العمل الأهلي الفلسطيني: لا يوجد تحصينات للأطفال ويتم المفاضلة بين المرضى بغزة    طلبة: المنتخب حقق المطلوب أمام بوركينا فاسو    ضبط شخص يدير كيانًا تعليميًا وهميًا في الإسكندرية    سعر الريال السعودى اليوم الجمعة 7-6-2024 فى البنوك المصرية    استعدادا لعيد الأضحى، محافظ أسوان يوجه بطرح خراف وعجول بلدية بأسعار مناسبة    هشام آمنة: تنفيذ 5130 مشروعا ضمن برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر    محافظ أسوان: طرح كميات من الخراف والعجول البلدية بأسعار مناسبة بمقر الإرشاد الزراعي    مبادرة كلنا واحد توجه قافلة إنسانية وطبية للبحيرة    ذا جارديان: "حزب العمال البريطانى" قد يعلن قريبا الاعتراف بدولة فلسطينية    خلاف داخل الناتو بشأن تسمية مشروع دعم جديد لأوكرانيا    ماكرون يرحب بزيلينسكي في قصر الإليزيه    المتحدة للخدمات الإعلامية تعلن تضامنها الكامل مع الإعلامية قصواء الخلالي    واشنطن تطالب إسرائيل بالشفافية عقب غارة على مدرسة الأونروا    التعليم العالي: إدراج 15 جامعة مصرية في تصنيف QS العالمي لعام 2025    لوكاكو يكشف إمكانية إنتقاله للدوري السعودي في الموسم الجديد    «الأطباء» تكشف تفاصيل إدراج «الدراسات العليا للطفولة» ضمن التخصصات الطبية    إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بالطريق الدائري بالقليوبية    تعليم البحر الأحمر تنهي استعداداتها لامتحانات الثانوية العامة    ضبط 136 مخالفة فى المخابز والأسواق بتموين الدقهلية    الموقع الرسمي ل نتيجة الشهادة الإعدادية محافظة القليوبية 2024 الترم الثاني (تظهر خلال ساعات)    "يارايحين للنبي الغالي".. انطلاق رحلة 309 حجاج من أسيوط إلى مكة المكرمة    حريق يلتهم محل أدوات منزلية شهير في الشرقية    مسار العائلة المقدسة فى أرض مصر.. الطريق من سيناء إلى أسيوط.. صور    خالد جلال ناعيًا محمد لبيب: ترك أثرًا طيبًا    سلوى عثمان تكشف مواقف تعرضت لها مع عادل إمام    هيئة البث الإسرائيلية: عودة الرصيف الأمريكى العائم للعمل قبالة سواحل غزة اليوم    روسيا: موسكو ستدافع عن نفسها بكل السبل وسط تهديدات الغرب بالصراع الأوكرانى    تعرف على فضل صيام التسعة أيام الأوائل من ذي الحجة    صيام العشر الأول من ذي الحجة 2024.. حكمها وفضلها والأعمال المستحبة بها    قافلة طبية مجانية بقرى النهضة وعائشة في الوادي الجديد    رئيس «الرقابة والاعتماد»: معايير الجودة تؤسس لنظام صحي تقل فيه الأخطاء الطبية    إشادات صينية بتطور النقل البحري والسكك الحديدية في مصر    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 7 يونيو 2024.. ترقيه جديدة ل«الحمل» و«السرطان»يستقبل مولودًا جديدًا    مرسى جميل عزيز l ملك الحروف .. و موسيقار الكلمات    مداهمات واقتحامات ليلية من الاحتلال الإسرائيلي لمختلف مناطق الضفة الغربية    الإسكان: تم وجارٍ تنفيذ 11 مشروعًا لمياه الشرب وصرف صحى الحضر لخدمة أهالى محافظة مطروح    ارتفاع حجم التجارة الخارجية للصين بواقع 6.3% في أول 5 أشهر من 2024    خبراء عسكريون: الجمهورية الجديدة حاربت الإرهاب فكريًا وعسكريًا ونجحت فى مشروعات التنمية الشاملة    الأخضر بكامِ ؟.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري في تعاملات اليوم الجمعة 7 يونيو 2024    منتخب السودان يتصدر مجموعة تصفيات كأس العالم على حساب السنغال    تفشي سلالة من إنفلونزا الطيور في مزرعة دواجن خامسة بأستراليا    افتتاح المهرجان الختامي لفرق الأقاليم ال46 بمسرح السامر بالعجوزة غدًا    مفاجأة.. دولة عربية تعلن إجازة عيد الأضحى يومين فقط    سيد معوض: هناك لاعبين لعبوا المباراة بقوة وبعد نصف ساعة كانوا بعيدين تمامًا    الأوقاف تفتتح 25 مساجد.. اليوم الجمعة    رغم الفوز.. نبيل الحلفاوي ينتقد مبارة مصر وبوركينا فاسو .. ماذا قال؟    الصيادلة: الدواء المصري حتى بعد الزيادة الأرخص في العالم    ما قانونية المكالمات الهاتفية لشركات التسويق العقاري؟ خبير يجيب (فيديو)    أمين الفتوى: إعداد الزوجة للطعام فضل منها وليس واجبا    «صلاة الجمعة».. مواقيت الصلاة اليوم في محافظات مصر    مجلس الزمالك يلبي طلب الطفل الفلسطيني خليل سامح    عيد الأضحى 2024| أحكام الأضحية في 17 سؤال    ساتر لجميع جسدها.. الإفتاء توضح الزي الشرعي للمرأة أثناء الحج    غانا تعاقب مالي في الوقت القاتل بتصفيات كأس العالم 2026    حظ عاثر للأهلي.. إصابة ثنائي دولي في ساعات    إبراهيم حسن: الحكم تحامل على المنتخب واطمئنان اللاعبين سبب تراجع المستوى    في عيد تأسيسها الأول.. الأنبا مرقس يكرس إيبارشية القوصية لقلب يسوع الأقدس    بمكون سحري وفي دقيقة واحدة .. طريقة تنظيف الممبار استعدادًا ل عيد الأضحى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جويدة‏:‏ أحب قصائدي لم أكتبها بعد

بدأ حياته الصحفية وهو طالب في مجلة روز اليوسف‏,‏ وبسبب إثارته لقضايا فساد واختلاس أموال في شركات القطاع العام استدعاه سامي شرف بأمر من الرئيس عبدالناصر للتحقيق معه‏. بعدها بدأت علاقته بالصحافة الاقتصادية ثم انتقل إلي الأهرام بعد مشاجرة عنيفة مع الشيوعيين عقب النكسة اضطر معها لترك مجلة روز اليوسف‏.‏
فاروق جويدة فارس القصيدة العربية يري أن الشعوب هي التي تصنع الطغاة‏,‏ وأن الحجاج نموذج للديكتاتور العربي في كل زمان ومكان‏,‏ ويعتبر نفسه في خصومة مع قصيدة النثر ويراها بلا أب شرعي‏,‏ وليس لها شهادة ميلاد‏..‏ أما قلبه فحزين علي واقع الثقافة الحالي ولا يري مبررا لبقاء فاروق حسني طوال‏25‏ عاما علي سدة وزارة الثفافة‏.‏
مع فاروق جويدة ركبنا سفينته لنخترق بها عباب الأمواج الهائجة في بحوره ومحيطاته التي هي بلا شطآن‏,‏ وكانت تلك هي البداية‏:‏
أين كانت بداية الطريق‏..‏ روز اليوسف أم الأهرام؟
