بعض الناس يشاطروننا الحياة ويرحلون دون أثر وبعضهم يمكث بها لبعض الوقت ويخلف بصمته علي قلوبنا ..الصدفة وحدها جمعت نهال وفيفيان وجعلت منهما دليلا للآخر في الطريق نحو المستقبل. فيفيان منير ميخائيل جرجس من أهالي الإسكندرية تحدثنا عن صديقتها نهال فتقول: أن بداية تعارفهما كانت عندما اتخذت قرارا باعتزال الطب بعد ممارسته لمدة 6 سنوات وقررت الاتجاه نحو عالم الموضة وتصميم الأزياء حيث كانت تعشقها منذ كان عمرها 12 عاما وكانت تقرأ عن تاريخها وتتابع أخبارها ومن ثم عملت كمصممة في الشركة الألمانية للأطفال أزياء العلامة التجارية في الاسكندرية. وفي أحد المراكز التعليمية تعرفت علي نهال وهي علي حد وصفها موهبة استثنائية تبدع في رسومها وتصميماتها علي درجة عالية من الدقة والوضوح بحيث تشعر بالصور تحدثها عن الفكرة من خلال التصميم كذلك وشاهدت لها لوحات مشروع تخرجها في كلية الفنون الجميلة والمستوحاة من العصر الروماني وهي مزيج من الألوان الجميلة، والتفاصيل، وواقعية مغطاة بهالة من الخيال الجميل موهبة حقيقية بهرت جميع من بالمركز وتصميماتها كانت إلهاماً لنا جميعا لنقدم الأفضل. وتضيف فيفيان قائلة: علي الرغم من صغر سنها إلا إنني كنت كالتلميذة أمامها استمع إليها واتبع ارشاداتها حيث لم يحالفني الحظ للدراسة في فنون جميلة وانما اتجهت للطب فرغبت في تعلم مافاتني واعتقدت أن الله بعثها لي لكي تقوم بهذه المهمة خاصة انها عملت لفترة ضمن هيئة التدريس بكلية الفنون الجميلة قسم الديكور.. من هنا تعرفت إلي شخصها أكثر فهي شخصية شجاعة نشيطة ودءوبة علي إنجاز عملها ووضع اللمسات النهائية لأي مشاريع لها شخصية إيجابية واجتماعية تنصت إلي إذا ما احتجت للحديث وتفهمني دونه لاتمنح ألقابا للأشخاص السيئين ودائما ماتمنحهم مبررا وعذرا للجميع ابتسامتها أجمل ما يميزها وتنشر البهجة حيثما وجدت. وتؤكد فيفيان ان لنهال موقفا مؤثرا في حياتها حيث أنها بثت فيها الحماسة لكي تتخذ موقفا ايجابيا تجاه عملها الحالي وفي حياتها الخاصة علي الرغم من فارق السن إلا إنها لا تتخيل حياتها بدونها. أما نهال حمص 23 سنة فتقول أنها من أسرة عاشقة للفن لم تعترض دراستها او إمتهانها له علي العكس هيأت لها البيئة المناسبة لكي تنفس عن موهبتها بشتي الأشكال من دراسة للديكور ومن بعده دراسة للتصميم والأزياء وعلي الرغم من ذلك تقول: كنت بحاجة لدعم من نوع آخر دعم صديق يؤمن بي وفي الحقيقة لم اجد أفضل من فيفيان حيث جمعنا عشقنا للموضة والأزياء ودفعنا نحو صداقة حقيقية حيث يسعي كل منا لرفع قدرات الآخر ليصبح الأفضل في مجال يحبه ويعشقه. تكمل قائلة: من اكثر المواقف التي أذكرها لفيفيان موقفها مني عندما علمت بالمسابقة التي نظمها مركز التصميمات والموضة المصري بالتعاون مع معهد برجو بإيطاليا لاختيار أفضل خمسة تصميمات للعرض بباريس ويشارك بالمسابقة جميع طلبة الكليات الفنية والمهتمين بخطوط الموضة علي مستوي مصر في الحقيقة كنت اخشي التجربة ولم أشأ أن أخوضها لولا فيفيان التي أصرت علي دخولي المسابقة لأنها ستكون فرصة جيدة لظهوري في هذا المجال حتي لو لم تكن تصميماتي هي الأفضل وبالفعل فزت بالمركز الأول من بين أكثر من 100 مشارك كانت واثقة من ذلك ومؤمنة بكل خطوة أخطوها نحو المستقبل.