أبواب حديدية وأقفال محكمة الإغلاق أو إصلاحات تسير على قدم وساق وتجهيزات لإقامة خيم رمضانية.. هذا هو حال الملاهى الليلية فى شارع الهرم منذ أول أيام رمضان، فقد فرض هذا الشهر الكريم جواً مغايراً تماماً عما اعتاد عليه رواد وسكان هذا الشارع.. «المصرى اليوم» قامت بجولة فى ملاهى شارع الهرم الليلية لترصد وضعها فى أول أيام شهر الصيام. الهدوء هناك أصبح البطل، واختفت الأضواء المبهرة، ولم يعد للموسيقى مكان، واستبدل كل هذا بأعمال الإصلاحات والتجديدات التى قرر أن يقوم بها أصحاب تلك الملاهى الليلية خلال شهر رمضان، فيما حولت ملاه أخرى نشاطها وأقامت «خيماً رمضانية» لتحاول تعويض الخسارة خلال هذا الشهر، واكتفت أخرى بالإغلاق. فى أول شارع الهرم يقع ملهى شهير جداً، بدا عليه التغيير الشديد، فالأضواء التى كانت تتلألأ أمام «الكباريه»، قبل الشهر الفضيل، نراها مطفأة، هذا فى الوقت الذى انهمك فيه بعض العمال فى عمل إصلاحات وتجديدات بالمكان، أحد أفراد الأمن بالملهى قال إن الملهى يغلق أبوابه طوال شهر رمضان. ويستغل أصحابه الفرصة للقيام بصيانة للمكان، باعتبار أن شهر رمضان هو الإجازة السنوية الوحيدة لهم، ليفتح أبوابه فى أول أيام عيد الفطر، ولكن صاحب الملهى يقوم بنقل أغلب فنانى «الكباريه» وفريق العمل إلى خيمة رمضانية، يمتلكها فى أحد الأحياء الأخرى، وهو ما أكده عامل جراج مجاور، قائلاً: «رمضان شهر مقدس.. والناس بتحترمه حتى لو شغالين فى الأفيون». وعند باب «كباريه» آخر علقت لافتة كتب عليها «مغلق»، وفسر أحد عمال المحال المجاورة هذا قائلاً: «أعمل هنا منذ أكثر من 15 عاماً، واعتاد أصحاب بعض الكباريهات إغلاق محالهم فى شهر رمضان وفى جميع المناسبات الدينية، وذلك بقرار من الدولة، فلا يستطيع أحد مخالفة هذا القانون، لأنه إذا تم ضبط المخالفة، فسيتم غلق الكباريه «شهرين» وتغريم مالكه 50 ألف جنيه، حتى إن هناك قانوناً جديداً يمنع فتح «الكباريه» بعد السادسة صباحاً، وعن الوضع خلال الشهر، قال إن شهر رمضان هو الوقت الوحيد الذى يختفى فيه الزبائن الذين يخرجون يومياً من «الكباريه» وقت الفجر وهم ثملون لا يقدرون على السير. كما أننى لا أرى المتسولين الذين ينتشرون على أبواب الكباريه، لتلقى الحسنات من الزبائن الذين يرغبون فى التكفير عن سيئاتهم - على حد قوله - والجدير بالذكر أنه بجانب هذا الكباريه توجد زاوية يصلى بها العاملون فى المحال المجاورة، طوال العام، ومكبر الصوت الذى يؤذن أوقات الصلاة معلق على العمارة المجاورة للكباريه، وفى رمضان يفرش رواد الزاوية لأداء صلاة التراويح فى حين أن الكباريه مغلق. على بعد عدة أمتار، قام كباريه آخر بتحويل نشاطه إلى كافيتيريا وخيمة رمضانية، وأقام صاحبه مائدة رحمن كبيرة لاستقبال فقراء المنطقة وإطعامهم. ويقول عامل بإحدى الملاهى: معظم «كباريهات» شارع الهرم، تتحايل على قرار الغلق بأخذ تصاريح من الحكومة بممارسة النشاط ولكن دون «خمور ورقص»، مضيفاً: زبائن هذه الأماكن يأتون لشرب الخمر، لذلك تسمح الملاهى لهم بجلب الخمور معهم، فزبائن هذه الأماكن «لا يفرقون بين شهر رمضان وشهر رجب»، واعتبر أن فكرة تحويل النشاط إلى خيمة رمضانية «موضة جديدة»، يقوم بها أصحاب الملاهى فى محاولة منهم لاستغلال الشهر الفضيل.