يأتي شهر رمضان المبارك هذا العام وحال أهل المسرح في مصر لا يسر، فقد علت سطوة المسئولين عن مسرح الدولة ليتحول المسرح علي أيديهم من مهنة لمجرد نشاط حتي إن قطاع الفنون الشعبية كتب في إعلانات الصحف: “نشاط القطاع في رمضان” لقد خانهم اللفظ فعبر عن رؤيتهم للدور المهني كأنشطة مجرد أنشطة ولا عجب إذن أن يفوز عرض من مسرح الهواة بالإسكندرية بالجوائز المهمة كلها في المهرجان القومي للمسرح إذ يتراجع دور الهيئة المسرحية الرسمية تماماً كما مثل الهواة مصر في المهرجان التجريبي الماضي كما أصبح هؤلاء الضيوف الدائمين في المهرجانات المسرحية العربية إذ تراجع المستوي المهني للمحترفين لقد أوشك الفنان المسرحي المحترف علي الانقراض وذلك بسبب سياسات مسرح الدولة المستمرة في القضاء علي فكرة الاحتراف في المسرح. لا نملك إلا أن ندعو لأهل المسرح في مصر بأن يباعد الله بينهم وبين السفاهة والتمويه وأن يكرههم في الفسوق والعصيان ومحاكاة مسرح العري الفاشل في علب القطاع الخاص الليلية فلا يضطروا للاختباء في رمضان، لقد بات ضرورة احتياج أهل المسرح لحلول عاجلة لإنقاذ المسرح المصري جميعها بالتأكيد لابد أن تكون جديدة ربما علي رأس المال الوطني أن يلعب دوره ربما علي كيانات ثقافية مدنية مستقلة أن ترعي حواراً مجتمعياً حول إنقاذ المسرح المصري وذلك بعيداً عن نقابة المهن التمثيلية حيث يجمع النقيب بين دوره المهني ودوره الحكومي كرئيس للبيت الفني للمسرح وهو التناقض الذي ساهم في إفقاد المسرح المصري آخر ملامحه الاحترافية المهنية هذا أخطر ما يواجه أهل المسرح في مصر. اللهم وفقهم فيه لموافقة الأبرار وجنبهم مرافقة الأشرار الذين يمارسون الخديعة والكذب ويصنعون حالة عامة تجلب الشر وتطرد الموهبة وتصنع اليأس. إذا أراد أهل المسرح حلاً حقيقياً لمشاكلهم فعليهم بالبحث عن طرق جديدة مبتكرة للإنتاج المسرحي بعيداً عن الطرق المتاحة الآن لدينا رأس مال رمزي كبير من المسرحيين وتراث أكبر في فنون الكتابة المسرحية يحتاج لرأسمال حقيقي أو اقتصادي مثقف يفهم العلاقة بين القيمة والربح ويسأل نفسه كيف يمكن استثمار كل هذه الطاقات المسرحية؟ تلك الطاقات التي تري المسرح هو السعي نحو الحق والخير والجمال اللهم اجعل لأهل المسرح في رمضان كياناً ثقافياً جديداً يكون سعيهم في فنهم من خلاله مشكوراً وذنبهم فيه مغفوراً وعملهم فيه مقبولاً فقد صارت مؤسسة المسرح الرسمية لا أمل فيها علي يد الجيل الحالي الجديد من القيادات وهو جيل يعرف أن الولاءات الشخصية هي معيار كل شيء هؤلاء حولوا المسرح المصري من مهنة لمجرد نشاط ومن علامة حضارية لمجرد بوتقة لليأس بينما يغرق المعهد العالي للفنون المسرحية في مشكلاته المتراكمة التي تفصله عن الحياة المسرحية ولكنه يبقي الشاهد الأخير علي الاحتراف المسرحي في مصر. ولكل ما سبق ولخلافات شخصية دائمة بين أهل المسرح علي صفحات الجرائد وأمام النائب العام وأمام القضاء فقد انهار الحد الأدني للسلوك المهني المحترم وصار المسرح المصري الآن في لحظة خطر حقيقية اللهم إني أعوذ بك مما يؤذيه ونسألك التوفيق فيه وأن تعيد لنا المسرح المصري بيتاً للقيمة وللحق والخير والجمال بفضلك يارب العالمين.