يمر هذا الأسبوع أثنا عشر شهراً. سنة كاملة. علي قيام ثورة 25 يناير. وتدور المطابع بالعديد من الكتب التي تؤرخ للحدث العظيم. ملابساته. وما انتهي إليه. وهل تحقق للثورة ما كنا نأمله لها. أم أنه يجدر بنا أن ننتظر خطوات أخري. تأخذ الثورة من خلالها ما تستكمل به ملامحها؟ يري الناقد والباحث إبراهيم عبدالعزيز أن ما صدر أشياء ليست ناضجة. وسريعة. فأحداث الثورة لم تكتمل. وهذه الكتب مثل الصحف تعبر عن الأحداث. وأعتقد أن هناك ما يصعب ان يطلق عليه أدب ثورة 25 يناير. فالأمر يحتاج إلي وقت طويل.. قد تكون هناك بعض القصائد. لأن الشعر هو أكثر الإبداعات تعبيراً عن الأحداث. لكنني لا أتصور أن هذا سوف يصمد. أو يبقي علي الزمن. لأن الثورة - كما قلت - لم تحقق أهدافها كاملة. ولابد من استكمال الثورة. ثمة من يراها نجحت. والبعض يراها لم تنجح. وهناك من يراها مجرد انتفاضة. ولعله يمكن القول إن كل ما صدر هو تجارب ذاتية سريعة. ومجرد مشاهدات تحتاج لوقتكي تصبح معبرة عن ثورة 25 يناير. ويحدد الناقد ربيع مفتاح ثلاثة أعمال يري أنها أجادت التعبير عن أحداث الثورة: الشهاب للدكتور حامد أبو أحمد الذي يزاوج بين السيرة الذاتية والرواية. ورواية "أجنحة الفراشة" لمحمد سلماوي. وعراف السيدة الأولي لمحمد القصبي. يضيف مفتاح إنه لا يتذكر روائية أصدر مجموعة قصصية. غداً ما لم تذكره نشرة الأخبار "لانتصار عبدالمنعم.. بالاضافة إلي العديد من الكتب التي أرخت لأحداث الثورة. ويعلن د. خيري دومة أنه لم يهتم بالكتب التي صدرت عن الثورة. لكنني أتذكر رواية "أجنحة الفراشة" لمحمد سلماوي. ورواية عنوانها "في كل أسبوع.. كل جمعة" لإبراهيم عبدالمجيد. وهناك كتابات لأحمد زغلول الشيطي باسم "يوميات التحرير". وأحب أن أنوه إلي أن هناك كتابات رائعة. كتبها الشباب في مسابقة كتاب الجمهورية. لقد أجادت تلك الكتابات تصوير الاحداث من قبل قيامها. ثم تواليها إلي أيامنا الحالية. وقد اجتذبني إليها دقة الوصف. وعنايتها بالتفصيلات والمنمنمات بما يهبنا مشهد الثورة بكل اتساعه. يمكن أن أقول - والكلام للكاتب المسرحي والسياسي عاطف الغمري - أن هناك كتاباً لي بعنوان "مصر تسترد روحها" - ثورة 25 يناير وإعادة بناء الدولة "صدر عن دار نهضة مصر. وقدمت له بمقدمة. حاولت أن استعرض فيها - بشكل عام - الإحساس بالمفاجأة الذي انتاب المصريين عند قيام الثورة. أضيف أنه لابد أن يحدث هذا من خلال أحداث مشابهة لما حدث في 25 يناير في التاريخ الحديث. وكان المصريون يخرجون في يوم واحد. وفي ساعة واحدة. وبلا قيادة ولعل أبرز هذه الاحداث كان ثورة 1919. وانتفاضة 1935 لإعادة دستور 23 واستخلص من هذه الدراسات الإنسانية. ومن الدراسات التاريخية. أن الشعب المصري يتمتع بالصبر والتسامح. وأنه يختزن في داخله معاناته. ويعطي ظهره لنظام الدولة إذا لم يعجبه الأمر. ويمارس حياته منفصلا عن نظام الدولة. لتصبح الدولة في عزلة عن الشعب. وفي لحظة