مسجد الرفاعي هو أحد المساجد الأثرية التي تبعث في النفس الراحة والسكينة والهدوء العجيب، وقيل إنه سمي بذلك الاسم نسبة إلى أحمد عز الدين الصياد الرفاعي، والمسجد به تفاصيل دقيقة في الزخارف على الحوائط الخارجية وأعمدته عملاقة بشكل يلفت النظر عند البوابة الخارجية، وقد استمر بناء هذا المسجد أربعين عاما. ويقول الدكتور محمود عبده نور، رئيس قسم التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر: ينسب جامع الرفاعى إلى على أبى شباك الرفاعي، أحد ذرية العارف بالله أحمد الرفاعي، والذى كان مدفونا فى الزاوية القديمة مكان الجامع الحالي، ثم انتقلت النسبة إلى هذا الجامع. أما العارف بالله أحمد الرفاعى فهو أحمد بن السيد على أبو الحسن الرفاعي، ولد سنة 500ه / 1106م ، وتوفى فى (واسط بالعراق) سنة 578ه / 1182م ويقع هذا الجامع بميدان صلاح الدين، وكان يشغل مكانه زاوية كانت تسمى بزاوية الرفاعي، ومسجد الذخيرة الذى بناه والى القاهرة خيرة الملك سنة 516ه / 1122م . وقد أرادت أم الخديو إسماعيل دولتو خوشيار هوشيار قادين بناء جامع كبير فى هذا المكان، فأمرت وكيل وزارة الأوقاف آنذاك حسين فهمى باشا بإعداد مشروع هذا الجامع سنة 1286ه / 1869م ، فامتثل حسين فهمى باشا لذلك وأعد المشروع، وباشر تنفيذه خليل أغا، وما إن ارتفع المبنى عن الأرض قليلا حتى توقف لإجراء تعديلات عليه، ثم استؤنف العمل فيه بعد فترة وتوقف العمل فيه مرة أخري، وظل متوقفا حتى 1324 ه / 1906 م ، حيث استأنف العمل به الخديو عباس حلمى الثاني، وقد ماتت دولتو خوشيار فى فترة التوقف، وواكب استئناف العمل به إجراء بعض التعديلات على المشروع الأول للجامع .وقد اكتمل العمل بالجامع فى سنة 1329ه / 1911م ، وافتتح بصلاة الجمعة فى أول المحرم سنة 1330ه / 1912م . ومساحة الجامع من الداخل 6500 متر مربع، منها الجزء المخصص للصلاة ومساحته 1767 مترا مربعا ، وباقى مساحة الجامع خصصت للمدافن وملحقاتها. وأشار إلى أن جامع الرفاعى يضم العديد من مقابر أسرة محمد علي، ومنها قبر الخديو إسماعيل وقبر أمه دولتو خوشيار، وقبر الملك فاروق الأول، كما يوجد به أيضا قبر شاه إيران رضا بهلوي، وقبر محمد رضا بهلوي، ومن تلك المقابر قبر الملك فؤاد الأول الذى يوجد يمين مدخل الواجهة الغربية، وبجواره قبر أمه الأميرة فريال، وقد غطى جدران القبرين الرخام الملون والزخارف المذهبة والآيات القرآنية المرسومة بعناية فائقة، وقد روعى فى تصميم وزخرفة هذين القبرين الطراز الإسلامي، وزين الجامع من الداخل فى جدرانه وسقوفه بالرخام الملون وزخرف بأرقى أنواع الزخرفة والطرز المذهبة والآيات القرآنية الكريمة التى أبدع الخطاط فى رسمها