إذا كنت من محبى الآثار فإنك بالتأكيد تعرف مسجد الرفاعى بميدان صلاح الدين بالقاهرة، لكن هل تعرف أنه قبل إنشائه كان هناك مسجد آخر.. نعم هى قصة من التاريخ الذى أخبرنا به د محمد عبد اللطيف. وقال لنا: كان هناك مسجد فاطمى قديم عُرف باسم مسجد الذخيرة لأن الذى أنشأه رجل يدعى ذخيرة الملك جعفر متولى الشرطة – أى قائدها – ووالى القاهرة ومحتسبها حوالى سنة 516 ه/ 1122م، مسجد الرفاعى بحى الخليفة بالقاهرة أمرت ببنائه خوشيار هانم والدة الخديو إسماعيل سنة 1286ه/1869م وعهدت إلى حسين باشا فهمى بتنفيذ المشروع وفى سنة 1298ه/1880م أوقفت عمارة المسجد ثم توفيت خوشيار هانم سنة 1303ه/1885م ميلادية وظل بناء المسجد متوقفا نحو 25 عاما حتى عهد الخديو عباس حلمى الثانى سنة 1905 إلى أحمد خيرى باشا بإتمام المسجد فكلف الأخير المهندس هرتس باشا بإكمال البناء ليتمه فى سنة 1329ه/1911م وافتتح المسجد للصلاة فى غرة شهر المحرم سنة 1330ه/1912م. ويوجد بالمسجد مقبرتى الشيخين على أبى شياك ويحيى الأنصارى، وكذلك مقابر الأسر الملكية التى يرقد بها الخديو إسماعيل وأمه خوشيار هانم منشأة المسجد وزوجاته وأولاده والسلطان حسين كامل وزوجته والملك فؤاد الأول والملك فاروق الأول، كما دفن فى المسجد شاه إيران رضا بهلوى ثم أرسل إلى إيران فى حين يرقد حاليا جسد ابنه الشاه محمد رضا بهلوى. وكان موقع المسجد قديما وفى الأصل «زاوية الرفاعى» المدفون بها الشيخ على أبى شياك الرفاعى والموجود قبره بالمسجد حتى الآن ومنه اتخذ المسجد اسمه إلا أنه بعد إنشاء المسجد نُسبت التسمية إلى الشيخ العارف بالله السيد أحمد الرفاعى المدفون بالعراق. ويقع مسجد الرفاعى بمحافظة القاهرة بميدان صلاح الدين حى الخليفة وعلى مساحة 6500 متر منها 1767 متراً للصلاة وبقية المساحة للمدافن والملحقات وبه مئذنتين وقبتين وعلى الطراز المعمارى الإسلامى.