«التنظيم والإدارة» يتيح الاستعلام عن نتيجة مسابقة وظائف وزارة العدل    يونس: أعضاء قيد "الصحفيين" لم تحدد موعدًا لاستكمال تحت التمرين والمشتغلين    «الصناعات الهندسية» وجامعة بورسعيد يبحثان تأهيل الطلاب لسوق العمل    سعر طن الحديد اليوم الجمعة 7-6-2-2024 في المصنع وللمستهلك    «التنمية المحلية» في أسبوع.. تسليم مدفن صحي شبرامنت ومتابعة جهود «أيادي مصر»    قبل عيد الأضحى.. أسعار الأضاحي 2024 في الأسواق ومزارع الماشية    تموين الإسكندرية تشكل غرفة عمليات لمتابعة توافر السلع استعدادا لعيد الأضحى    رانيا المشاط تبحث مع وزير النقل الأذرى ترتيبات انعقاد لجنة التعاون المشتركة    الأمم المتحدة تدرج إسرائيل بالقائمة السوداء للدول المتورطة بإلحاق الأذى بالأطفال    زيلينسكي: الحرب الروسية ضد أوكرانيا نقطة تحول في تاريخ أوروبا    الأيرلنديون والتشيكيون يتوجهون لمكاتب الاقتراع في ثاني أيام انتخابات البرلمان الأوروبي    يورو 2024 – مدرسة هولندا الخاصة لغات.. لم ينجح أحد    ضياء السيد: حسام حسن غير طريقة لعب منتخب مصر لرغبته في إشراك كل النجوم    موعد أول أيام عيد الأضحى المبارك 2024 في مصر.. «كم يوما إجازة؟»    صدمته سيارة مسرعة.. الاستعلام عن صحة شخص أصيب فى حادث مروري بالهرم    100 لجنة لاستقبال 37 ألف و 432 طالباً وطالبة بامتحانات الثانوية العامة في المنيا    خلال ساعات.. تعرف على موعد نتيجة الشهادة الإعدادية فى محافظة قنا 2024    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى المنيب دون إصابات    استجابة لأهالي الحي السابع.. إزالة إشغالات مقهى بمدينة نصر    محمد صابر عرب: أهم ما نملكه التراث وعملت 20 سنة في إدارة وتطوير مؤسسات ثقافية    وزيرة الثقافة وسفير اليونان يشهدان «الباليه الوطني» في الأوبرا    مسئولة فلسطينية: الموت جوعا أصبح حالة يومية فى قطاع غزة    «8 الصبح» يحتفي بذكرى ميلاد الفنان الراحل محمود مرسي.. شارك في 300 عمل فني    دعاء للمتوفى في العشر من ذي الحجة.. «اللهمّ اغفر لأمواتنا ذنوبهم»    داعية إسلامي: أبواب الخير كثيرة في ذي الحجة ولا تقف عند الصيام فقط    «السبكى»: توقيع عقدي تعاون لتعزيز السياحة العلاجية ضمن «نرعاك في مصر»    علي عوف: متوسط زيادة أسعار الأدوية 25% بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج    المتحدة للخدمات الإعلامية تعلن تضامنها الكامل مع الإعلامية قصواء الخلالي    واشنطن تطالب إسرائيل بالشفافية عقب غارة على مدرسة الأونروا    التعليم العالي: إدراج 15 جامعة مصرية في تصنيف QS العالمي لعام 2025    خالد جلال ناعيًا محمد لبيب: ترك أثرًا طيبًا    سلوى عثمان تكشف مواقف تعرضت لها مع عادل إمام    ذا جارديان: "حزب العمال البريطانى" قد يعلن قريبا الاعتراف بدولة فلسطينية    لوكاكو يكشف إمكانية إنتقاله للدوري السعودي في الموسم الجديد    تعرف على فضل صيام التسعة أيام الأوائل من ذي الحجة    إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بالطريق الدائري بالقليوبية    خلاف داخل الناتو بشأن تسمية مشروع دعم جديد لأوكرانيا    قافلة طبية مجانية بقرى النهضة وعائشة في الوادي الجديد    ارتفاع حجم التجارة الخارجية