شهدت قاعة "نهضة مصر" بمركز محمود مختار الثقافي، معرضا فنيا مشتركا ضم أعمالا فنية للنحات أحمد جاد والجرافيكية إيمان أسامة، في تجربة فنية تعتمد علي المزج بين أنواع الفنون المختلفة، من خلال نقاط التقاء عند بدايات العمل الفني لدي كليهما، المعرض ضم إلي جوار الأعمال النحتية والأعمال المطبوعة مجموعة من الاسكتشات الخطية للفنانين في مزاوجة للاعدادات الأولية. المعرض كما يقول عنه الفنان تامر عاصم، مدير مركز محمود مختار الثقافي: محاولة لتسليط الضوء علي مدي تقارب النحات والجرافيكي في العملية التنفيذية الإبداعية، من خلال التركيز علي الشق الأساسي المشترك بين هذين المجالين، ألا وهو فن "الاسكتش"، حيث يعتمد أغلب النحاتين والجرافيكيين علي الخط في المقام الأول والذي يشكل الكتلة والتكوين لديهما. قدم الفنان أحمد جاد في المعرض مجموعة من أعماله النحتية، جعل فيها دور البطولة للجسد الإنساني للمرأة في أوضاعها وحركاتها المختلفة، قدمها بخامة البرونز، بلونها الأثير، وعبر عنها بأسلوب يحمل مقدارا من المبالغة في تناول الأطراف طولا وعرضا، معتمدا علي الخط الخارجي في رسم تضاريس تماثيله، من خلال كتل موزونة نراها متناسقة فنيا رغم التفاوت الشديد في أحجامها. شخوص جاد تحمل في ملامحها نوعا من التبسيط والاختزال في رسم ملامح الوجوه وفي تناول الأطراف، مؤكدا في بعض تماثيله علي مفاتن المرأة وشعرها دائما في وضع حركة، وابتعد عن رسم التفاصيل من خلال تناول أجزاء الجسد ككتل، وحافظ علي صحة حركة مفاصل الجسد، وألبس نساءه أزياء غلب عليها الطابع الإغريقي من الملابس الفضفاضة الرقيقة، أكد من خلالها علي تفاعل القماش مع الهواء أثناء الحركة، تتطاير يمينا ويسار تبعا لحركة أبطاله دون أن تظهر ما تحتها، وتقترب ملابسهن تارة أخري من الجسد لتفضح تفاصيل أنوثتهن. وزاوج جاد بين تماثيله وقاعدتها النحتية، جاعلا منها الأرض تقف عليها شخوصه النسائية تارة في وضع الثبوت، وتارة أخري نحسها وكأنها تطير عن قاعدتها متحدية الجاذبية الأرضية، وأحيانا أخري جعلها في وضع الجلوس، تنوعت الخامات المستخدمة في صنع القاعدة بين الخشب والرخام بدرجاتهما اللونية، جاعلا منهما عملا فنيا واحدا لا ينفصلان، كما نوع الفنان بين الملامس في تماثيله لاعبا علي فكرة الناعم والخشن، فقام بصقل أجزاء من تماثيله مؤكدا علي نعومتها مثل بعض أجزاء الملابس، وترك أجزاء أخري علي طبيعتها دون تقيد بالحرفية الشديدة في المحافظة علي استقامتها مما أثري مسطح أعماله. الفنانة إيمان أسامة بدورها، قدمت المرأة بشكل عام كموضوع لأعمالها الفنية المطبوعة، فقدمتها لشخوص نسائية متناولة لها بأسلوب رومانسي، لاعبة علي تداخل وجوه وأجساد شخوصها مع خلفية لوحاتها، التي جاء معظمها مسطحة خالية من التفاصيل الكثيرة لاجتذاب العين نحو أبطال أعمالها، تاركة لأعواد الورود الصغيرة تأكيد التكوين في أعمالها، ونفذتها بأسلوب الطباعة من علي مسطح من الجلد "لينو"، بأسلوب معاكس لمفهوم الطبعة الفنية العادية، فقامت بالطباعة بلون فاتح علي الورق الأسود وجعلت بعضًا أجزاء الجسد دون تفاصيل تاركة لعين المشاهد إكمال بقية تفاصيلها، كما قامت باختيار لقطات للجسد دون أن ترسم كامل أجزائه تاركة "قطوعات" في الأطراف في أسلوب حداثي، وزاوجت الفنانة بين الخط الخارجي لجسد المرأة الذي رسمته أحيانا بخط واحد وأحيانا أخري بأكثر من خط راسما في بعضه عيدان الأزهار تتطاير هنا وهناك. يذكر أن الفنان أحمد جاد حاصل علي بكالوريوس كلية الفنون الجميلة تخصص نحت جامعة حلوان 1971 وانتدب رئيس لقسم النحت كلية الفنون الجميلة الأقصر جامعة جنوبالوادي منذ 1996 ، ثم رئيس لقسم النحت بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان عام 2003 . أما الفنانة إيمان أسامة فقد حصلت علي بكالوريوس كلية الفنون الجميلة من قسم الجرافيك - 1999، وتعمل مدرس مساعد بقسم الحفر بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة.