أستكمل الرؤية فيما طرحته بشأن الحوار الوطنى، والذى أطمئن جدًا لنجاحه إن شاء الله من خلال الخروج بمحددات جيدة قابلة للتنفيذ، وقد تحدثت فى المقال الماضى عن الرؤية السياسية، وفيما يتعلق بالمحور الاقتصادى أرى ضرورة استمرار سياسة الإصلاح الاقتصادى التى انتهجتها الدولة خلال السبع سنوات الماضية من أجل تأسيس اقتصاد وطنى قوى يتمتع بالمرونة والتنوع من خلال خطة الإصلاح الاقتصادي، إضافة إلى إعداد خطط التنمية المستدامة والعمل على تحقيق الاتساق بين تنفيذ الرؤية الاستراتيجية للدولة والخطط التنموية فى المجالات المختلفة، كما أنه لا بد من ترشيد وضبط الإنفاق الحكومى وتنمية حصيلة الضرائب وتطوير نظومها بما يحقق الأهداف الاقتصادية. ومن الأهمية أيضًا تقوية العلاقات الاقتصادية مع شركاء التنمية وصانعى السياسات الاقتصادية والمجتمع المدنى من أجل تنفيذ أجندة التنمية 2030، وكذلك مراعاة ظروف المواطنين خلال تطبيق هذه السياسة الاقتصادية من خلال الإكثار من برامج الحماية الاجتماعية فى ظل الارتفاع الجنونى فى الأسعار. وفيما يتعلق بالمحور المجتمعي: أرى أن هذا المحور يتضمن الكثير من الملفات أبرزها: ضرورة توفير الحماية المجتمعية للمواطنين الذين يعانون من الفقر، ويتطلب بالضرورة زيادة المبادرات التى أطلقتها الدولة فى هذا الشأن وعلى رأسها مبادرة تكافل وكرامة، ويجب زيادة الأعداد بشكل مطرد فيمن تشملهم هذه المبادرة، إضافة إلى ضرورة حماية المواطنين من جشع التجار الذين يرفعون الأسعار بشكل مبالغ فيه، ويجب على الحكومة زيادة تفعيل دور الرقابة على الأسواق. ولا بد من وصول الدعم التموينى إلى مستحقيه وننصح بعدم إلغاء الدعم أو التقليل منه خاصة أن هناك قطاعًا كبيرًا من المواطنين يعتمدون عليه، هؤلاء المواطنون يعانون من الفقر الشديد ولا يجوز بأى حال من الأحوال إلغاء الدعم التمويني، وهناك ضرورة لوضع برامج للحد من الانفجار السكانى والاكتفاء فقط بطفلين، ولا بد من زيادة برامج الحماية للعمالة غير المنتظمة فهؤلاء يتعرضون لأصعب ظروف القهر، ولا بد من الاستغلال الأمثل للثروة البشرية خاصة أن مصر فى حاجة شديدة الى إعادة تأهيلهم فى سوق العمل. وفيما يتعلق بالمحور الثقافى: يتضمن أمرين الأول التعليم والثانى الفكر الثقافى، وفيما يتعلق بالتعليم لا بد من وضع خطط مستقبلية فيما يتعلق بتطوير التعليم، هذا يحتاج إلى إرادة سياسية قوية تقدم على معركة تطوير التعليم، وهذا الملف له خبراؤه الكثيرون فى مصر. إن المحور الثقافى فى حاجة شديدة وماسة لفتح هذا الملف بعدما وجدنا تجريفًا شديدًا للثقافة المصرية على مدار العقود الزمنية الماضية..أين نحن الآن من قصور الثقافة التى كانت فى فترة زمنية معينة بمثابة مشاعل للتنوير ومن خلالها ظهر الأدباء المفوهون فى مجالات الإبداع المختلفة«الشعر والرواية والقصة القصيرة والأقصوصة والمسرح»، ولا بد من الاهتمام بالأطفال ورعايتهم ثقافيًا يعد أمرًا حتميًا فى ظل هذه الظروف التى نحياها الآن من أجل مواجهة الحروب البشعة التى يتعرض لها الأطفال. وفيما يتعلق بالمحور الصحى و الرياضي: هذا المحور لا يمكن الحديث عنه بعيدًا عن ملف الصحة العامة ، ولذلك فإنه من الضرورى تأهيل جميع مستشفيات الحكومة بشكل مختلف عما هى عليه الآن.