للصين بواقع 6.3% في أول 5 أشهر من 2024    خبراء عسكريون: الجمهورية الجديدة حاربت الإرهاب فكريًا وعسكريًا ونجحت فى مشروعات التنمية الشاملة    مداهمات واقتحامات ليلية من الاحتلال الإسرائيلي لمختلف مناطق الضفة الغربية    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 7 يونيو 2024.. ترقيه جديدة ل«الحمل» و«السرطان»يستقبل مولودًا جديدًا    الإسكان: تم وجارٍ تنفيذ 11 مشروعًا لمياه الشرب وصرف صحى الحضر لخدمة أهالى محافظة مطروح    الأخضر بكامِ ؟.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري في تعاملات اليوم الجمعة 7 يونيو 2024    تفشي سلالة من إنفلونزا الطيور في مزرعة دواجن خامسة بأستراليا    افتتاح المهرجان الختامي لفرق الأقاليم ال46 بمسرح السامر بالعجوزة غدًا    مفاجأة.. دولة عربية تعلن إجازة عيد الأضحى يومين فقط    الأوقاف تفتتح 25 مساجد.. اليوم الجمعة    رغم الفوز.. نبيل الحلفاوي ينتقد مبارة مصر وبوركينا فاسو .. ماذا قال؟    ما قانونية المكالمات الهاتفية لشركات التسويق العقاري؟ خبير يجيب (فيديو)    عيد الأضحى 2024| أحكام الأضحية في 17 سؤال    ساتر لجميع جسدها.. الإفتاء توضح الزي الشرعي للمرأة أثناء الحج    مجلس الزمالك يلبي طلب الطفل الفلسطيني خليل سامح    غانا تعاقب مالي في الوقت القاتل بتصفيات كأس العالم 2026    حظ عاثر للأهلي.. إصابة ثنائي دولي في ساعات    إبراهيم حسن: الحكم تحامل على المنتخب واطمئنان اللاعبين سبب تراجع المستوى    في عيد تأسيسها الأول.. الأنبا مرقس يكرس إيبارشية القوصية لقلب يسوع الأقدس    بمكون سحري وفي دقيقة واحدة .. طريقة تنظيف الممبار استعدادًا ل عيد الأضحى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مؤامرة قتل التنمية في سيناء نظام مبارك أعدم 400 ألف فدان صالحة للزراعة.. ودمر السكك الحديدية ببئر العبد

44 عاماً قضتها سيناء ودموعها تتساقط علي وجنتيها تنتظر رمالها الذهبية قطرات عرق شباب النيل تلقح أرضها الخصبة فتنجب الخير لمصر كلها، صباح الخامس من يونيو 1967 استيقظت أرض الفيروز علي رائحة نتنة وأقدام نجسة تدنس طهارتها صرخت عندما اختطفها الصهاينة ، لتظل في الأسر 6 سنوات، كان عزاؤها بكاء الأم عليها وما يؤنس وحشتها من شهداء تحتضنهم أرضها، وسباق رجال شجعان الزمن لتحريرها.. وقد كان، ففي الثانية من ظهر السادس من أكتوبر، العاشر من رمضان زئر أسود مصر وتعالي أزيز الطائرات المقاتلة، وهدير المدافع التي دقت حصون العدو فارتعدت فرائسه، اختبأ اليهود في جحورهم، بينما تعصر سيناء جثثهم تارة وترقص بها رقصة النصر تارة أخري، فلم تمنعهم حصونهم ولا خط بارليف المنيع ولا حممه من مصيرهم المحتوم، يومها اغتسلت سيناء بدماء الشهداء فاستعادت طهارتها ونقاءها، منذ ذلك الحين ولا تزال تنتظر مع اطلالة كل فجر جديد من يحمل لها البشري، كثيراً ما ابتلعت رمالها صفحات جرائد تحمل الوعود بيوم تخضر فيه، فما تلبث أن تكتشف أنها مجرد أضغاث أحلام مسئولين، رحل بطل التحرر، غادر السادات دنيانا، وجاء مبارك، وطال الانتظار مع ميلاد كل فجر جديد وغروب شمس تموت الأيام تتراص فإذا هي سنوات امتدت إلي 30 عاماً من التحرير في انتظار التعمير، في انتظار البشارة.
رحل مبارك ونظامه غير مأسوف عليهم تلاحقهم تهمة الخيانة العظمي في حق مصر بهجر سيناء مع سبق الإصرار والترصد، اليوم أرض الأنبياء ومهبط الرسالات تشتم رائحة جيل ثورة 25 يناير تنتظر أن تدفع به حكومته الجديدة في أحضانها، فها هي سيناء تشتاق لحضن مصر الذي لم تسمع عنه سوي في أغاني عبدالحليم حافظ الذي كان يشدوا " بالأحضان يا حبيبتي يا سينا" في كل ذكري سنوية للتحرير بينما الجفاء والحرمان يزدادان، فهل آن الأوان أن تشعر أرض الفيروز بدفء أحضان مصر أحضان التعمير؟
في الذكري الثلاثين للاحتفال بمعركة الكرامة قررت «روزاليوسف» أن تنكئ الجراح وتتلمس مواضع الألم، بحثاً عن تشخيص للأورام التي أصابت الجسد، فهناك علي أرضها سعت خلايا تكفيرية للنمو، وعدد من أبنائها تطاردهم أحكام النظام البائد، ويعتصر قلوب عدد ليس بقليل شعور بالحرمان ونقص الخدمات والبطالة، والتخوين والمنع من حقوق التملك، فيما تكاثرت في الجسد ثقوب الأنفاق، واستبعد البعض أشجار التين والزيتون ليزرع الخشخاش والأفيون، وهناك من رأي أن تجارة السلاح أكثر ربحاً من الفيروز والأحجار الكريمة فحولها لسوق سلاح.
شبه جزيرة سيناء معبر آسيا لإفريقيا، سدس مساحة مصر، بها مقومات دولة، حيث الشواطئ الساحرة، والصحاري المبهرة ، وطريق العائلة المقدسة، والصخرة المعلقة، ودير سانت كاترين، وعيون موسي، وثروات نفطية ومعدنية، وأراض زراعية خصبة ومنافذ مائية ومياه جوفية.
فهيا بنا نغوص عبر حلقات في عمق سيناء بين الثروات والمشكلات، روعة المكان وأوجاع الإنسان، بين الواقع والمأمول، نعبر الأنفاق ونكشف أسرارها، ونتسلق الجبال لمحاورة أخطر المطلوبين أمنيا، نقف علي حقيقتهم وما وراءهم من أسرار، نخترق مافيا السلاح، نتعرف علي المصادر والأسعار وطرق التهريب، لنقدم روشتة العلاج. في بئر العبد تلك المدينة التي تمثل حلقة الوصل بين المدنية والبداوة في شمال سيناء بجانب مدينة العريش التي تبعد عنها مسافة 80 كيلو متراً وقفت مندهشا، وأنا أنظر إلي ترعة السلام التي عقد عليها الأمل في ري 400 ألف فدان فإذا بها تتلوي من شدة العطش، تتجرأ عليها رمال الصحراء العارية من ظل الأشجار، فتنتهك حرمتها، محيطها به بقايا شتلات الزيتون التي نجت بعد أن جاهد مزارعوها في حفر الآبار الجوفية لإطفاء ظمأها، بينما كثير من الشباب هزمهم الإحباط وقهرتهم المعاناة بعد سنوات من النجاح كانت المياه فيها تسابق الزمن في معركة التعمير بترعة السلام وفجأة جف شريان الحياة وتوقف نبضها دون سابق إنزار.
علي بعد 500 متر كان المشهد أكثر مأساوية، فطريق التعمير بترت أقدامه، وتقطعت أنفاسه، وبات غير قادر علي المسير، وعاجز عن نقل قافلة التعمير إلي الأمام، وقفت محطة سكك حديد بئر العبد تبكي رحيل زوارها مبكراً تتذكر يوم افتتاحها بحضور المسئولين وعلية القوم، تسأل عن سبب هجرها، فلا من مجيب، مازالت واجهتها محتفظة برونقها تنتظر عودة القطارات رغم ما لحق بها من تلفيات، أصبحت جسداً بلا روح، كعروس جميلة هجرها عريسها ليلة زفافيهما، وعلي الطريق تمددت بقايا القضبان الحديدية، يفصل بينها مساحات شاسعة، تري من سرق القضبان، ولماذا توقف خط التعمير، وما هي التكلفة التي تحملتها ميزانية الدولة التي تمول من جيوب الشعب المغلوب علي أمره في ظل فساد نظام الحكم السابق، ولماذا لم يستكمل المشروع لربط القاهرة بالعريش ثم رفح مروراً بالإسماعيلية والقنطرة شرق وغرب وبئر العبد وإذا كان صحيحاً ما زعمه مسئولون من النظام السابق أن تكلفة المشروع كبيرة ما عرقل استمراره فلماذا توقفت رحلات بئر العبد رغم الانتهاء من إنجاز المشروع.
وما سر وقف ضخ المياه في ترعة السلام رغم ضخ أضعافها في توشكي تلك الأرض التي كشف أحد مهندسي إنشاء قنوات الري بها لروزاليوسف أن الأرض صخرية علي عمق 2 متر ونصف المتر مما يجعلها تخزن مياه الري أسفل جذور الأشجار والنباتات فتتضاءل الإنتاجية وتموت المزروعات؟ والأهم أيهم أولي بالتنمية سيناء ذات البعد الاستراتيجي والقومي والعامرة بالأراضي الخصبة أم توشكي تلك الصحراء القاحلة بالقرب من السودان؟
السؤال الأخير أجابت عنه حكومات متعاقبة في عهد الرئيس السابق مبارك قالوا: سيناء، وللأسف كانت أفعالهم علي النقيض تحت ضغوط ولمصلحة جهات لا نعلمها.
سيناء هي كلمة السر في تاريخ ومستقبل مصر بلا أدني مبالغة، لأهميتها للأمن القومي المصري فهي بوابة مصر الشرقية التي سجلت أرضها حوادث التاريخ وشاهدة علي البطولات منذ عهد أجدادنا الفراعنة حيث معارك أحمس وحتي حروب 48 و56 و67 وحتي انتصار أكتوبر 1973 وأهميتها الجغرافية ما يمنحها قيمة اقتصادية، فهي بوابة قارة إفريقيا إلي آسيا، تقع بين ثلاثة مياه: البحر المتوسط شمالاً بطول 120 متراً، وقناة السويس من الجنوب الغربي 160 كيلومتراً وخليج السويس من الجنوب الغربي 240 كيلو متراً وخليج العقبة بطول 150 كيلو متراً.
سيناء ذلك الكنز المهمل مساحتها 61 ألف كيلو متر مربع بما يعادل تقريباً 6% من مساحة مصر، تمتلك وحدها 30% من شواطئ جمهورية مصر العربية حيث تطل علي 78 كيلو متراً مربعاً من إجمالي 417 كيلو متراً مربعاً شواطئ في مصر كلها، وبذلك كل كيلو متر شواطئ في سيناء خلفه 160 ك م فقط مقارنة ب387 ك م خلف كل كيلو متر شواطئ في مصر بمساحتها الإجمالية وهذا يعكس إهدار كنز فهناك من الدول ما تحلم بمنفذ ملاحي بضع أمتار، وهي القيمة التي أدركها العدو الإسرائيلي بمحاولات احتلالها وما دفعه لاحتلال الساحل الفلسطيني فخنق قطاع غزة.
نعود لسؤال أولوية التعمير، ففي 13 أكتوبر 1994 قرر مجلس الوزراء في اجتماع مطول اعتماد استراتيجية التنمية المتكاملة في سيناء، وشرعت الحكومة في تنفيذ الخطة التي استهدفت: تقوية سياسة مصر الزراعية بزيادة الأراضي المستصلحة والاستغلال الأمثل لمياه الصرف الزراعي المهدرة بأراضي باقي المحافظات حيث تصرف بالبحر فتختلط بالمياه المالحة دون فائدة، وربط سيناء بشرق الدلتا وتحويلها إلي امتداد طبيعي للوادي، واستغلال طاقات الشباب وتوظيفها في مجالات التنمية، جاء ذلك في الوقت الذي لم يبدأ فيه مشروع توشكي إلا عام 1997 أي بعد مشروع تنمية سيناء بثلاث سنوات، وفي سبتمبر من العام 2000 تمت إعادة رسم استراتيجية التنمية لتضم محافظات القناة حيث بلغت التكلفة الاستثمارية الجديدة 110.6 مليار جنيه حتي عام 2017م .
نعود لترعة السلام التي تبدأ غرب قناة السويس عند الكيلو 219 علي فرع دمياط أمام سد وهويس دمياط و تمتد الترعة جنوب شرق في اتجاه بحيرة المنزلة ثم جنوبا حتي تتلقي مياه مصرف السرو ثم تتجه شرقا فجنوبا علي حواف بحيرة المنزلة حتي تتلقي مياه مصرف حادوس فتتجه شرقا حتي قناة السويس عند الكيلو 800 و27 جنوب بورسعيد ،لتعبر أسفل قناة السويس عن طريق السحارة "قناة" أو نفق طوله 770 متراً بقطر داخلي 6.3 متر بقدرة تمرير 160 متراً مكعباً من المياه في الثانية الواحدة من غرب قناة السويس لشرقها لتصل بمياهها لوادي العريش بطول 175 كيلو متراً ويتفرع من الترعة مجموعة من الترع الفرعية والتوزيعية، كما كان مقرراً حيث قسم المشروع ل3 مراحل منطقة رابعة: 70 الف فدان و منطقة بئر العبد: 70 الف فدان - منطقة السر والقوارير: 135 الف فدان ورغم إنجاز المشروع حتي بئر العبد فقد توقف ضخ المياه نهائياً وبذلك أهدرت المليارات التي أنفقت دون جدوي.
قيما تعود قصة خط السكك الحديدية إلي ذات العام 1994 حيث أقر المشروع مجلس الوزراء بذات الجلسة، للبدء في إنشاء الخط بطول 225 كيلو متراً كما كان مستهدفاً وفقاً للخطة ليمر ب13 محطة خلال رحلته من الإسماعيلية ومروراً ببئر العبد والعريش وحتي رفح بإجمالي تكلفة 320 مليون جنيه من الفردان حتي بئر العبد فقط بطول 100كم كمرحلة أولي وهي التي تم إنجازها، وتضم المرحلة الثانية بطول 125كم، 7 محطات تنتهي برفح إضافة إلي وصلة شرق بورسعيد بتكلفة 800 مليون جنيه.
ورغم إنجاز المرحلة الأولي وافتتاحها ما العجيب أن المنطقة الصناعية بئر العبد تم تخطيها وإنشاء جزء كبير من بنيتها التحتية ولم ينشئ فيها مصنع.
ويقول الشيخ سعيد موسي صباح أحد أبناء قبيلة البياضية عائلة المراذقة ببئر العبد إنه يشعر بالألم عندما يري ترعة السلام وقد جفت مياهها وينظر إلي محطة السكك الحديدية بعد تعطيلها عمداً بحسب رأيه مضيفاً: بعد عملها بنحو عام فوجئنا بالقطارات تخفض عدد رحلاتها لسيناء رغم قلتها فلا تأتي إلا رحلتين في اليوم حتي توقفت نهائياً في عام 2005 وبدأت مؤامرة سرقة الخطوط الحديدية تحت سمع وبصر الشرطة ما جعلنا نشعر بأن سارقي الخطوط الذين يأتون في عز النهار ويستخدمون لهب الأكسجين في تقطيع القضبان وجرها تابعون لرجال النظام وتحت حماية الشرطة، مضيفا: ضجرنا بالشكوي لإعادة تشغيل الخط دون مجيب.
