حديث جديد قديم عن "الحب" في شوارع وميادين عاصمة الجمال في العالم (روما).. (إيطاليا). لا حرج هناك، ونحن نطلق علي مثل هذه التصرفات (قلة حياء) ونصل بالصفات إلي (قلة أدب) بل يعاقب القانون المصري أي تعبير مماثل لما يحدث في عاصمة الجمال بجريمة (خدش الحياء العام) يعني فيها 6 شهور سجنا علي الأقل! وربما يساعد علي خلق هذه الحالة من الحب في الشارع الأوربي وخاصة في (روما) مجال حديثنا اليوم، المناخ العام للمدينة، فهي مدينة حالمة بتماثيلها، والنحت علي جدران مبانيها، ونظافة شوارعها، ونضارة زرعها، واخضرار نباتاتها، والإضاءات المسلطة علي أسطح وواجهات مبانيها، والحدائق المنتشرة بشكل غير طبيعي، والأرائك، والمطاعم المتراصة، والطاولات المنتشرة علي أماكن مخصصة لها علي الأرصفة، ولكن (متروك في الرصيف جزء مقدس للمشاه) كله بحساب، والشموع المضاءة، والنبيذ الأحمر والأبيض والروزيه، وأصوات خرير المياه من النوافير المنتشرة حتي في (الحواري)، والأنشطة التي تزاول في الميادين، من تجارة انيقة وجميلة في محلات و(فتارين) أكثر أناقة مهما كان حجمها، ومن رسامين علي لوحات (النوال) يبدعون في رسم بورتريهات للزوار والمارة، ويستمر هذا في جميع ليالي الأسبوع، أو عرض للوحات بكل أصناف الأدوات الفنية، (زيت أو باستيل أو رصاص أو حتي فحم)! ولا أحد ينافس أحدا بالصوت أو النداء علي سلعة، أو حتي بأن يهتم بما تقوم أنت به، كل واحد حر، ولكن حريته تنتهي عند حرية الأخرين! وأناس مثلي ومثلك مهمتهم أن يشاهدوا هذا (المسرح الحي ) إما واقفاً متفرجاً عن بُعدْ، أو جالساً علي منضدة يأكل (بيتزا) مع الليمون أو البرتقال في حالتنا (كمسلمين) وننظر مشدوهين، ولكن حذار أن تفتح فمك من الاندهاش، حتي لا يضحك عليك زميل لك من (بلدياتك) لأن الآخرين لم ولن يهتموا بوجودك أصلاً !! والميادين في (روما) لها تاريخ ولها رواد ولها زوار، يأتونها كل فترة من كل مكان في العالم إذا مروا بهذه التجربة. فهذا ميدان (نافونا) وهذه مجموعة تماثيل لرجال أقوياء وأحصنة هائجة ومياه تنفجر من كل اتجاه، والكل في مشهد (مرتعد) رافعين أياديهم لأعلي في اتجاه كنيسة قديمة، يعود تاريخها للعصور الوسطي وكأن الحال يقول، بأن هناك (هولاً) سيحدث وهذه التماثيل تكاد تنطق بالخوف مما سيقع، وميدان آخر (ديلتفري) وهي نوافير وصنابير وأمواج من المياه وفوقها ووسطها مجموعة من التماثيل فوق بحيرة صناعية صغيرة لا تتعدي الخمسمائة متر وعمق (الخمسين سنتيمترا) ويطلق عليها نافورة (الأحلام) وهنا يحلم الزوار بأي شيء وهم يغمضون أعينهم ويلقون بعملات بلادهم المعدنية في تلك البحيرة، والتي ينزل فيها بعض الصبية لإلتقاط تلك العملات الأجنبية وأيضاَ الأوروبية، فلا مانع من ذلك! وبإلقاء (العملة)، وحلمك بشيء، قطعاً لن يتحقق منه شيء إلا عودتك لهذا المكان، وهذا أكيد! وفوق كل شيء وبجانبه، الموسيقي المترامية للأسماع في كل مكان، فهناك مئات من الأفراد يحملون الآلات الموسيقية الوترية بالذات، لكي يعزفوا للناس أجمل وأرق المعزوفات العالمية، هكذا الشوارع والميادين في (روما)!! فكيف لا يؤثر ذلك علي حالة (الحب) بين شاب وشابة، بين رجل وامرأة، بل بين الطيور المنتشرة بكثرة وهدوء (خاصة الحمام) دون خوف من أنفلونزا الطيور (البدعة المصرية)!! كل شيء يدعوك أن تحب وأن تعيش هذه الحالة والحمد لله أن القانون المصري لم يصل هناك إلي وصف هذه الحالة الإنسانية الجميلة (بخدش الحياء العام) وإلا كانت تبقي (محزنة). والحمد لله أن هناك مدينة اسمها (روما) لمن يريد أن يعيش هذا الإحساس، أو يقوم بدور في (المسرح الحي) في عاصمة الجمال بالعالم أو علي الأقل لمشاهد يريد أن يحضر هذا العرض المسرحي (مجاناً ) دون تذكرة !!