‏‏ قبل أن أعمل بالأهرام عملت في مجلة روز اليوسف وكنت وقتها طالبا بالجامعة وظللت أعمل بها دون أجر ثلاث سنوات حتي عام‏1967‏ وتركتها بعد النكسة مباشرة‏,‏ وخلال هذه الفترة كشفت عن قضايا فساد وتهريب لأموال القطاع العام واختلاس للمال العام فاستدعاني مكتب سامي شرف بناء علي طلب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بعد سلسلة مقالات في روز اليوسف عن اختلاس مبلغ‏142‏ ألف جنيه وتم إرسالي للتحقيق معي لمدة شهر وكنت أذهب إلي المحقق يوميا‏,‏ وكونت صداقة مع الشباب الموجودين في إدارة التفتيش التي تتولي الرقابة علي القطاع العام وكانوا يكتبون تقارير عن مصائب هذا القطاع‏,‏ فتم نقلها من مصادرهم‏!‏
وفي تلك الفترة جمعت تقارير خطيرة جدا عن القطاع العام لكني لم أتمكن من نشرها إلا في عام‏1975‏ في مقالات بعنوان أموال مصر‏..‏ كيف تهرب؟‏.‏
وكانت آخر ليلة لي في روز اليوسف هي ليلة النكسة فلم أكن أصدق أننا هزمنا فانفلتت الأعصاب وتشاجرت مع فتحي خليل والصحفيين المنتمين للتيار الشيوعي‏,‏ وبعد ذلك سألني الدكتور خليل صابات أستاذ الصحافة بجامعة القاهرة إن كنت أرغب في العمل كمعيد بالجامعة أم أذهب للعمل في الأهرام فاخترت الأهرام‏,‏ وقابلت الأستاذ ممدوح طه الذي قدمني فيما بعد للأستاذ محمد حسنين هيكل وبعد ستة أشهر من العمل بدأت أعمل محررا اقتصاديا مع الأستاذ إبراهيم نافع وكان ذلك في يونيو‏1968,‏ وبعد عامين سافر نافع للعمل في البنك الدولي فتوليت رئاسة القسم الاقتصادي لمدة ثلاث سنوات‏,‏ ثم عملت مع الأستاذ يوسف السباعي سكرتير تحرير مركزي‏,‏ وكانت هذه نقلة كبيرة جدا‏,‏ وانضممت بعدها إلي عضوية مجلس التحرير‏.‏
‏وماذا عن فترة الأستاذ هيكل؟
‏ اختلفت معه سياسيا ومازلت لكنه من الناحية المهنية نموذج للصحفي المحترم المؤثر بفضل علاقته مع السلطة‏,‏ كما أنه أرسي دعائم هيبة الصحافة خاصة الصحفيين بالأهرام‏.‏وأذكر أنني شاركت بعد النكسة في مؤتمر لاتحاد العمال العرب وكان يحضره ممثلون عن الدول العربية وكانوا يزايدون علي مصر بعد النكسة‏,‏ وكنت أحضر جلسات اللجنة السياسية التي كانت أهم اللجان‏,‏ وكان محظورا نشر ما يجري فيها فكتبت عن الخلافات والمشكلات والشتائم‏,‏ فاكتشفوا أنني صحفي‏,‏ وفوجئت بالشرطة تقبض علي والتحقيق معي وبمطالبتي بتسليم المادة التي كتبتها فاتصلت بالأستاذ ممدوح طه الذي أبلغ هيكل الذي تحدث مع علي صبري فتم الإفراج عني وفي ثاني يوم نشرت الموضوع علي صفحة كاملة في الأهرام‏.‏
الحرب الأهلية
‏وما أهم سبق صحفي انفردت به في الأهرام؟
‏بعد تعييني بستة أشهر قامت الحرب الأهلية في نيجيريا فسافرت إليها علي مركب تابع لشركة النصر للتصدير والاستيراد وكان المركب مليئا بالثعابين والفئران‏,‏ وظللت في نيجيريا ثلاثة أشهر غطيت فيها أحداث الحرب والتقيت مع الرئيس يعقوب جون وأجريت معه حوارا نشر في الأهرام علي صفحة كاملة‏,‏ وكان أول موضوع ينشر لي بعد تعييني بالأهرام‏.‏
الصفحة الثقافية
‏وكيف اتجهت إلي الثقافة؟