ما يفيض الكيل به. فيخرج - كما خرج في 25 يناير - ليفرض إرادته. ثم تحدثت بعد ذلك عن الممارسات التي كان يمارسها النظام. وسميتها نظام هدم الدولة. وأعطيت نماذج كثيرة كان من الممكن أن تحقق تقدماً اقتصادياً وازدهاراً. وتحل مشكلات المصريين. ولكن كان يتم اتخاذ قرار بوقف كل ذلك. وقلت إن الدول لم يكن لديها استراتيجية ولا فكر. وهو ما أثر علي سياستها الخارجية. فلم يكمن هناك مستشارون علي مستوي. الأمر الذي أدي إلي تراجع مكانة مصر في الخارج. ثم قدمت دراسات ومقترحات لإعادة بناء الدولة. وكيف يمكن أن تتقدم وتصبح دولة لها وضع في المجتمع الدولي وهناك فصل عن الاخطاء التي حدثت في إدارة شئون البلاد إلي الآن. وأن الخلل الذي أصاب الحياة السياسية والاقتصادية من 25 نوفمبر إلي 25 ديسمبر له مظاهر وأسباب. من يدير الدولة أو الحكومة. لم يتعامل مع الواقع. علي أن هناك ثورة. ولكنه نظر إلي الأمر علي أنه مجرد انتفاضة أو مظاهرات واعتصامات. وهذا أدي إلي وقوع فجوة بين الشارع والحكومة. أيضا. صدر لي كتاب ترجمته لستيفن كوك بعنوان "النضال من أجل مصر من عبدالناصر إلي ميدان التحرير" استعرض فيه المؤلف ما حدث في الستين عاماً الماضية. وكان معجباً بعبد الناصر ومنحازاً له. وتحدث عن جزء كبير من فساد مبارك ومعاونيه. ويصب في نهاية الكتاب إلي أن الثورة المصرية - ورغم ما تعانيه - فإنها ستنج. وستكون مصر دولة كبيرة. لها شأن. ويلخص د. جمال التلاوي أجمل نص قرأه عن الثورة في ماقاله عمر سليمان الساعة السابعة يوم 11 فبراير في العام الماضي تلك الكلمات هي أفضل نص عن الثورة. وهناك كتاب للروائي أحمد زغلول الشيطي. تحدث عن ثورة 25 يناير. فعبر عنها في صدق وبساطة. هذا هو رأي الروائي سمير الفيل الذي يضيف ايضا كتاب ابراهيم عبدالمجيد الذي وضعه عن ميدان التحرير. وكذلك كتاب الأبحاث الصادر عن المؤتمر الأخير لأدباء مصرفي دورته السادسة والعشرين.. سقوط نص الاستبداد عن فكرة الثورة. والنصوص التي واكبت الثورة. يهدف الكتاب إلي معالجة مفهوم الاستبداد. وسقوط نصه في ضوء انتفاضة الشعب المصري. من خلال معالجة تقوم علي استكشاف العلاقة بين الثقافة والثورة. من خلال قراءة الواقع ورصده وتحليله بموضوعية. معتمدة علي نظرية نقدية لموقف المثقف. ومقاربته المجتمعية لتجلياتها المتعددة. بالاضافة إلي ما قدمه جيل الشباب من إبداعات قصصية وشعرية ومسرحية وغنائية. بالاضافة إلي اشتراك النص الشعري مع العنصر التشكيلي. وكان الفنان محمد عبلة واحداً من المعبرين عن هذه الفكرة التي ظهرت لأول مرة في سني الثورة. وفي دمياط. وكانت الأبحاث تتناول هذا الجانب. خاصة مجموعة النصوص التي مهدت للثورة. أو تنبأت بسقوط الدكتاتورية. وأعتقد أن المدونات هي البديل للكتاب الثقافي فالنشطاء السياسيون يكتبون علي التويتر والفيس بوك. وهو ما ظهر في مدونة انتصار عبدالمنعم. ومدونة رباب كساب. ونصوص أدبية مركزة وموجزة وواسعة الانتشار.