وجهت مجلة (تكنولوجي ريفيو) التي تصدر عن معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا في بوسطن بالولايات المتحدة سؤالا الي بعض مبتكري التقنيات الجديدة ومستخدميها حول الشكل الذي ستؤول إليه شبكة الانترنت في السنوات العشر المقبلة، وإليكم أجوبتهم: نهاية الخصوصية الفردية : يقول بيارن شتراوستروب، الاستاذ في جامعة آي أند ام في تكساس، ومصمم لغة البرمجة C++ - كوليج ستايشن: "إن المستقبل هو النهاية الكاملة للخصوصيات الفردية. وستقوم الحكومات والسياسيون والمجرمون، وحتي الأصدقاء، بالبحث في سنوات من المعلومات التي جري جمعها (التي تخصنا والتي جمعها الآخرون) عن طريق أدوات معقدة جدا غير معقولة. كما ان الغموض والزمن الذي انقضي لن يشكلا بعد الآن ستارا للتغطية". ريتشارد ستولمان، المطور الرئيسي لنظام "جي إن يو/ لينكس"، ومؤسس "حركة البرمجيات المجانية الحرة" كمبردج، ولاية ماساشوسيتس، يشير الي انه: " لا يستطيع أي شخص أن يري المستقبل لأنه يعتمد عليك. لكنني أري خطرا في الانترنت اليوم، لأنك تقوم بأعمالك علي خادمات تشغل برمجيات لا تستطيع تغييرها او دراستها، وبالتالي فإنك تعطي بثقة المعلومات الخاصة بك الي شركات أمريكية مطلوب منها إيصالها إلي "الشقيق الأكبر" (أي جهات الرقابة)، من دون حتي مذكرة تفتيش.. فلا تخاطروا في مثل هذه الأمور. شريحة في الدماغ: يقول جوناثان ابرامز، مؤسس شركة (سوشلايزر أند فريندستر) بسان فرانسيسكو: إن السنوات الخمس الي العشر المقبلة ستشهد زراعة الشرائح الالكترونية في أدمغتنا. وإذا حدث ونظرت الي وجه احدهم في الشارع، فسيقوم برنامج "جوجل" في دماغك أوتوماتيكيا باستدعاء جميع الصور التي قد تكون متعلقة بذلك الشخص من جميع المواقع القديمة لشبكة الانترنت، مثل "فليكر" و"فايسبوك" و"ماي سبايس"، وبالتالي إدراج جميع الأصدقاء المشتركين في لائحة واحدة لتذكيرك بالشخص هذا، عن طريق ربط جميع المعلومات والحواشي الإضافية لكن ثمة خطورة أحيانا تتعلق ببطء المواقع في التحميل مما سيؤدي الي زيادة تحميل هذه الشريحة الالكترونية المزروعة في الدماغ، مسببة ربما نزيفا في الأنف، او في الدماغ!. الإنترنت الريفية ومكافحة الفقر : من جهته، يقول السير تيم بارنرس لي، مدير "وورلد وايد ويب كونسورتيوم"، ومخترع شبكة الانترنت : "أرغب بأن أري الانترنت تصل الي أشخاص في المناطق الريفية ومساعدتهم من ثم علي مكافحة الفقر. وارغب أيضا برؤية المزيد من الأشخاص يصلون الي الشبكة عبر أجهزة صغيرة وكبيرة، ثابتة ومتنقلة. وآمل في المزيد من تقنيات الصوت كذلك هناك إمكانية مكافحة الأمية. وأنا أتمني انتشار "المعلومات المفتوحة الموصولة ببعضها" Linked Open Data و"الشبكة العاملة بالدلالات اللفظية". كما أتمني قيام الحكومات بفتح مخازن معلوماتها أمام الجميع. اتصالات اسرع فينت سيرف، نائب رئيس "جوجل"، وأحد كبار مطوري ومهندسي شبكة الانترنت، والمصمم المشارك في بروتوكولات TCP/IP - ماك لين، ولاية فيرجينيا، يعتقد انه: "ستكون هناك سرعة عالية في الاتصال مع الانترنت عن طريق وسائط الألياف الضوئية واللاسلكية. وستكون نسبة 70 في المائة من جميع الأجهزة الجوالة قادرة علي الاتصال بالانترنت خلال السنوات العشر المقبلة او اقل. وستتوفر بشكل عام سرعات بالجيجابيت، سواء سلكيا او لاسلكيا، كما ان العديد من الأجهزة، سواء في المنزل، او العمل، أو السيارة، او التي تحملها شخصيا ستكون متصلة بالشبكة. كما سيقدم التليفزيون عن طريق الانترنت فرصا إعلانية جذرية جديدة يتحكم بها المستهلكون. وسيكون نظام IPv6 هو النمط الغالب في الاتصال بالانترنت واستخدامه. كذلك ستكون واجهات التفاعل التي تعمل بالصوت، او باللمس المتعدد شائعة الاستخدام جدا. وستقوم الأجهزة باكتشاف الواحدة للأخري عندما تكون متجاورة محليا، ومن ثم التفاعل بنمط P2P. من جهته، يشير ايريك هيرسمان، المؤسس المشارك ل "يوشاهيدي"، ومؤلف المدونة "هوايت أفريكان دوت كوم" أورلاندو (ولاية فلوريدا)، ونيروبي (كينيا)، إلي: "أن مستقبل الشبكة في أفريقيا يكمن في الهاتف الجوال. وستستخدم الرسائل النصية، والمكالمات الصوتية، في إكمال مهمة الشبكات الاجتماعية القائمة حاليا، وبالتالي تعزيز التجارة وزيادة المشاركة في المعلومات. وفي الوقت الذي سيحصل هناك تطور مستمر في الفضاء التقليدي للشبكة، نظرا لان شبكات المعلومات باتت تصبح أكثر قوة وصلابة، فإن الانفجار الحقيقي لن يأتي إلا عن طريق جهاز يكون متوافرا دائما في جميع الأمكنة وبسعر متدن".