاء المحامين الحق في الدفاع عن الشعب؟ هل تعتقد أنهم ينتمون إلي منظمات أجنبية أو يعبرون عن فكر معين؟ - هؤلاء المحامون ينقسمون إلي ثلاثة انتماءات فمنهم من ينتمي إلي فكر معين كأن يكون متطرفا أو متعسفا وأصحاب هذا الفكر يتصورون أنهم يدافعون عن الدين أو الحضارة أو عن مجتمع بأكمله ويهدفون إلي تحقيق حماية لهذه المبادئ بغض النظر عما إذا كانت صحيحة أو غير ذلك، في حين أنهم من الأشخاص الذين يجب أن يسجل عليهم علامات استفهام كثيرة وقد تجد معظمهم غير مثقف علي الإطلاق وإذا تحدثت معه في قضية عامة تجده يجهل الكثير منها نظرا لقصر إدراكه واقتناعه بأنه فقط من يفهم في كل شيء ومن حوله لا يعلم أي شيء لذلك فمعظمهم ينتمي لفكر متطرف متعصب لا يقبل الجدال أو المناقشة الموضوعية ويبذل أقصي جهده في سبيل الدفاع عن هذا الفكر. أما النوع الثاني فهم من ينصبون أنفسهم كمتحدثين عن المجتمع دون أي توكيل؟ - وهي فئة وصولية ومتسقلة تبحث عن المصلحة الخاصة والشهرة والمال. أما الفئة الثالثة فهم مرضي نفسيين يخيل لهم أنهم صمام أمان المجتمع وحماته ويدمنون حضور الجلسات والمرافعات ويتصيدون الفرص من أجل الظهور الإعلامي وهم أنفسهم يرتكبون أخطاء جسيمة قد تصل إلي حد العمالة والخيانة فمنهم من يطالب بتدخل جهات أجنبية في الأمور الداخلية وهو يعني تماما ويدرك مدي خطورة هذا المطلب وقد ينخدع المواطن في كثير من الأحوال بهذه الفئة من المحامين. ولكنهم يدعون أحقيتهم في اقامة الدعاوي القضائية ضد المشاهير ويلوحون دائما بأنهم يدعمون موقفهم بالمستندات؟ - معظمهم محتالون ونصابون والكثير منهم لديه القدرة علي تزوير المستندات ضد أشخاص أبرياء واقامة الدعاوي القضائية. من وجهة نظرك.. هل وصل الأمر إلي حد الظاهرة؟ - بالتأكيد هي ظاهرة خطيرة حيث أنهم يتلاعبون بالقانون المصري ويفقدونه هيبته أمام العالم وللاسف فإن وسائل الإعلام تساعدهم في تحقيق أهدافهم وتجعل من المجرم بطلاً.