علقت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، في إفتتاحيتها الأربعاء، على نتائج الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب، قائلة، إن النتيجة الرسمية «لا تعكس حقيقة واقعة»، وأن الاقبال على التصويت، والذي تم تقديره من قبل جماعات حقوق الانسان والمراقبون بأنه لا يزيد عن 10% «يرثى له»، وهو ما اعتبرته دليلاً على ضعف إيمان المصريين بالنظام الانتخابي. ووصفت الصحيفة تعبير الولاياتالمتحدة عن «فزعها» من الانتخابات البرلمانية بأنه «تصريح مكبوح»، مضيفة أن ما حدث الأحد الماضي كان «مهزلة انتخابية» وأنه يجب ألا ينخدع المصريين بها، ولا حلفاء مصرالدوليين. وتابعت الصحيفة أن النظام يشعر ب«الضعف»، و«غير مستعد» لتحمل المعارضة، موضحة أن سبب تراجع الحريات الديمقراطية يرجع إلى حاجة النظام إلى إحكام سيطرته على المجال السياسي في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية. وأكدت الصحيفة أنه إذا كان الرئيس مبارك يرغب في انتقال السلطة لنجله، فأن أفعاله «قصيرة النظر» بشكل خطير، لافتة إلى أن هذه الأفعال ستترك جمال مبارك مع نظام «تالف». من جانبها علقت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية، على نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات قائلة، إن النصر الذي حققه الحزب الوطني «لم يكن موضع شك»، معتبرة أن اكتساحه لمقاعد البرلمان بمثابة «هزيمة مذهلة» لجماعة الإخوان المسلمين، وأضافت الصحيفة أن النتيجة ظهرت ك«جزء» من استراتيجية الحزب الوطني لإضعاف خصومه في وقت «الشقاق» داخل الحزب نفسه على اختيار مرشح للرئاسة. وقالت صحيفة «جارديان» البريطانية، إن النظام المصري، والذي وصفته ب«القمعي»، أرسل رسالة للمجتمع الدولي عبر تصميمه على مواجهة أي تحد لسلطته، وذلك بعد إدارة الانتخابات البرلمانية التي «قضت» فعلياً علي المعارضة الرسمية. وأضافت الصحيفة أن المراقبون المحليون والدوليون وصفوا النتائج ب«المبهرة» نسبة لمستويات التزويير بها، مؤكدة أن مثل هذا النوع من التزوير الواضح يسبب «ذعر» في العواصمالغربية، ومن ثم سيكون هناك ضغوطاً قوية على الرئيس حسني مبارك لتطبيق بعض الديمقراطية، مضيفاً أنه سيتم النظر إليها على أنها صفعة في وجه إدارة أوباما. ونقلت الصحيفة عن شادي حميد، مدير الأبحاث في معهد بروكينجز الدوحة، قوله «كنا نعرف العملية الانتخابية ستكون سيئة، ولكن لا أحد أدرك أنها ستكون بهذا السوء»، مضيفاً أن «مصر انضمت إلى مصاف الدول الأكثر استبدادية في العالم». وأضاف حميد: نتيجة الجولة الأولى تشير إلى أن النظام «خائف» من الانتقال الوشيك للسلطة، وأنه «ليس في حالة تسمح بالمجازفة ببقائه خاصة أن مصر تدخل أصعب الفترات في تاريخها الحديث». وتابع التقرير أنه على الرغم من الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان على أيدي أجهزة الأمن، وتقدم الاصلاح السياسي «البطيئ»، إلا أن النظام المصري لا يزال حليفاً وثيقاً للغرب، مضيفة أن عدم وجود خليفة في الحكم يثير توترات شديدة بين النخبة السياسية في مصر حول نقل السلطة، في حين أن الغضب الشعبي يتزايد لانخفاض مستويات المعيشة في ظل اضطهاد الدولة «المتفشي». وأكدت الصحيفة أن الانتخابات الأخيرة أظهرت أن فرصة أصوات المعارضة للمشاركة في انتخابات الرئاسة المقبلة ستكون «ضئيلة». وقالت صحيفة «دايلي تليجراف»، إن الانتخابات تشير إلى أن الرئيس مبارك أكثر «تصميماً» على ممارسة سلطته قبل الانتخابات الرئاسية في العام المقبل، والتي من المتوقع فيها إما تمديد فترة حكمه أو ضمان تسليم السلطة إلى نجله جمال،على حد قول الصحيفة.