‏في أكتوبر‏1978‏ طلب مني الأستاذ علي حمدي الجمال إعداد صفحة ثقافية وكانت الأولي من نوعها في الصحافة العربية كلها‏,‏ وكنت أعدها يوميا بمفردي حتي تم تشكيل مجموعة عمل برئاسة الأديب الكبير توفيق الحكيم وعضوية الأساتذة حسين فوزي ولويس عوض وثروت أباظة والفنان صلاح طاهر وعقدنا أول اجتماع لتنظيم عمل الصفحة ولم يعقد بعدها أي اجتماع فسألني الجمال‏:‏ ماذا فعلت؟ فقلت له ما حدث فطلب مني عمل الصفحة‏,‏ ثم قدمت له تصورا أعجبه وبعد شهرين قدمت له‏30‏ صفحة كاملة بالعناوين أولاها كانت مع توفيق الحكيم والثانية مع الدكتور حسين فوزي والثالثة مع الموسيقار محمد عبدالوهاب‏,‏ وهكذا بدأت الصفحة قوية فنشر لها الجمال إشارة بالصفحة الأولي‏,‏ واستطعت إدخال جيل من الكتاب لم يكن يكتب من قبل ل الأهرام مثل د‏.‏ سمير سرحان ومحمد عناني وعبدالعزيز حمودة وخيري شلبي ومجيد طوبيا وجمال الغيطاني وصبري موسي‏.‏
الشعر
‏وأين الشعر من كل هذا؟
‏في ذلك الوقت نشرت ديوانين أحدهما بعنوان أوراق من حديقة أكتوبر قدمني فيه الأديب الراحل توفيق الحكيم‏,‏ ولم أحصل من الناشر علي أي أموال لكني حصلت علي‏200‏ نسخة وزعتها علي المعارف والأصدقاء والقراء‏,‏ ووزع الناشر‏700‏ نسخة‏.‏
‏وهل هذا الرقم كان مقبولا في التوزيع وقتها؟
نعم خاصة أنني كنت جديدا علي الوسط الثقافي‏,‏ وبعدها نشرت لي قصائد في بعض المجلات ومنها الهلال حيث كنت علي صلة وثيقة مع الشاعر صالح جودت‏,‏ ووقتها نشر في الأهرام إعلان عن مجلة الهلال وبه إشارة إلي اسمي ضمن عنوان‏:‏ اقرأ لهؤلاء الشعراء‏..‏ فسألني الأستاذ هيكل عن شاعر بنفس اسمي يكتب في الهلال‏,‏ فأنكرت أنني أعرفه‏,‏ ثم دخلت إليه بعد ذلك بديواني الذي قدمه توفيق الحكيم واعترفت له بأنني نفس الشاعر الذي يكتب في الهلال‏,‏ فقال لي إنه يشعر تجاهي بالذنب‏,‏ وأنه أخطأ عندما جعلني أعمل في الصفحة الاقتصادية لأن ذلك كان علي غير رغبتي‏,‏ لكن الحقيقة أن هذه الفترة أكسبتني خبرة كبيرة وأضافت لشعري بطريقة غير مباشرة‏,‏ وجعلتني أقرب للناس ومشكلاتهم وحياتهم الواقعية‏.‏
عصر العمالقة
‏وكيف كانت علاقتك بالأدباء الكبار في ذلك الوقت؟
‏كنت أذهب إلي توفيق الحكيم في مكتبه بالأهرام فيمليني مقاله لأنني لم أكن أنتظر حتي يكتبه بنفسه‏,‏ وكنت ألتقي في الدور السادس بالأهرام مع كوكبة من نجوم الأدب‏,‏ ومنهم يوسف إدريس وحسين فوزي وإحسان عبدالقدوس ومصطفي بهجت بدوي‏,‏ كما التقيت مع الدكتور عبدالعزيز حجازي وغيره من العمالقة في كل المجالات وحتي في الفن كان لي أصدقاء مثل محمد عبدالوهاب ورياض السنباطي وعبدالحليم حافظ‏.‏
‏18‏ ديوانا
‏وكم بلغ رصيدك من دواوين الشعر حتي الآن؟
أصدرت‏18‏ ديوانا وثلاث مسرحيات والرابعة كانت عن سقوط بغداد وهي إسقاط معاصر عن دخول هولاكو لعاصمة الخلافة العباسية في‏24‏ ساعة وحرق مكتبة بغداد‏,‏ والخيانة‏.‏
صدام حسين
‏حزنك علي سقوط بغداد هل يعني أنك كنت تحب صدام حسين؟
‏حزنت علي سقوط بغداد برغم أنني لم أذهب إليها مطلقا حتي إنني رفضت الذهاب إلي مهرجان شعري بدعوة من عدي صدام حسين برغم أنه كرر دعوته سبع أو ثماني مرات‏.‏
‏ ولماذا اتخذت هذا الموقف؟