سألته: ولماذا لا تكون سرقة بعض البدو للقضبان هي السبب في تعطل القطارات؟
قال: توقف الرحلات كان سابقاً علي سرقة القضبان، وعندما شعر البعض بأن الخط معطل تجرأ علي سرقة القضبان، وهناك من أكد أن وراء هذه السرقات أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني السابق عن طريق عصابات كانت تذهب بالقضبان لمصنع عز للحديد والصلب وأن تعطيل الخط كان لحسابات خارجية، علماً بأنه كان هناك خط سكك حديد يربط مصر بفلسطين وتركيا مروراً بسيناء وظل يعمل حتي 1967 حيث قام الاحتلال الإسرائيلي بتفكيكه .
قلت: كيف؟.. قال: إسرائيل هي الوحيدة صاحبة المصلحة في تعطيل تنمية سيناء.
وأضاف صباح: سيناء مهملة ولا بد من تنميتها ككل، مشيراً إلي بعض مشكلات بئر العبد الذي طالب بأن تكون عاصمة لمحافظة ثالثة في سيناء ، مشيراً إلي احتياج مدينة بئر العبد للخدمات الصحية، مشدداً علي ضرورة تحويل مستشفي بئر العبد إلي مستشفي طوارئ كونه علي الطريق الدولي وهناك حوادث لا يملك مستشفي بئر العبد التعامل معها، كما أن المستشفي لا يقدم الخدمات الصحية المطلوبة لضعف إلامكانات رغم ما يبذله الأطباء من جهد لخدمة المرضي وفقاً لما توافر لديهم من امكانيات.
قامت «روزاليوسف» بجولة داخل مستشفي بئر العبد فإذا به ضعيف الإمكانات أشبه بمخيم من الخشب والألمونتال، سقفه منخفض والاستقبال ثلاثة سرائر فقط تفصل بينها ستارة لا تقوي علي هزات الريح، المكاتب من المعدن متهالكة وغرف سكن الأطباء أسوأ حالا حيث رشح مواسير الصرف الصحي وسوء التهوية ما يستوجب إدراج هذا المستشفي في خطط الإحلال والتجديد لتغييره بمستشفي جديد عام مجهز لاستقبال كل الحالات وإجراء العمليات وتوافر حضانات الأطفال، فهو يخدم مناطق سكنية بطول 160 كيلو متراً.
ويقول المهندس فرج نصار مدير الإدارة الهندسية برمانة بئر العبد وشيخ قبيلة البياضة السابق، إن سيناء في حاجة لخطة تنمية استراتيجية لسيناء يحدد بها كل مجالات التنمية في كل مكان وفقاً لصلاحيته وتحديد الأماكن الصالحة للصناعة ومثلها الصالحة للزراعة وما يصلح للإسكان مع وضع خريطة تنمية بشرية تربط التعليم بحاجة المجتمع الذي يسكن به أهالي سيناء، فالمنطقة الزراعية ننشئ بها معاهد دراسية والأماكن السياحية تنشأ فيها كليات سياحية والصناعية كذلك لربط التعليم بالتنمية.
وأضاف نصار: نحن نشعر بالظلم ولا بد من تنمية ولكن لن يستطيع أي مسئول فعل ذلك بدون تشريع قانوني لإزالة المعوقات، يحدد الأماكن الممنوع التملك بها لظروف تتعلق بالجيش، لكن أن تترك هكذا لعرقلة طالبي التملك وأصحاب المشروعات فإن هذا لا يصلح وتمييز ضد أبناء سيناء.
