رغم المؤشرات الجيدة التي تبدو عليها الساحة الداخلية للحزب الوطني التي ظهرت في أعقاب مؤتمره الأخير حول ظاهرة عدم الالتزام الحزبي إلا أن البعض أبدي تخوفه من تكرار التجربة بعد عدد من المؤشرات التي اعتبروها سلبية وبدأت تلوح في الأفق عقب فتح باب الترشح في الانتخابات التكميلية لمقعد الفئات بالجمالية. فضلاً عن بعض قواعد الحزب الوطني "المبكر" علي انتخابات مجلس الشعب رغم اقتراب انتخابات التجديد النصفي للشوري السابقة لها الذي عكس مدي شراسة معركة 2010 البرلمانية إذ تزامن مع الاستعداد للانتخابات البرلمانية مطالبات حزبية بضرورة ترشيح القيادات التنظيمية والتي تمنعها اللائحة الحزبية. وطرحت دائرة الوزير السابق محمد إبراهيم سليمان "الجمالية" العديد من التساؤلات حول مدي قدرة الحزب علي تجاوز أزمة برلمان 2005 والقضاء علي ما عرف وقتها بظاهرة "وطني - مستقل". وكشفت تحركات بعض القيادات عن حالة من عدم الالتزام الحزبي حيث تقدم للترشح من أعضاء الحزب ما يزيد علي 20 مرشحاً الأمر الذي اضطر القيادات لفتح الدائرة حتي لا يتهمون بالاستعانة بنواب الباراشوت. وعدم اختيار مرشح من خلال المجمع الانتخابي الذي يعد من أهم آليات الحزب في اختيار المرشحين. جدير بالذكر أن اللائحة تحذر ترشيح الأمناء للانتخابات البرلمانية وغيرهم من أعضاء التنظيم حتي لا يؤدي ذلك لصراعات حزبية خاصة وأن المجمع الانتخابي مشكل أصلاً من تشكيلات هذه الأمانات ويخضع المرشح لهم في التقييم النهائي. وفي سياق متصل قال لنا محمد هيبة عضو الأمانة العامة للحزب الوطني وأمين الشباب أن الحزب لن يسمح بتفتيت الأصوات مجدداً في برلمان 2010 كما حدث في 2005 وسيحاسب كل من يلجأ لهذا الأسلوب الذي أدي لوصول 88 نائباً إخوانياً للبرلمان واصفاً فكرة عدم ترشيح الكوادر التنظيمية في الانتخابات البرلمانية بالجيدة والتي تنتهي لاختيار عناصر يوجد اجماع حقيقي عليها. وأضاف هيبة نسعي لتكوين حزب واحد وعلي قلب رجل خاصة في ظل المعايير التي تم تحديدها سلفاً لاختيار المرشح والتي لا تخرج عن الشروط الموضوعية كحسن السمعة والقدرة علي القيام بعمل جماهيري وطالب بضرورة أن يتمهل أعضاء الحزب لأن من يتمسك بموقعة التنظيمي سيتركه في وقت ما ويمكنه خوض أي انتخابات برلمانية.. مستطرداً أن الحزب سيكون له مواقف صارمة إزاء من لا يلتزمون بقراراته. وبينما أوضح جمال حنفي أمين المجالس الشعبية والمحلية بالقاهرة أن الاستعداد للشوري بدأ بتنظيم نواد سياسية علي مستوي الأقسام لتفعيل أساليب التعاون والتفاعل بين التنفيذيين والشعبيين مع القيادات البرلمانية ولمناقشة مشكلات الوحدات المحلية تمهيدًا لعرضها علي قيادات المحافظة، بات من الملاحظ أن عدداً من الأمانات الجماهيرية في حالة حراك مكثف في الوقت الحالي استعدادًا لانتخابات التجديد النصفي للشوري. وكان أن بدأت هذه الأمانات في دعم زيادة جولاتها بالمحافظات خلال شهري مارس وابريل استعدادًا لمعركة يونيه المقبل وتستهدف الجولات عقد لقاءات تنظيمية مع الأمانات الفرعية وغيرها من المراكز والأقسام والوحدات الحزبية للترويج لأفكار وبرامج الحزب وانجازاته التي أعلن عنها في المؤتمر السنوي الأخير فيما يتعلق بالنهوض بالفلاح ومحدودي الدخل أو غير ذلك. وتستهدف الجولات كذلك تعريف القيادات القاعدية بخطة التحرك الحزبي خلال الفترة المقبلة من خلال مجموعات عمل تتكون من 50 قيادياً بالحزب، وقال محمد عبدالحليم أمين العمال وعضو الامانة العامة بالحزب.. الجولات تستهدف تعريف القيادات بالانجازات التي تمت خلال ال4 سنوات الماضية بداية من الانتخابات الرئاسية في 2005 وحتي عام 2009 وكذلك آليات الحزب لمحاسبة ومتابعة الأجهزة التنفيذية في استكمال البرنامج الرئاسي حتي الانتخابات المقبلة في 2011 وأضاف: التحركات تستهدف أيضا تدعيم الالتزام الحزبي علي أن تعقبها جولات أخري للدعاية لمرشحي الحزب سواء علي مستوي انتخابات الشوري أو حتي الشعب وأكد أن الجولات ستؤكد ضرورة التمسك بوحدة العمال منعًا لاختراق صفوفهم من العناصر المحظورة التي تتاجر بقضايا الوطن بعيدًا عن القنوات الشرعية.