وتمر الايام والاسابيع ويجيء موعد مقالتي لصفحة المسرح بروز اليوسف.. لا اخفيكم سرا اني كنت دايما في الميعاد ده اول كام مقالة بيجيلي اعراض طفولية غريبة.. زي مثلا الرغبة الشديدة في النوم لما يبقي عليك واجب لازم تعمله.. او ادعاء المغص المفاجئ والصداع الشديد لما تبقي مش عايز تروح المدرسة... واخوكم اول ما كانت تظهر عليه الاعراض دي كان يعرف مباشرة ان موعد مقال روز اليوسف قد حان.. الي ان اختفت هذه الاعراض نهائيا وفي الحقيقة انا مش عارف هل اختفاء هذه الاعراض يرجع لان الواحد اصبح اكثر خبرة ام اكثر فلسفة ولا دي اعراض شيخوخة مبكرة الله اعلم.. المهم ما طولش عليكم... قررت اكتب عن المواسم المسرحية.. والمواسم المسرحية علي ايامي.. لما كنت صغير.. من تلت اربع خمس عشر سنين كده.. كانت شتوي وصيفي.. زي الفاكهة كده.. يعني برتقال ويوسفي وبلح وموز لو شتوي او مانجة ومشمش وبرقوق وعنب لو صيفي.. وكله كان تمام والمسرح كان ظريف ولذيذ ومسلي زي الفاكهة بالضبط ولولا ان الفاكهة ما بتثقفش كنت قلت انه كان بيثقفنا زي الفاكهة برضه.. الله امال ايه اللي حصل ؟ اللي حصل يا سادة انه زي ما كل حاجة اتغيرت.. المواسم المسرحية كمان اتغيرت... فبدلا من المواسم الشتوي والصيفي.. بقت المواسم قومي وتجريبي.. وبعد ما كانت المواسم بتبقي علي مدار العام بقت بتيجي وتخلص خلال تلت اربع تشهر.. الموسم الاول موسم المهرجان القومي للمسرح المصري.. يهل شهر يوليو من هنا وهوب.. حمي بقي في كل المسارح وعروض بتخرج ما تعرفش منين وماطرح ماتبص تلاقي مجموعة بتعمل مسرحية.. وخناقات بقي.. انا اللي هاخش القومي.. لا يا حبيبي انا اللي هاخش المرة دي.. ماتبقاش غلس مانت دخلت القومي اللي فات... وتضاء انوار كل خشبات المسارح اللي كمان ما بتبقاش مقضية كمية الانتاج الوفير المفاجئ المباغت لانها ( خشبات المسارح يعني ) بتبقي قاعده يا ولداه بقالها مده ماشافتش ريحة مسرحي واحد.. وكانت لحد امبارح (خشبات المسارح برضه) بتبقي قاعدة تغني الاغنية الشهيرة الحزينة... وحدي قاعدة في البيت... واللي زاد وغطي وجنن خشبات المسارح برضه.. انه اول ما حفل ختام المهرجان القومي يخلص وكل واحد يروح بجايزته.. هوب.. صحرا بقي.. رياح.. فراغ.. خواء... ويا دوبك تيجي خشبات المسارح هتقفل عينها الا ويهل شهر سبتمبر.. شهر الموسم التاني.. موسم مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي.. وكالعادة.. نصرخ جميعا.. اخ.. ده التجريبي جه.. وهوب برضه حمي ف كل المسارح.. ومسرحيات بتطلع ما تعرفش منين.. ميزانيات عروض كتير وماكينات خياطة.. تسألني ليه..اقولك لزوم تفصيل العروض الجديدة اللي تناسب توجه المهرجان او تأييف عروض الموسم الاول (القومي) علشان تبان أنها جديدة في الموسم التاني (التجريبي) وهوب حفل ختام.. جوايز... صمت.. نوم.. ويبدأ العصر الجليدي الجديد.. قصدي الموسم التالت.. موسم البيات الشتوي الطويييييييل.. تجي جنب اي واحد وتهزه كده.. يشوحلك وهو نايم.. تقول له طب مسرحية جديدة طيب.. يلتفتلك وهو يحاول ألا يصحو لانه لو صحي والنوم طار من عينه هايسود عيشتك.. ويروح قايلك الجملة التاريخية الشهيرة.. العروض في التلاجة طلع اي عرض اتصبر بيه لحد ماصحي.. تمام زي ما تطلب العشا من المدام فتقولك اكل الغدا ف التلاجة وعندك الميكروويف علي دراعك اليمين جنب البوتجاز ويستمر الحال حتي اواخر شهر يونيو.. ثم نوبة استيقاظ غير مبررة.. وبعد ما تكون اتهريت معلبات.. قصدي مسرحيات معادة.. تلاقي قدامك سفرة عليها تمنميت صنف مرة واحدة.. حاجة تجيب تلبك معوي يعني.. انما لانك جعان مسرح جديد فبتنسي نفسك وتخش عالاوبن بوفيه وتملي الطبق زي المفاجيع.. اشي كوميدي علي تراجيدي علي استعراضي علي عبثي لا وبرضه ما تراعيش الكوليسترول وتروح ضارب لك علي جنب كده شوية مسرح كلاسيكي والنتيجة تخمة مسرحية مرعبة ولا يحوق فيها ولا اجدع فوار.. اذن ومما تقدم نري ان المواسم كانت شتوي وصيفي ثم بفعل التغيرات المناخية وعوامل التعرية اصبحت قومي وتجريبي وفي هذا البحث ظهر موسم جديد هو موسم البيات الشتوي ويارب تتوقف التغيرات المناخية ونرجع مرة تانية للمواسم الشهيرة شتوي وصيفي ونصحي طول العام علشان الدكاترة بيقولوا لو كلت وجبات كتير صغيرة علي مدار اليوم عمر ما هتحتاج للفوار اما لو كلت وجبة واحدة ونمت فليلتك من التخمة هتبقي كوابيس فظيعة من عينة جمهور الجزائر الكروي كده... تمام ؟ خلصت المقالة جيت اقفل الورقة ماهانش عليا اقفلها من غير ما اقول كلمة اخيرة.. مش بتاعة مسرح ولا حاجة.. انما.. بتاعة واحد مصري بيموت في عشق كل حبة تراب من تراب بلده.. واحد مصري الدموع فرت من عينه لما شاف الايام اللي فاتت قد ايه احنا بنحب بلدنا.. وافرحي يا بلدنا.. التمانين مليون طلعوا بيحبوكي وبيموتوا فيكي.. التمانين مليون ف لحظة عرفوا ان علمك كسوتهم وسترهم وغطاهم واتلفوا كلهم فيه ووقفوا قدامه مستعدين يحموه باخر نقطة دم في عروقهم.. مش مهم السبب.. مش مهم الماتش.. مش مهم النتيجة.. المهم انك عرفتي انه شمال ويمين.. معارضة وحكومة.. كله بيدوب في عشقك بس كل واحد بطريقته.. واسمحيلي اصرخ.. مين يستغل لحظة الصدق الجماعي.. لحظة العشق الحقيقي.. لحظة قال فيها تمانين مليون مصري.. بنحبك يا بلدنا... واخيرا يا مولاتي وقبل ما اقفل مقالي بابعت لك (جواب غرامي ) رسالة ممهورة بتمانين مليون قبلة ومكتوب فيها كلمة واحدة مكررة.. بنحبك... بنحبك.. بنحبك.. باحبك.