‏لأنني كنت أرفض الحرب العراقية الإيرانية‏,‏ وكان هذا موقفا أساسيا لأنني أعتقد أن هذه الحرب كانت لحساب أمريكا وليس للعراق أو إيران‏,‏ وكنت أيضا أرفض أسلوب صدام حسين في التصفيات الجسدية فكتبت دماء علي ستار الكعبة فهاجمتني الصحف العراقية لأنني قدمت الحجاج بن يوسف الثقفي كنموذج للطاغية‏,‏ فقالوا إنني أقصد به صدام حسين‏,‏ والحقيقة أنني لم أقصد به صدام وحده وإنما قصدت به كل الطغاة العرب‏,‏ وجسدت نموذج الديكتاتور العربي‏,‏ وقلت إن الشعوب هي التي تصنع الطغاة‏,‏ وحزني علي سقوط بغداد لأنها تمثل زخما ثقافيا كما أنها ظلت نحو‏500‏ سنة عاصمة للخلافة العباسية‏.‏
الأقرب لقلبي
‏ما أقرب قصائدك إلي قلبك؟
الأقرب هي التي لم أكتبها بعد‏..‏ وللعلم فإنني لا أقرأ أي ديوان قديم لي لأنني مهموم بالمستقبل أكثر من الماضي‏..‏ وفرحتي بالقصيدة الجديدة أكبر من إضافة مائة مليون جنيه إلي رصيدي‏.‏
أنا ونزار
‏وهل الشعر الآن يدر دخلا؟
‏نعم‏!‏ وأنا ونزار وآخرون أعطانا الشعر كما أعطيناه‏,‏ وفي رأيي الشعر أعطاني الكثير أكثر من الصحافة‏.‏
‏وهل الصحافة أسهمت في نجاحك كشاعر؟
‏‏ ربما يكون شعري هو الذي روج لي كصحفي‏,‏ الحقيقة لا أعرف أيهما الذي روج للآخر‏,‏ لكن الصحافة كانت بمثابة نافذة‏,‏ ونافذة مهمة وضرورية‏.‏
الانبهار الأعمي
‏وكيف تري حالة الشعر العربي الآن؟
‏يمر بمحنة‏!‏ فعملية التغريب والنقل من الغرب ومن الثقافات الأخري لابد أن تكون بحساب‏,‏ فأنا ضد أن تأكل الثقافات بعضها بعضا‏,‏ وهذه كارثة العولمة‏,‏ لأن الثقافات الكبري تلتهم الثقافات الأصغر حجما منها تماما مثل مملكة السمك‏.‏وما حدث لدينا هو أن البعض انبهر بالغرب‏,‏ وهو انبهار أعمي يختلف عن الانبهار الواعي الذي يوضح لك الطريق ويحدد لك الرؤية وليس الانبهار الذي يحجب عنك الرؤية والذي تجسد في أمرين أولهما عملية النقل الأعمي للنموذج الغربي في قصيدة النثر‏,‏ والثاني رفض البعض لمنظومة الأديان فهم يهاجمون الدين بالحق والباطل ويهاجمونه في جوهره‏,‏ بينما لا يهاجمون المتطرف أو المتجاوز في طقوسه أو المظهرية والشكلية في الدين‏,‏ فالدين الصحيح واضح‏,‏ والدين الفاسد واضح أيضا‏.‏
مولود أنابيب‏!‏
ما رأيك في قصيدة النثر؟
‏أعتبرها مولود أنابيب‏,‏ وكانت أول محطة تغزوها هي لبنان ومنها انتقلت للشعر العربي‏,‏ ولكن هناك فرقا بين الشعر المصري والشعر اللبناني‏,‏ فأنت تتكلم عن قصيدة مصرية تجسد وطنا محافظا تحكمه تقاليد وأعراف‏..‏ وتتحدث عن شخصية مصرية تراكمية مرت بعصور مختلفة ونهلت من ثقافات كثيرة متنوعة‏.‏أما القصيدة اللبنانية فتجسد مجتمعا مفتوحا أكثر حرية‏,‏ والشخصية اللبنانية شخصية شاطئ‏,‏ وقصيدة النثر كانت ضد القومية العربية‏,‏ ضد العروبة‏,‏ وكان لها بعد سياسي وقد نشأت في منظومة خارج السياق‏,‏ لذا اتسمت بالتمرد علي الإيقاع وتقاليد الشعر العربي‏,‏ والتمرد علي منظومة الثقافة العربية‏.‏
التمرد والشر
‏وهل تري أن التمرد كله شر؟
بالعكس‏,‏ هناك نماذج أعتقد أنها حققت نجاحا وتكاد مواصفاتها تكون أقرب إلي ذوق القارئ العربي فهي ليست صادمة ولا تستخدم رمزا دينيا بصورة سيئة تحت مسمي الإبداع ولا تنتهك حرمة المتلقي‏.‏
هل أنت محارب أم شاعر؟
‏أنا مهمتي كشاعر أن أسعي للجمال والعدل وكل شيء جميل‏,‏ وقد كنت أقرب لقضايا الناس‏,‏ ولا أكتب من خلال سلطة‏.‏