واستطرد نصار: لا بد من منح أبناء سيناء حق تولي المناصب القيادية في المحافظة، فالمؤسف أن شمال سيناء توضع في التصنيف "ج" وسط التصنيفات وبذلك ميزانيتها وعدد الدرجات الوظيفية محدودة ولا يسمح لأحد من أبنائها بتولي الوظائف القيادية فلا يسمح لأحد من أبناء سيناء تولي منصب محافظ أو رئيس مجلس مدينة وأقصي شيء نائب رئيس مجلس المدينة، رغم أن جنوب سيناء مصنف "ب" وتعمير سيناء ليس قرار رئيس مجلس وزراء بل قرار المجلس العسكري لأن الشجرة لا يمكن أن تزرع إلا بموافقة الجيش فهو المهيمن علي سيناء، مضيفا: غير مسموح لنا بالتنمية علي الشواطئ وعندما أقر مجلس الوزراء في السابق استراتيجية التنمية وضع الكردون علي الأراضي التي بها عمران وبذلك جردنا من ملكيتها وعرضها أمام المستثمر رغم أننا ورثنا هذه الأرض عن الجدود.
ويرفض جمال عطاالله أحد أبناء مدينة بئر العبد قائلاً: لماذا تفرق الحكومة بيننا وبين باقي المحافظات، فأي مواطن مصري من حقه أن يتملك أرضه ولن نشعر بالطمأنينة حتي لو كان حق الانتفاع 200 سنة وليس 99 عاماً، وعلي الحكومة أن تتخذ ما تشاء من ضمانات تمنع البيع لأي شخص غير مصري، ولا يوجد خائن في سيناء، وإن كانت لديها مستندات تخون أحد من أبناء سيناء فعليها كشفها ومحاكمته لكن نحن لدينا 800 مجاهد حاصلون علي أنواط الواجب وكل الجواسيس من الوادي، والبيع للأجانب تم من قبل مصنع حسن راتب الذي باع أسهم لشريك أجنبي وكذلك شركة إيجي جاز يعني رجال النظام السابق.
سألته: ربما المسألة ليست تخويناً بل لحساسية المنطقة ورغبة القوات المسلحة في جعل مساحات منها مناطق إبرار وعمليات حال حدوث اعتداء علي مصر؟
قال: توضع خطة ويقال هذا المكان قابل للتنمية وتطرح فيه الأرض للتمليك وهذه خارج الخطة ملك للقوات المسلحة لكن هذا الوضع وتجميد التنمية لا يصلح.
ويري سليمان محمد إبراهيم مدير الشئون القانونية بمجلس مدينة ببئر العبد أن حل المشكلات يكون بتغيير الفكر وتغيير الفكر لا بد من تغيير المسئولين عن الإدارة المحلية فنفس الأشخاص هم ذواتهم بالمواقع الإدارية في المحافظة، داعياً للتوقف عن التنمية الورقية والمتلفزة وتحقيق أفعال علي أرض الواقع، مضيفاً: ترعة السلام لم تحقق شيئاً وجاءت بها المياه عامين فقط حتي تمكن اللصوص من الاستيلاء علي الأرض وبيعها، وجفت المياه والشخص الذي حصل علي أرض لا يجد لها الماء اليوم.
هذه كانت بعض مشكلات جزء من سيناء، مجلس مدينة بئر العبد التي ربما لا يعلم عنها الكثيرون شيئاً سوي الاسم الذي يظهر في بعض الأفلام التي تعرض في ذكري تحرير سيناء من كل عام، لكن المدقق في التواريخ المتعلقة بالمشروعات التي أعدمت مثل المنطقة الصناعية وترعة السلام وخط السكك الحديدية، يكتشف بما لا يدع مجالاً للشك أن توقف التنمية بدأ مع العام 2003 ودمرت المشروعات مع بداية 2005 بعد أن أنفق عليها المليارات وهو العام الذي بدأ يشهد سيطرة جمال مبارك ورجاله من الفاسدين علي مقاليد الأمور في مصر ويبقي سؤال مشروع يبحث عن إجابة: هل أعدمت مشروعات التنمية عمداً بصفقة عقدها مبارك ونجله مع الإدارة الأمريكية وإسرائيل تم بمقتضاها وقف التنمية في سيناء لتأمين إسرائيل مقابل مباركة توريث الحكم في مصر لجمال؟ هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة... وهل ستعالج حكومة الثورة أخطاء النظام السابق؟ تلك أمنيات أهالي سيناء وشعب مصر بأكمله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.