مع ازدياد الخوف والهلع داخل العديد من الأسر المصرية من إصابة أبنائهم بمرض أنفلونزا الخنازير خاصة مع تصاعد الحالات المكتشفة في المدارس يوماً بعد الآخر بدأ البعض يبحث عن بديل للمدرسة وهنا استغل حيتان وأباطرة الدروس الخصوصية من المدرسين الموقف علي طريقة مصائب قوم عند قوم فوائد، فدخلوا في المعادلة ليلعبوا دور المنقذ ويقدموا الحل من خلال إعطاء الدروس الخصوصية للأولاد في المنازل وبالطبع دون تفويت الفرصة برفع الأسعار ومص دماء أولياء الأمور ورغم شن حملة من الضرائب علي هؤلاء الحيتان إلا ان الدور الرقابي مازال غائباً من الجهات الرسمية بما احاط الأمر بشبهة شرعية لهذه الدروس في ظل الأزمة الراهنة. الخوف علي الأبناء ميرفت نجيب تقول: لدي طفلان أحدهما بالصف الرابع الابتدائي وآخر بالخامس الابتدائي واتفقت مع مدرس المدرسة للحضور إلي المنزل لإعطاء دروس خصوصية لهما كلا علي حدة بعد أن انتشر المرض ونتيجة لخوفي الشديد عليهم خاصة أن الصغير يعاني من مرض السكر وبالتالي فإن الإصابة بالمرض ستشكل خطراً علي حياته وأضافت طلب المدرس 10جنيهات عن كل حصة فيأتي إلي المنزل مدرسان أحدهما للرياضيات والآخر للغة العربية بينما أقوم أنا بتكملة باقي المواد من دراسات اجتماعية وإنجليزي. وتقول سامية عبدالسلام لدي طفلين أحدهما بالصف الثالث الإعدادي والآخر بالصف الثاني الثانوي الذي بدأ الدروس الخصوصية مع أحد زملائه منذ منتصف شهر أغسطس في جميع المواد بمنزل صديقه حيث اضطررنا لهذا المقترح بالرغم من أنه أغلي فسعر الحصة يصل إلي 40 جنيهاً إلا أنه الأكثر أمانا بدلا من الاختلاط مع 30 طالبا داخل الفصل أو مراكز الدروس الخصوص وأضافت ابني الأصغر أقوم أنا بالاستذكار له بعد قراءة الكتب والملخصات ومتابعة القنوات التعليمية حيث إنه من الصعب علي ميزانية الأسرة تحمل نفقات أعطاء دروس منزلية لكل منهم فأنا أعمل سكرتيرة بإحدي الشركات ووالده موظف وبالتالي فميزانية دروس طالب واحد كفيلة بالقضاء علي مرتباتنا. 1500 جنيه شهرياً وتوضح سلوي عبدالرحمن اضطرنا لهذا الحل الذي يرهق ميزانية الأسرة كما يحول المنزل كله إلي حالة استعداد لاستقبال المدرس المنزلي. وأضافت لدي 3 أطفال في مراحل التعليم الأساسية المختلفة وأقوم باحضار 3 مدرسين لكل طفل حتي يقوموا بتغطية المواد كلها وبالتالي تخصيص نحو 1500 جنيه شهرياً كنفقات لهذه الدروس وشراء الملخصات المختلفة والتي يطلبها المدرس. وقال إبراهيم عبدالملاك بالرغم من أن لدي طفلين أحدهما بالتعليم الثانوي والآخر بالمرحلة الاعدادية إلا أنفي كنت أرفض إعطاءهما الدروس الخصوصية واكتفي بشرح المدرس داخل الفصل ومتابعة البرامج التعليمية وشراء الملخصات المختلفة إلا أنه مع هوجته الخوف من أنفلونزا الخنازير وتوقف ذهاب الأولاد إلي المدارس منعا لاختلاطهم مع آخرين قد يكونوا مصابين بالمرض جعلني أوافق علي احضار مدرسين إلي المنزل ليحلوا محل مدرس الفصل مخصصا ألفي جنيها شهريا لهذه الدروس وقال أيا كان المبلغ الذي خصصته فإنه لا يساوي شيئاً مقارنة بالحفاظ علي صحة أولادي ومستواهم التعليمي في الوقت نفسه. عجز الميزانية ويقول علي سليمان لدي أربعة أطفال بمراحل التعليم المختلفة اثنان منهم بالابتدائي أقوم أنا ووالدتهم بالاستذكار لهم خاصة أن والداتهم مدرسة ابتدائي، الأمر الذي أدي إلي تخفيض حدة إرهاق وعجز الميزانية وأضاف أما الاثنان الآخران فأحدهما بالصف الثاني الثانوي والآخر بالثاني الاعدادي ويأخذان درسا في كل المواد ويعتمدان علي الملخصات والكتاب المدرسي في الاستذكار ومتابعة الدروس بعد أن أصرت والداتهما علي عدم الذهاب إلي المدرسة خوفاً من إصابة أحدهم بالمرض ونقل العدوي إلي المنزل. ومع تكرار ظهور حالات إصابة بأنفلونزا