أشارت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية إلي أن نتائج المرحلة الأولي من الانتخابات كادت أن تتحول إلي مسرحية هزلية عقب إعلان القاضي أنه مرهق جداً ولن يتمكن من إعلان النتائج. وتشير الصحيفة إلي أنه بعد سنوات من تزوير نتائج الانتخابات طيلة حكم مبارك ونظامه واجهت الجولة الأولي من الانتخابات البرلمانية في مصر ما بعد الثورة بعض الصعوبات لتتسم بالحرية والنزاهة ويري مراسل الصحيفة أن تبريرات رئيس اللجنة ستثير مخاوف البعض حول مدي سلامة هذه الانتخابات. كما أوضحت الصحيفة أن فوز حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين التي طالما كانت محظورة في عهد مبارك كان أمراً متوقعاً لكن المثير للدهشة من وجهة نظر الديلي تليجراف هو نجاح حزب النور السلفي والذي من المتوقع أن يحقق الفوز بنسبة من 20 إلي 30% في البرلمان المصري بعد الثورة وهو ما يعني أن الكتلة الليبرالية المصرية باتت تتبوأ المركز الثالث. واعتبرت ديلي تليجراف تلك النتيجة بمثابةالصفعة المدوية بالنسبة لليبراليين والعلمانيين والمسيحيين في مصر الذين عانوا من التمييز والاضطهاد تحت حكم مبارك والآن يواجهون مستقبلاً غامضاً. وفي"الجارديان" البريطانية صرح د. شادي حميد - الخبير بمعهد بروكنجز البريطاني - أن القوي الإسلامية قد انقسمت إلي فريقين، أحدهما راديكالي ويعبر عنه التيار السلفي، فيما تعبر جماعة الإخوان المسلمون عن التيار الأكثر اعتدالا بالمقاييس الأمريكية، وهو ما انعكس علي التقارب الملحوظ الذي جري مؤخرا بين الأخيرة وبين القيادة في البيت الأبيض عبر اللقاءات العديدة بين الجانبين، بهدف التنسيق بينهما علي المستوي السياسي في ظل توقعات باستحواذ التيارات الإسلامية علي مقاعد البرلمان الذي يمثل السلطة التنفيذية في مصر. بينما فسرت التايمز اختيارات الشعب المصري الذي دفعه قمع النظام الي التعبير عن الرأي من المسجد. وطالبت التايمز بضغط امريكي أوروبي من أجل احترام القانون والحريات من قبل أي قوي تتولي السلطة في مصر ، كما حذرت من التساهل مع بقاء المجلس العسكري في السلطة ما بعد الموعد الذي حدده لتسليمها للمدنيين في الصيف المقبل. ورأت أن ذلك قد يعيد الاحتجاجات التي اطاحت بمبارك، بل تذهب الي حد انه قد يشجع نظام الاسد في سوريا علي الاستمرار في قمع شعبه.