مئات الندوات والعروض والسهرات الرمضانية تقدمها وزارة الثقافة في رمضان هذا العام بجميع قطاعاتها في مواقعها الثقافية من مطروح الي حلايب وشلاتين .. لم تستطع المسلسلات الرمضانية هزيمة الثقافة ولم تستحوذ علي جمهورها الذي وجدها في كل مكان يذهب اليه .. هذا الزخم لم يكن موجودا منذ سنوات بهذا الكم الكبير وهذا الكيف المنتقي بعناية .. جميع قطاعات وزارة الثقافة تشارك بنشاط ملحوظ في الليالي الرمضانية مثل البيت الفني للمسرح والبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية والهيئة العامة لقصور الثقافة وصندوق التنمية الثقافية والمركز القومي للمسرح والمركز القومي للطفل .. ولأول مرة هذا العام الاحظ ان هناك توجها عاما لتنظيم هذا النشاط الرمضاني الذي حرص علي تقديم جرعة ثقافية ودينية وفنية .. اينما ذهبت وجدت نشاطا متنوعا من المسرح الي الانشاد الديني ومرورا بالتنورة والفرق الموسيقية الحديثة وكبار المطربين وكبار المنشدين وكل هذا مجانا للجمهور وهذا هو الدور الحقيقي للوزارة .. اجادت تقديمه بجودة فائقة حتي الان ولم تبخل علي الناس ولهذا اقول ان هذا النشاط الضخم اعاد لقطاعات الوزارة هيبتها في مواجهة لم تكن متكافئة في السنوات الماضية بسبب عدم وجود اعتمادات وكذلك بسبب وجود بعض المسئولين في مواقع لا يستحقونها ونظرتهم الدونية للنشاط الرمضاني باعتباره نشاطا موسميا لا يجب التركيز عليه .. وهنا أضرب مثلا بالدكتور أشرف زكي فهو يعلم اهمية التواجد الثقافي في رمضان وعدم ترك الساحة خالية للآخرين وعلي سبيل المثال يقدم عرضا مسرحيا جديدا هو ياساكني مصر تأليف يسري الجندي واخراج سمير العصفوري عن الشاعرين احمد شوقي وحافظ ابراهيم اضافة الي اعادة عرض بعض المسرحيات التي تتفق مع الشهر الكريم وتقديم امسيات وسهرات رمضانية وغنائية .. هذه الانشطة جعلت مسارح الدولة مضاءة في رمضان وهي التي لم تكن لسنوات مضت تشهد هذا الزخم .. ومعني هذا أن الدولة تبحث عن تقديم الخدمة الثقافية للمواطن مجانا وتسعي للوصول اليه حيثما يقيم وهذا ما نشكرها عليه لأن هناك فكرا جديدا يعرف أهمية الخدمة الثقافية وانها مثل رغيف الخبز ليست ترفا ولا تسلية .. قبل سنوات بعيدة كنت اناقش أحد المسئولين في الوزارة عن عدم تقديم مسرحيات أو أعمال خاصة برمضان وفوجئت به يقول انه لا توجد ميزانية لانتاج مثل هذه الاعمال التي تقدم في رمضان فقط وأسماها عروض المناسبات .. اليوم استطيع ان اقول أن هناك من يفهم قيمة تقديم هذا النشاط في رمضان وأن هناك برامج وخططا موضوعة بعناية خاصة في هيئة قصور الثقافة نظرا لاتساع رقعة نشاطها الفني والثقافي وهذا الملف يتولاه الدكتور أحمد مجاهد بنفسه. وهناك البرنامج الكبير لصندوق التنمية الثقافية وهو برنامج رائع يقدم 100 عرض ثقافي يلبي كل الطموحات في جميع مراكز الابداع بالقاهرة والمحافظات والتحية للمهندس محمد أبو سعده مدير الصندوق .. والجميل في النشاط الرمضاني انه يلبي كل رغبات كل الفئات ومختلف الاعمار ويختار ما يقدمه لكل مكان وموقع فما يصلح لوكالة الغوري قد لا يصلح لموقع في سوهاج أو قنا مثلا ولذلك نحيي القائمين علي هذا النشاط المتميز وعلي رأسهم الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الحريص علي وصول الدعم الثقافي لمستحقيه .. لقد ودعنا تلك السنوات التي كان النشاط الرمضاني فيها غائبا وكانت المسارح تغلق أبوابها حتي ينتهي الشهر الكريم بحجة أن هذا الدور ليس دور وزارة الثقافة واثبتت الايام انهم كانوا جهلة ينظرون تحت أقدامهم فقط .