المتحدث الرسمي عن أي وزارة أو هيئة أو منظمة هو واجهتها،وهو مصدر الانطباعات الأولي عنها .. وهو جسر التواصل والاتصال بين أي هيئة او منظمة وجمهورها .. ولذا يعول عليه كثيراً في رسم الانطباعات الايجابية،وفي تسهيل عملية الاتصال .. غير أن هذه الوظيفة في مصر،التي عرفها العالم المتقدم منذ عدة عقود وعرفناها فقط في السنوات الاخيرة، لها شكل آخر،ولها أهداف مختلفة . تتبعت تصريحات وتعليقات بعض المتحدثين الرسميين باسم بعض الوزارات والهيئات في مصر في الأسابيع القليلة الماضية،فوجدت أن معظمها تصريحات تبعث أحياناً علي الصدام . أكثر من قدرتها علي امتصاصه وتؤدي احياناً الي تعميق الفجوة بينها وبين جمهورها أكثر مما تؤدي في بعض المواقف الي تجسير هذه الفجوة،وتؤدي الي تكوين انطباعات سلبية عن الهيئة او المؤسسة أكثر من قدرتها علي تعديل هذه الانطباعات او خلق انطباعات ايجابية .. كثير من المتحدثين الرسميين باسم بعض الوزارات يعتبرون أنفسهم مصدر قوة ونفوذ أكثر منهم مصدر معلومات وتوضيحات وتصحيحات .. بعض من المتحدثين الرسميين يحتاجون الي تأهيل علمي في هذا المجال .. إن أبرز السمات والخصائص التي يجب توافرها في المتحدث الرسمي هو توافر مهارات الاتصال الفعالة .. ليس شرطاً ان يكون خبيراً في الموضوع،وليس شرطاً أن تكون معلوماته الفنية قوية جداً .. ولكن المهم ان تكون مهاراته الاتصالية وقدرته علي النقل وعلي التواصل عالية .. المعلومات الفنية من الممكن للمتحدث الرسمي ان يجمعها بسهولة،وان يفهمها في وقت قصير .. أما مهارات الاتصال فهي تحتاج الي وقت طويل،وتحتاج الي سمات شخصية اخري لا يتم اكتسابها . المتحدث الرسمي لا يجب ان يكون صدره ضيقاً حرجاً،وانما يجب ان يكون صدره متسعاً،ويجب ان يكون متاحاً في أي وقت وفي كل موضوع .. المتحدث الرسمي ليس هو المستشار الصحفي فقط .. وليس هو الخبير الإعلامي،وليس هو المتحدث الجيد فقط .. بل هو كل هؤلاء في رجل واحد.. المتحدث الرسمي هو خبير في عدة مجالات أهمها الاتصال،والعلاقات العامة،وشئون الهيئة أو المنظمة التي يتحدث باسمها .. المتحدث الرسمي هو جسر الاتصال بين جمهورين .. هل رأيتم جسراً يتم فصله في معظم فترات النهار والليل،او عليه كثير من المطبات او غير ممهد بشكل كاف .. هل رأيتم جسراً بهذه المواصفات يرتاده الناس أو يرغبون فيه ؟!