من ساعة ما ابتديت أكتب مقالة ف صفحة المسرح ف »روز اليوسف« وأنا اكتشفت فيا حقيقتين كانوا غايبين عني طول عمري.. الحقيقة الاولي هي... اني رغاي قوي... وأول ما ابتدي اكتب محدش يقدر يشيل القلم من إيدي بسهولة... والثانية هي الكرم المبالغ فيه والإيد الفرطة... يعني الصفحة تطلب مقالة سبعميت كلمة هوب يلاقوا ف ايديهم مقالة الف كلمة... وطبعا من ادبهم يتكسفوا يقولولي اختصرها شوية... المهم هذا الاسبوع يا سادة لا صوت يعلو فوق صوت كرة القدم... والفوز العظيم... مبروك... الله يبارك فيكم... ميرسي... فدعونا نترك المسرح ابو ستارة وكمبوشة وملقن وممثلين وكده ونكتب عن مسرح الاحداث... طالما الاعمال الموجودة علي المسرح كلها من موسمين تلاته اربعة واتكتب عنها كتير.. هذا الاسبوع يا سادة شوفنا اجدع عمل درامي قدم خلال السنوات الماضية... قدمتهولنا فرقة المنتخب القومي لكرة القدم من اخراج المخرج القدير حسن شحاتة وبطولة جدو وعصام الحضري وأحمد فتحي واحمد حسن ووائل جمعة (كاست ضخم طبعا ولا كوفاديس ف زمانه) ساعد في الاخراج شوقي غريب انتاج سمير زاهر للإنتاج الفني... والعمل ده إنتاج ضخم علي فكرة وده هتلاحظه لو بصيت في المدرجات وشفت كم المجاميع اللي بتشجع في الاستاد... ده غير تكلفة التصوير بره مصر يعني الاستاذ سمير زاهر ماسترخصش وقال نأجر الصالة المغطاة بإستاد القاهرة ضغطا للتكاليف.. لا.. سافر وسفر كاست ومجاميع وكله... وقدم لنا عملاً رائعاً.. متنوعاً.. مليئاً باللحظات التراجيدية (راجع مشهد شاوشي حارس مرمي الجزائر ورد فعله بعد الهدف الاول لمنتخب مصر في مرماه) وايضا اللحظات الكوميدية (راجع مشهد نفس اللاعب ورد فعل وجهه ووجوه زملائه بعد اكتشافهم جراءة الحكم عندما طرد حارس المرمي المذكور) ومش هاكلمكم عن لحظات العنف والاكشن والاثارة (مشاهد شناكل ومقصات وتنصيص وكيعان وبونيات تلقاها كباتن مصر في نفس المباراة المذكورة) ثم مشاهد الفخر والزهو والانتصار الكبير ودي مشاهد اتكررت في هذا العمل الفني عدة مرات بعد نيجيريا وموزمبيق وبينين والكاميرون والجزائر وغانا (ياخبر ابيض بقي احنا كسبنا كل دول) ثم المشهد العظيم اللي صور منفصلا في مصر بطولة الشعب المصري البديع العظيم في لحظات الانتصار ثم مشهد النهاية والاولاد واصلين مطار القاهرة وبيترموا ف حضن ابوهم ويهدوله الكأس ولا تأتي بعد هذا المشهد البديع كلمة النهاية المعتادة في نهايات الاعمال الفنية انما تظهر علي الشاشة لوحة (معتادة ايضا) مكتوب عليها... البداية... ثم تستمتع بفخرك ببلدك ووطنك وانتصارك ولا يعكر صفو هذا الاستمتاع طبعا الا اخوانا المحبطين اللي يجولك وانت ناطط م الفرحة وبتقول هيييييييييييه.. ويقولوا.. علي ايه؟ ده حياله ماتش كورة.. الدور والباقي عالعلوم والتكنولوجيا والطب... وعلي رأي المثل المحبطين بيشجعوا المنتخب واحنا معاهم... فلو احنا عبط.. هنسمع البقين دول نقوم نقع علي جدور رقبتنا وماتقوملناش قومة ونعمل فيلم مملكة الاحباط بقي... ولو احنا متفائلين هنواجه الاحباط ونشوف النصر ده وراه ايه.. ونحاول نحسن اي مجال حاسين اننا متأخ رين فيه... وراه ايه بقي يا عم الفتك؟.. اقولكم.. وراه تعب وشقا وتدريب وجدية وانتظام وعرق وايمان وشكل تدريبي مستند علي العلم (اه.. ماهي مش دورة كورة شراب) وصلونا في المجال ده للقمة ف قارتنا... فكركم بقي لو هذه الصفات وجدت ف طبيب ف مهندس ف مخرج ف ممثل ف عالم مش هيوصل للقمة؟... المصري بديع بس لو اتحط ف المناخ الصحي المناسب.. يكسر الدنيا.. قوووم... من كل نصر نحققه ف اي مجال نشوف نطلع منه بإيه... وراه ايه.... بتوع مسرح احنا؟ طيب... نطبق إزاي بقي خريطة السعادة اللي حصلت طوال الاسبوعين دول علي مهنتنا... نحط النصر ده هدف لينا إزاي؟ نتمني نحقق نفس السعادة والبهجة والفخر للناس الطيبة دي زي ما عملوا بتوع الكورة إزاي؟ نستغل طاقة الابداع والرغبة ف التحقق اللي حصلت للملايين دي إزاي؟ نشوف مشاكلنا ايه ونبتكر حلول لدفعها عنا... الابتكار هو السر... وهو رعب المشاكل... بمعني ان المشكلات تخشي المبدع المبتكر يا سادة لانه باقل الامكانيات وباستخدام ذهنه المبدع بيقدر ينتصر علي اي مشكلة تواجهه وهو واثق الخطوة يمشي ملكا... يعني هاتقول للمبتكر تسويق هيلاقيلك حلول تخللي مصر كلها تخبط علي باب مسرحك وببلاش... هاتقول له تكاليف انتاج هايقولك بطلت بقي موضة الكتل والبلوكات الخرسانية الضخمة احنا مش بنبني عمارة يا عم الحاج... هاتقوله نجم هايقولك العمل هو النجم ومش العكس... هاتقول له نصوص... هيجمعلك كل اعمال المؤلفين المخضرمين والشباب والعالميين ويحطهملك علي مكتبك ويقولك خير ربنا كتير... امال اييييييييه؟... فيه اييييييييه؟ المشكلة فيييييييييين؟ يا اخوانا اتفائلوا شوية.. علشان تعرفوا تبدعوا.. يا جماعة انبسطوا افرحوا افخروا ولا تيأسوا ابدا محدش يقول انا سني كبر عالابداع واديكو شفتوا.. ده حتي جدو.. الراجل الكباره جاب اجوان قد ايه... سلام بقي (ملحوظة ... آخر جملتين دول تحس ان اللي كاتبهم واحد سمع بطولة افريقيا ف الراديو) (تذييل... والنبي سمعنا احلي.. يا بلادي يا اغلي البلاد يا بلادي... لحد... اصله ماعداش علي مصر......) مش قلتلكوا رغاي .