فاجأني بينما تدور رحي الثورة علي آخرها في الميدان وطائرة القوات المسلحة تحلق فوق رءوس الثوار شاب صغير ممسك بكراسة كبيرة الحجم يتوقف عند كل من يتيسر له ويسأله أن يكتب إحساسه في تلك اللحظات. الشاب الصغير أدرك بوعيه ضرورة توثيق هذا الحدث الذي ظللنا لسنوات نتمني وقوعه ولا نؤمن بإمكانية ذلك الكثيرون إذا أرادوا التوثيق بطريقتهم الخاصة وبسرعة تتواكب وتسارع الأحداث وتطوراتها أرادوا القبض علي تفاصيل الثورة حتي لا تضيع من الذاكرة ولهذا ظهر الكثير من الكتب التي تروي مشاهدات أصحابها وتجاربهم الشخصية ومعايشتهم للأحداث وهي الكتب التي هاجمها البعض ووصفها بالمتعجلة وأحياناً بالساعية لتحقيق مجد شخصي لأصحابها غافلين أهمية التوثيق في شكل يوميات كما ظهر العديد من الأعمال الشعرية والمسرحية إلي جانب الكتب التي تسرد الوقائع السياسية مرفقة بالبيانات والخطب والصور الفوتوغرافية وغيرها كتبها روائيون وشعراء ومسرحيون وكذلك صحفيون وفي هذا السياق يبرز كتاب مائة خطوة من الثورة يوميات من الميدان التحرير للروائي أحمد زغلول الشيطي وأيام التحرير للروائي إبراهيم عبدالمجيد وقنابل مسيلة للدموع لكريم عبدالسلام ويوميات ثورة الصبار لعبد الرحمن يوسف وميدان التحرير وثورة شباب مصر لأحداث يوم بيوم لوائل محمد سعد أحمد و«ما فهمتكم» للدكتور مرعي مدكور و7 أيام في التحرير لهشام الخشن وأيام الحرية في ميدان التحرير لمحمد الشعاع ومشاهد علي عصر ميدان التحرير لنسرين زكي ومن العين السخنة إلي ميدان التحرير البحث عن ثورة لخالد زهني ويوميات ثورة الفل لنادر فرجاني ورسائل من التحرير لكريمة خليل وثورة علي ضفاف النيل لمحسن جودة كما أصدرت مجلة الكتابة الأخري عدداً كاملاً عن الثورة أسمته كتاب الثورة تضمن ما يقرب من 40 شهادة من مبدعين إلي جانب ملف عن الكاريكاتير وآخر للصورة الفوتوغرافية وثالث للنصوص الإبداعية. هذا ومن المقرر أن الهيئة العامة لقصور الثقافة تستعد حاليا لإصدار ما يقرب من 20 عملاً إبداعيًا ما بين رواية وشعر وشهادات تصدر بمناسبة الذكري الأولي للثورة. ومن هذه الكتب الثورة الآن لسعد القرشي وثورة سيناء لحاتم عبدالهادي وباب العزيزية لمحمد جبريل وباب الدخول لمحمد مستجاب ومن الشعر ديوان وجوه في الميدان لحسن فتح الباب و25 ميدان التحرير لعبدالعزيز موافي إلي جانب كتاب يوثق لما قاله الغرب في مقالات وآراء عن الثورة المصرية ترجمة الكاتب عبدالمنعم حلوة. كما ظهرت عدة كتب حاولت تقديم رؤية تحليلية لأحداث الثورة واستشراف المستقبل ومنها ثورة 25 يناير قراءة أولية للدكتور وحيد عبدالمجيد وثورة 25 يناير.. قراءة أولية ورؤية مستقبلية للدكتور عمرو هاشم ربيع. إلي جانب ظهور كتب مترجمة منها الثورة المصرية.. 25 يناير لآلان وودز وفريد ويستون وغيرها. وفي مقاله المنشور منذ عدة أيام بأحد المواقع الثقافية تفقد الروائي إبراهيم فرغلي سوق كتاب الثورة في مصر وأشار إلي وجود كتب تلفيقية علي حد تعبيره لأنها تتمسح بالثورة من دون أن تكون الثورة موضوعها الأساسي فضلاً عن أنها كتبت قبل اشتعال الثورة ومنها كتاب ثورة 25 يناير بين التحول الديمقراطي والثورة الشاملة للسيد ياسين وهو عبارة عن تجمع مقالات كتبت قبل الثورة إلي جانب قيام بعض دور النشر بالربط بين الثورة وكتب قديمة أصدرتها سابقًا مثل مصر والمصريون في عصر مبارك لجلال أمين وسكان مصر الأصليين لبلال فضل. هذا وكانت قد عقدت عدة ندوات خلال العام المنقضي ناقشت علاقة الإبداع بالثورة وفيها توقع الكثيرون ومنهم الروائي إبراهيم عبدالمجيد ومحمد سلماوي أن يحدث تجديداً في شكل الكتابة الإبداعية بعد الثورة.