‏متي أحسست برغبة في كتابة مقالات صحفية بشكل مستمر؟
بعد فترة السبعينيات‏.‏
‏ومتي انتقلت من القضايا الثقافية إلي القضايا العامة؟
في السنوات الخمس عشرة الأخيرة وحتي شعري بدأ يمتزج بالسياسة وابتعدت عن الرومانسيات‏,‏ وأنا من الذين كتبوا شعرا سياسيا عن القضية الفلسطينية وحرب الخليج وغزة‏.‏
غضب المسئولين
‏وهل تسبب مقالاتك مشكلات لك؟
‏ نعم‏,‏ أغضبت مسئولين كثيرين‏,‏ وكان يمكن أن تكون علاقتي بالسلطة أفضل لو لم أكن أكتب بهذه الطريقة‏.‏
‏هل أنت نادم علي ذلك؟
لست نادما‏,‏ لأنهم يكتشفون أنني علي حق بمجرد تقويمهم للأمور‏,‏ كما أنني أري أن هناك جدوي وصدي لما أكتبه‏..‏ وعلي الأقل يكفيني أن ضميري مستريح‏!‏
حالة انفلات
‏ما تقويمك لحرية الصحافة الآن؟
‏هناك حالة انفلات في الإعلام بكل وسائله‏,‏ فلا يوجد شيء اسمه حرية مطلقة فالكاتب هو الذي يصنعها‏,‏ ولا تمنح له‏.‏
‏وكيف تختل هذه المنظومة؟
‏عندما لا يوجد هدف‏,‏ وإذا دخلت الحسابات بين الكاتب وقلمه‏,‏ وأنا أقول إن مصر اخترقت إعلاميا‏,‏ والخطأ الأساسي أن الدولة تعلم وتسكت‏,‏ فهي تعلم مصادر التمويل الخارجي والداخلي‏,‏ وذات مرت قلت لأحد الوزراء إن الوزراء أفسدوا عددا كبيرا من الصحفيين‏!‏ فهناك إفساد داخلي من السلطة والإعلام مستهدف لأنه هو القوة الفاعلة وليس الأحزاب أو السلطة أو الثقافة‏.‏كما أن هناك إفسادا من رجال الأعمال ومن الأجهزة المختلفة‏,‏ وفي ظل هذه المنظومة لم يكتف البعض فبدأ يمد يده لعروض أكثر ثراء من الخارج‏.‏أنا مع حرية الصحافة لكنني كاتب لي موقف ولا يمكن أن نقبل التجاوزات في البيت الصحفي‏.‏
الفضائيات
‏لماذا رفضت تقديم برنامج في التليفزيون المصري واتجهت إلي الفضائيات؟
‏هذه ليست المرة الأولي التي يعرض علي فيها تقديم برنامج سواء من التليفزيون المصري أو الفضائيات‏,‏ ولا يعنيني الأجر المعروض‏,‏ وحتي الآن التجربة مجدية ولها تأثير خاصة بعد حلقة العلاج علي نفقة الدولة‏,‏ فالحشد القوي نجح في توصيل الفكرة وتحقيق نتائج أفضل‏,‏ كما أنني أريد أن أقدم في برنامجي نموذج الحوار المتوازن‏,‏ فبعد أحداث مباراة الجزائر اتخذت موقفا ولو كان هناك برنامج أقدمه وقتها لتغير الوضع وسط هذه المهزلة‏,‏ لكنني قدمت موقفي من خلال الشعر‏.‏
تفسير القرآن
‏ما حكاية تفسيرك للقرآن الكريم؟
ليس تفسيرا للقرآن‏,‏ لكنني تمنيت تقديم تفسير جمالي لقراءة القرآن وبعض الآيات الكريمة بها إعجاز لغوي وجمالي‏.‏
‏وهل أنت خائف من هذه التجربة؟
نعم‏,‏ فمنذ عشرين عاما فكرت في كتابة قصيدة تصورت فيها عودة ثلاثة أنبياء إلي الدنيا هم موسي وعيسي ومحمد عليهم السلام‏,‏ وأنهم يرون ما فعله أقوامهم‏,‏ وبدأت كتابة أربعة أو خمسة أبيات ثم ارتبكت‏,‏ ولم أستكملها إلا بعد سنة‏.‏
‏هل تتمني أن تكون وزير ثقافة؟
‏ أتمني أن أظل فاروق جويدة‏!‏
‏هل تري أنه يجب اختيار وزراء الثقافة من الوسط الثقافي؟‏!‏
بالطبع فهناك وزراء أمثال عبدالمنعم الصاوي ويوسف السباعي وثروت عكاشة‏,‏ لكن لم يبق وزير في منصبه دون مبرر‏25‏ سنة‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.