أصبحت وزارة الإعلام في دول العالم المتحضر جزءاً من التاريخ ودخلت المتاحف الأثرية إلا في المحروسة مصر، فقد تصورت أن المأسوف علي شبابه أنس الفقي سيصبح آخر وزير للإعلام في بر مصر وأننا سنفعل مثل بقية دول العالم ونلغي هذه الوزارة التي أصبحت مثل عدمها حتي في بعض البلاد العربية ولكن ولأن الذي تولي هذه المهمة هو زميل صحفي مشهود له بالكفاءة والنزاهة فإنه لا ينبغي علينا سوي أن نرحب بالزميل الكبير ولا مانع من أن ندلي بدلونا في عملية إعادة الهيكلة باعتبار أن مصر بعد ثورة 25 يناير أصبح الأمر فيها شوري بين الناس جميعا وأول هام فإن علي الزميل وزير الإعلام أن يمنح بعضا من وقته واهتمامه بالإذاعة المصرية ذلك لأن إذاعة صوت العرب في الستينيات كانت صاحبة أخطر اثر في المحيط العربي وتمكنت من أن تخطف اسماع المواطن العربي وأن تجعل قلبه وعقله في اتجاه القاهرة وفوق ذلك فإن التليفزيون ينبغي أن يمنحه الأولوية القصوي بعد أن أصبح الفضاء زاخراً بالمحطات السابحة بغير حساب ويا ريت يعطي الوزير العيش لخبازه، فيمنح الأستاذ ممدوح الليثي صلاحيات بلا حدود ويسند إليه قطاع الإنتاج من جديد ذلك لأن العصر المشرق لهذا القطاع كان فقط في عهد ممدوح الليثي ولا أحد سواه أما القنوات المتخصصة فعلينا أن نهدها ونعيد البناء من جديد مع الابقاء فقط علي الولد الموهوب الذكي عمر زهران الذي ينطبق عليه المثل: الشاطرة تغزل برجل حمار، أما المدعوة نهلة عبدالعزيز فقد اثبتت فشلا ذريعا علي مستوي الإدارة وعلي مستوي الإبداع وعلي الوزير لو اراد اثباتا لكلامي فإنني أملك الدليل الدامغ علي كلامي وعندي الشهود الذين عملوا إلي جانبها وتم التنكيل بهم جميعا فتفرقوا بين القنوات الأخري وأخيرا فإن علي وزير الإعلام وهو سيد العارفين أن يستعين بالخبرة المصرية في تجديد شباب قطاع الأخبار ولا يخفي علي الزميل العزيز أسامة هيكل أن الإعلام المصري الخايب سلم آذان المصريين جميعا لقنوات الجزيرة والعربية والبي.بي. سي، أما الأخبار التي نشاهدها في القطاع اياه فهي تصلح للقرن الماضي ويا عيني لو تمكن الأستاذ أسامة هيكل من تحقيق هذه المهمة علي الوجه الأكمل.. ساعتها سيجد لنفسه مكانا في التاريخ باعتباره الرجل الذي اعاد القوة الناعمة المصرية إلي سابق عهدها. أعتقد - وأجري علي الله - أن كل فناني وكتاب وأدباء ومثقفي هذا البلد علي أتم استعداد للمشاركة بالجهد والوقت ودون مقابل من أجل إعادة مصر إلي مكانتها التي تليق بها ومن أجل أن نعود إلي الريادة التي افتقدناها لصالح دولة قامت علي قناة فضائية، تلك الريادة التي تحولت في عصر المخلوع حسني مبارك والملدوع صفوت الشريف من ريادة.. إلي ريالة!