الخنازير بين التلاميذ في المدارس وتوالي قرارات غلق بعضها حفاظاً علي سلامة الطلاب قرر بعض أولياء الأمور انقطاع أبنائهم عن الذهاب لمدارسهم حتي إشعار آخر مطالبين بغلق المدارس حتي انتاء الأزمة واقتصار العملية التعليمية علي القنوات التليفزيونية والمناهج الإلكترونية علي أن تكون الامتحانات «أون لاين». مهدي فرج واحد من أولياء الأمور المطالبين بمنع ذهاب التلاميذ لمدارسهم رافعاً شعار الوقاية خير من العلاج إذ يري أنه بمنعه لأبنائه الثلاثة من الذهاب سيتجنب خوض تجربة مريرة في حال إصابة أحدهم بالمرض لافتاً إلي أن أبناءه صغار جداً في السن ولا يدركون خطورة الموقف والاحتياطات الواجب اتخاذها لحمايتهم. محمد إسماعيل أصابت الغيبوبة زوجته حينما علمت أن مدارس أبنائها قد ظهر فيها المرض وأصرت علي منعهم من الذهاب ويؤكد أن إغلاق تلك المدارس التي يظهر بها المرض قرار مصيب ومن الأفضل أن يستمر انقطاع التلاميذ عن الذهاب وغلق المدارس احتياطيا علي أن تكون الامتحانات أون لاين رحمة بالأطفال وأهاليهم. وتؤيد هالة محمد عبدالناصر والدة طفلين بمرحلة التعليم الأساسي فكرة امتحانات أون لاين من خلال الإنترنت بحيث تطمئن علي أبنائها وتقول في الفترة الأخيرة بعد انتشار المرض قررت ألا أخرج وأبنائي من المنزل بعد أن أصابنا الهلع من ذلك الفيرس مشيرة إلي قدرة أولياء الأمور علي متباعة كل ما يتعلق بدراسة أبنائهم وتوفير جميع المتطلبات التي تغنيهم عن الذهاب للمدارس. دراسة بالانترنت شريف محمد طالب بالصف الثالث الثانوي يقول.. لا أخاف مطلقا من الذهاب إلي المدرسة لتلقي الدروس بالرغم من إلحاح والدتي المستمرة علي للجلوس في المنزل وعدم مغادرته خوفا من إصابتي بأنفلونزا الخنازير ولكنني لا أريد الاستسلام لذلك الخوف وأتخذ جميع الاحتياطات حتي اتفادي الإصابة كما أنني إذا ما تجنبت الذهاب إلي المدرسة باعتبارها مكاناً للتجمع فأنا ملزم بالذهاب إلي الدروس الخصوصية التي أصبحت النسخة المكررة من المدرسة من حيث التكدس في الأعداد. أدهم خالد طالب بالصف الثالث الثانوي يري أن نظام الامتحانات الذي يطالب أولياء الأمور به نظام فاشل بكل المقاييس إذ إنه يستطيع التذكر واستراجاع ما قام بدراسته ومذاكرته إلا من خلال الورقة والقلم وإذا ما طبق هذا النظام حسبما يقول فسيكون الفشل حليفه في كل الحالات كما سيفتح المجال للغش والخداع والتزوير إذ إنه في الحالات العادية التي تتم فيها الامتحانات علي مرأي ومسمع المراقبين لا يخلو الأمر من الغش فما بالكم بالامتحانات التي تجري أون لاين بدون حسيب أو رقيب. أما محمد محمود - طالب - فيري أن إجراء الامتحانات علي الإنترنت عملية مرهقة للغاية وقد حاولت من قبل تصفح المناهج عبر الإنترنت ولكنني فشلت سواء لعطل أصاب جهاز الكمبيوتر أو لاستغراق تحميل المناهج فترة كبيرة جداً من الوقت. فشل التجربة آمال سويدان رئيس قسم تكنولوجيا التعليم بمعهد الدراسات التربوية جامعة القاهرة وصفت الفكرة بالمستحيلة فمن ناحية الإمكانيات التكنولوجية لا وجود لأي مشكلة إذ تتوفر لدينا تلك الإمكانيات وتوجد قاعات مزودة بتكنولوجيا الفيديو كونفرنس المتطورة، ولكن علي الجانب الآخر لن يستطيع أحد التحكم في ذلك الوضع إذ لا توجد وسيلة للتحقق من شخصية الطالب إذا ما قمنا بعمل الامتحانات من خلال تلك الخاصية كما لا نضمن استعانة بإحدي الوسائل المساعدة من عدمه مما يعني عدم وجود رقيب علي تلك العملية موضحة أن تكنولوجيا التعليم عن بعد في مصر تطورت بالجامعات وقد حاولنا فيما مضي تجربة الامتحان عن بعد وفشلنا وتوصلنا في النهاية لإمكانية جمع الطلبة في مكان واحد وقاعات مجهزة علي أن يقوم مشرفون مدربون بمراقبتهم ولكن ذلك الحل لن يفيد بسبب تكدس الأعداد.