الاثنين الماضي فجر الزميل الصحفي الشاب والمتميز رضا داود علي صفحات "روزاليوسف" خبطة صحفية من العيار الثقيل، بالكشف عن ست شركات مصرية تستورد لحوم الحمير من باراجواي.. حيث تقوم الشركة المتعاقد معها هناك بخلط لحوم الحمير والخنازير وتصديرها باعتبارها لحوم أبقار فاخرة. وحسب المعلومات التي نشرها الزميل رضا داود فقد دخل البلاد نحو 811 طنًا من تلك اللحوم، لكن المسئولين في مصر كالعادة يصرون علي أنها لحوم مطابقة للمواصفات بما يعني أنها لحوم أبقار وليست لحوم حمير، لكن تلك اللحوم التي دخلت مصر خلال شهر ونصف الشهر نزلت إلي الأسواق، واشتراها المواطنون، وطبخوها، وتناولوها، وهضموها، وبالطبع لا يمكن تحليل ما في جوف الناس لمعرفة هل أكلوا لحوم الحمير.. أم لا! وبالطبع لا توجد تقنيات لدي وزارتي الصحة والزراعة لتحليل اللحوم بعد هضمها، لأن الأمر يتجاوز صلاحيات الوزارتين ويدخل في إطار وزارات أخري مهتمة بتحليل الأصوات، يعني تسجيل صوت كل من أكل لحوم الحمير وتحليله، ومعرفة التغييرات التي طرأت عليه وهل وصل الناس إلي مرحلة النهيق.. أم لا؟! عمومًا هذا الموضوع يكشف عن أننا فعلاً نعاني أزمة حمير مستجدة، فمن قبل لم نكن نحتاج لاستيراد لحوم الحمير، لأن السادة الكبابجية هرونا كباب كلابي وحميري، لسنوات وكان يتم اكتشافه بالصدفة، ولم يؤد ذلك إلي حدوث مشاكل صحية للمواطنين.. لكن يبدو أننا قد قضينا علي الثروة القومية من الحمير، ولم يعد لدينا حمير كافية لذبحها وبيعها، فأصبحنا نلجأ إلي استيراد لحوم الحمير من باراجواي. وحتي الآن لا توجد معلومات موثقة من هيئة الخدمات البيطرية تقارن بين الحمير المصرية ونظيرتها الباراجوانية، لكن كشف الزميل رضا داود عن لحوم الحمير المستوردة، سيجعلنا نهتم بهذه الفصيلة من الحيوانات ونجري دراسات مقارنة بين حمير مصر وحمير العالم كله، خاصة أن الحمار المصري علي ما يبدو قد أصابه الهزال، وأصبح غير صالح للذبح، ولا يدر كميات وفيرة من اللحوم الأمر الذي يستدعي البحث عن بدائل أخري.وحسب صديق مرشد سياحي يجيد الإسبانية، وسافر إلي أمريكا اللاتينية عدة مرات فإن هذه القارة التي كانت شريكة لنا في زمن التحرر من الاستعمار في الستينيات، لا تزال بها مساحات شاسعة من غابات الأمازون، التي توفر مراعي طبيعية مناسبة لجميع الحيوانات، مما يعني أن الحمير المستوردة من هناك لا تزال تتغذي علي أعشاب طبيعية بعيدة عن التلوث والمبيدات المسرطنة، ومياه الصرف الصحي التي تروي منها الزراعات المصرية.وحسب هذا الصديق فإن الحمار المستورد من باراجواي لا يزال بخيره، ورغم أنه لم يجرب طعمه في الطبيخ أو مشوي، فإنه بالتأكيد لذيذ وصحي ويستوفي الشروط الصحية والبيئية.. وقد سبق أن أكلنا الطيور الجارحة أيام الأمن الغذائي في السبعينيات والثمانينيات ولم يحدث أي شيء.. لا للمواطنين.. ولا لرجال الأعمال الذين ربطوا معدة المصريين بكل الحيوانات والطيور في العالم حتي لا يفوتنا أي شيء!