الدكتور مصطفي محمود مفكر وطبيب وكاتب وأديب مصري رحل عن عالمنا يوم 31 أكتوبر 2009، بعد مشوار حافل من الانجازات الطبية والأدبية والعلمية والدينية، ورحلة طويلة مع المرض عن عمر يناهز 88 عاما، وقد كان توأما لأخ توفي في نفس عام مولده وتخرج في كلية الطب 1953 وعمل كطبيب عام ثم أخصائي للأمراض الصدرية بمستشفي أم المصريين، ولكنه تفرغ للكتابة والبحث عام 1960 بمجلة صباح الخير وتزوج بعدها حيث رزق ب أمل وأدهم وتزوج مرة ثانية عام 1983 . وألف 89 كتابا متنوعاً في مجالات كثيرة مثل الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية إضافة إلي الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات ويتميز أسلوبه بالجاذبية مع العمق والبساطة، ومن أشهرها حوار مع صديقي الملحد ورأيت الله والإسلام ما هو. وحصل الدكتور مصطفي محمود علي جائزة الدولة التشجيعية عن روايته رجل تحت الصفر عام 1970، وقدم 400 حلقة من برنامجه التليفزيوني الشهير العلم والإيمان وأنشأ عام 1979 مسجده في الجيزة المعروف ب مسجد مصطفي محمود ويتبع له ثلاثة مراكز طبية تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود والتي يقصدها الكثير من أبناء مصر نظرا لسمعتها الطيبة، وكما شكل قوافل للرحمة تتكون من ستة عشر طبيبا، وبالإضافة إلي متحف للجيولوجيا والذي يضم مجموعة من الصخور الجرانيتية، والفراشات المحنطة بأشكالها المتنوعة وبعض الكائنات البحرية، وذلك تحت إشراف مجموعة من الأساتذة المتخصصين. استطاعت روزاليوسف أن تتحدث مع أحد المقربين إلي نفس الدكتور مصطفي محمود حال حياته ألا وهي أمل وهي ابنته حيث تروي أنه في العشر سنوات الأخيرة من حياته كان يستيقظ في الساعة العاشرة صباحا وبعد الإفطار يقرأ جريدتي الأهرام والأخبار وكان حريصا علي مقالات الكثير من الكتاب السياسيين مثل أنور عبدالملك بالإضافة إلي الكتب الفلسفية الدينية لابن تيمية والشيخ الغزالي والأشعار الصوفية، وكانت نوتة التليفونات الخاصة به تتضمن هذه الأشعار الصوفية والتي كان يحفظ مقطوعات كثيرة منها لأنها تساعده كثيرا عندما يكتب. وتضيف أن الدكتور مصطفي كان يفضل الذهاب إلي نادي الجزيرة وممارسة رياضة المشي لمدة ساعة، ثم يتناول طعام الغداء ويحب مشاهدة البرامج الاخبارية مثل سي إن إن وبي بي سي، ومن مسلسلات السيرة الذاتية التي رآها مؤخرا مسلسل أم كلثوم والملك فاروق والشيخ الشعراوي لكي يسترجع ذكرياته مع الأشخاص الذين عايشهم في الماضي، مشيرة إلي أنه يركز علي قراءة الكتب الفلسفية الصوفية وصديقه المفضل الذي يقضي معه ساعات كثيرة هو الكاتب الصحفي لويس جريس. وحول هوايته المفضلة فتوضح أن والدها كان يعشق العزف علي العود وكان يحب عزف وتلحين أغاني محمد عبدالوهاب والرسم والشعر ويفضل الأماكن المفتوحة في الأعياد والمناسبات وخصوصا حديقة المنتزه في الإسكندرية لافتة إلي أنه كان يحب تناول المأكولات البحرية والخضروات والفاكهة.